التداول مقابل الاستثمار

قد تُستخدم مصطلحات التداول والاستثمار بنفس الطريقة في بعض الأحيان، إلا أنهما في الواقع مفهومان مختلفان للغاية في سياق أسواق رأس المال وسوق العملات الأجنبية على وجه الخصوص. وقد يكون لدى كل من المستثمر والمتداول نفس الهدف، وهو تحقيق الربح في العديد من الأسواق المالية، ولكن تختلف الطريقة والأسلوب في تحقيق هذا الهدف.

دعونا نلقي نظرة على الفرق ما بين الاستثمار والتداول، ونرى ما الذي يناسبك أكثر.

التداول

يتضمن التداول شراء وبيع الأدوات المالية بشكل متكرر مثل أزواج العملات أو السلع. الهدف من التداول هو تحقيق الربح من خلال عمليات البيع والشراء السريعة بهدف تحقيق عوائد أفضل من الاستثمار التقليدي الطويل الأجل. يركز المتداولون على العوائد الشهرية أو حتى الأسبوعية بما يصل إلى عشرة في المائة أو أكثر، في حين قد يستهدف المستثمرون مثل هذه النسب من العوائد بشكل سنوي.

وكأي عملية أخرى سريعة الإيقاع، تستلزم عملية التداول مراقبة قوية وفعالة للسوق لتحديد فرص الشراء والبيع واستغلال الصفقات الجيدة. يهدف المتداولون إلى تحقيق الربح من خلال الشراء بسعر أقل والبيع بسعر أعلى، خلال فترة قصيرة غالباً. كما يمكنهم تحقيق الربح من عمليات البيع المكشوف، أي البيع بسعر أعلى بهدف شرائها لاحقاً بقيمة أقل عندما ينخفض السوق.

يجب على المتداولين الدخول والخروج من المراكز خلال فترة زمنية محددة، بخلاف المستثمرين الذين لديهم ميزة الانتظار، وغالباً ما يستخدمون الأوامر التلقائية مثل إيقاف الخسائر للخروج من المراكز الخاسرة أو البيع تلقائيًا بمجرد الوصول إلى مستوى السعر المطلوب. من المرجح أن يفضل المتداولون التحليل الفني على التحليل الأساسي عند إجراء عمليات التداول اليومية، واستخدام أدوات مثل المتوسطات المتحركة لتحديد الفرص الجيدة لتداول .

الاستثمار

على عكس التداول، يتم الاستثمار عادةً بشكل أطول وأبطأ، وغالباً ما يكون الشراء أكثر من البيع. يتمثل الهدف من الاستثمار في تحقيق الأرباح ببطء مع مرور الوقت من خلال شراء أدوات الاستثمار والاحتفاظ بها، وغالبًا ما يتم تنويع المحافظ الاستثمارية للأسهم والسندات والصناديق المشتركة. لا يرغب المستثمرون عادةً في تحقيق الأرباح بشكل سريع، ويمكن أن يضاعفوا أرباحهم عن طريق إعادة استثمار أي فائدة أو أرباح في أسهم إضافية في أداة مالية.

ويتم الاحتفاظ بالاستثمارات لفترات زمنية أطول، من سنة إلى عشرات السنين، كما فعل العديد من المستثمرين المشهورين مثل وارن بافيت بنجاح كبير. على الرغم من أن المتداولين أيضاً يمكنهم الاحتفاظ بالمراكز لفترات طويلة، إلا أنهم يتداولون عادةً صفقات أسبوعية متأرجحة أو حتى صفقات يومية، وبعضهم يحتفظ بالصفقات لمدة ثواني فقط. تسمح فترات الاحتفاظ الطويلة للمستثمرين الاستفادة من بعض الأشياء مثل الفوائد، والأرباح، والعوائد المركبة طوال الوقت.

وفي الوقت الذي يكون فيه المتداول حذر بشكل دائم من الاتجاه الهابط المحتمل للأسواق، يمكن للمستثمرين البقاء أثناء تقلبات السوق، وإذا كانت النظرة العامة جيدة، فمن المتوقع أن تنتعش الأسعار وبإمكان المستثمرين استرداد الخسائر. على هذا النحو، يستخدم المستثمرون في الغالب التحليل الأساسي ويحاولون تحديد الأشياء التي تحمل قيمة أقل الآن مما ستكون عليه في المستقبل.

الخلاصة

الفرق الأساسي بين التداول والاستثمار هو عامل الوقت ومستوى المشاركة الفعالة. يبحث المتداولون والمستثمرون عن الأرباح في الأسواق العالمية، ولكن يقوم المتداولون بذلك بشكل يومي وأكثر نشاطاً، حتى أن بعضهم يعمل فيها بدوام كامل. يبحث المستثمرون عن عائدات أكبر على مدى فترى طويلة من الزمن، بينما يستفيد المتداولون من ارتفاع وهبوط الأسعار من خلال العديد من المراكز وبأرباح أقل ولكن أكثر تواتراً.

لذا، هل تعتقد أنك متداول؟ افتح حساباً تجريبياً واحصل على فرصة للتداول في العملات والسلع المشهورة وأهم مؤشرات الأسهم العالمية والمعادن الثمينة بمبلغ وهمي بقيمة 10,000 دولار.

نبذة عن المؤلف

إن الكاتب هو خبير في مجال التداول بالأصول المتعددة.