سجل الدولار الأمريكي تراجعات خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.7 في المئة بالتزامن مع ضعف العائد على السندات الأمريكية حيث انخفض العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات بأكثر من 1% ويتم تداوله عند مستويات 1.56%، وهو ما أضعف جاذبية حيازة الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى وبخاصة مع قوة بيانات التضخم الأمريكية خلال الفترة القليلة الماضية
من جانب آخر فإنه لا يزال ارتفاع إصابات كورونا داخل الولايات المتحدة يضغط على الدولار الأمريكي وبخاصة وأنها تسجل ارتفاعا ملحوظا وهو ما قد يؤثر على إعادة فتح الاقتصاد الأمريكي سريعا، أوضحت البيانات الصحية الصادرة الجمعة بأن الولايات المتحدة الأمريكية سجلت نحو 62 ألف حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة. كما سجلت البلاد نحو 719 حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا خلال نفس الفترة. وبهذه الإصابات والوفيات الجديدة، يرتفع إجمالي إصابات كورونا داخل الولايات المتحدة إلى 32 مليون شخص تقريبا، كما يرتفع إجمالي وفيات فيروس كورونا المستجد إلى 570 ألف حالة تقريبا.
لكن البيانات الاقتصادية الإيجابية القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية حدت من خسائر الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي ، حيث قالت شركة البيانات آي.إتش.إس ماركت، الجمعة إن القراءة الأولية لمؤشرها لمديري المشتريات بقطاع الصناعات التحويلية الأمريكي زادت إلى 60.6 في النصف الأول من الشهر الجاري وهي أعلى قراءة منذ بدأت السلسلة في مايو 2007 وتأتي عقب قراءة نهائية عند 59.1 في مارس.
كان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا ارتفاع المؤشر إلى 60.5 في أوائل إبريل. وأي قراءة فوق مستوى الخمسين يشير إلى النمو في أنشطة التصنيع التي تشكل 11.9 في المئة من الاقتصاد الأمريكي.
وامتد التحسن في النشاط إلى قطاع الخدمات، الذي تأثر بشكل أكبر بالجائحة. وقفزت القراءة الأولية لمؤشر آي.إتش.إس ماركت لقطاع الخدمات إلى 63.1 وهي الأعلى منذ بدء السلسلة في أكتوبر 2009، من قراءة نهائية عند 60.4.
بالإضافة إلى كل هذا انتعشت مبيعات المنازل الأمريكية التي تتسع لأسرة واحدة بأكثر من المتوقع في آذار (مارس)، مدعومة على الأرجح بالنقص الحاد في المنازل التي كانت مملوكة سابقا في السوق.
وقالت وزارة التجارة أمس، "إن مبيعات المنازل الجديدة ارتفعت 20.7 في المائة، إلى وتيرة سنوية معدلة في ضوء العوامل الموسمية بلغت 1.021 مليون وحدة الشهر الماضي".
وكان اقتصاديون استطلعت "رويترز" آراءهم توقعوا ارتفاع مبيعات المنازل الجديدة، التي تشكل نسبة صغيرة من مبيعات المنازل في الولايات المتحدة، إلى وتيرة عند 886 ألف وحدة في آذار
والجدير بالذكر كان أداء الدولار الأمريكي جيدًا للغاية خلال الربع الأول من عام 2021، لكن الربع الثاني، حتى الآن، كان أكثر صعوبة. حيث كان المستثمرون يبيعون الدولار الأمريكي منذ بداية الشهر على الرغم من الانتعاش الاقتصادي، ومن الممكن أن يشهد الدولار الأمريكي بعض الضعف خلال الفترة المقبلة بعد تقارير تفيد بأن الرئيس جو بايدن يفكر في زيادة ضريبة أرباح رأس المال.
ومن المحتمل أن يشهد الدولار الأمريكي بعض التذبذب هذا الأسبوع في ظل ترقب لاجتماع الفدرالي الامريكي وما سينتج عنه هذا الاجتماع بالإضافة إلى صدور مؤشر أسعار المستهلكين يوم الجمعة الذي يعطينا صورة أوضح عن توجهات الدولار الأمريكي خلال الفترة المقبلة في حال كسرنا فنيا مستويات 91 دولار فربما ندخل في موجه هابطة للدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية الأخرى
