في الوقت الذي تواصل فيه شهية المخاطرة في التحسن، يستقر الدولار الأمريكي بالقرب من أدنى مستوياته في ثلاثة أعوام خاصة بعد النبرة الحذرة في الهيمنة عى تصريحات محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول.
فأكد باول يوم الأربعاء في شهادته لليوم الثاني أمام الكونجرس على أن البنك سيُبقي على السياسة النقدية الحالية ولن يقوم بإجراء أي تعديلات على السياسة النقدية لحين إظهار الاقتصاد الأمريكي تحسن ملحوظ، بل أنه يتطلع إلى ارتفاع التضخم على المدى القريب,
ويجدر الإشارة في تحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين على الصعيد العالمي على خلفية التدابير التحفيزية القوية التي لجأت لها الحكومات والبنوك المركزية في محاولة للتصدر لمخاطر الانكماش التي أصبحت تلوح في الأفق، بجانب المضي قدمًا في اللقاحات ضد فيروس كوفيد-19. الأمر الذي تسبب في نهاية المطاف إلى تراجع الطلب على الذهب والسندات، والتوجه بدلاً من ذلك التوجه نحو الأسهم، مما دفع عوائد السندات للارتفاع بقوة وبالأخص عائدات السندات لأجل عشرة أعوام التي استقرت أعلى مستويات 1.4%.
وبالطبع كان لتعافي الطلب العالمي تأثير إيجابي على نطاق واسع للنفط الذي نجح في استهداف أعلى مستوياته في أكثر من 13 شهر خلال التعاملات المبكرة مدعومًا أيضًا بتراجع انتاجد النفط في الولايات المتحدة الأمريكية لسوء أحوال الطقس.
فارتفع خام برنت بنسبة 0.3% إلى مستويات 67.23 دولار للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس بنسبة 0.1% إلى 63.30 دولار للبرميل.
وأشارت الإحصائيات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية في تراجع انتاج الخام الأمريكي بأكثر من 10% "ما يعادل مليون برميل يوميًا خلال الأسبوع الماضي". كما أكدت على احتمالية تقلص إمدادات الوقود في أكبر مستهلك للنفط في العالم بعدما تراجعت مصافي التكرير في الآونة الأخيرة إلى أدنى مستوياتها منذ سبتمبر 2008.
وواصل الدولار النيوزلندي ارتفاعه أمام نظيره الأمريكي إلى مستوى المقاومة 0.7440 "أعلى مستوياته منذ فبراير 2018" على خلفية ارتفاع أسعار السلع وحالة التفاؤل المهيمنة على تحسن الاقتصاد النيوزلندي ببدعم من تحسن أداء الصادرات وتعافي الاقتصاد العالمي، الأمر الذي جعل مؤسسة ستاندرد آأند بورز في رفع تصنيفها الائتماني للاقتصاد من AA إلى AA+.
أما بالنسبة إلى الجنيه الاسترليني، فاحتمالات ارتفاع معدلات التضخم الفترة المقبلة على خلفية زيادة أسعار السلع بعدج الرسوم الجمركية الجديدة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي دعم تعافي الاقتصاد وبالتالي ارتفعت العملة بوتيرة سريعة أمام الدولار الأمريكي ليستقر مؤخرًا عند أعلى مستوياته منذ إبريل 2018 " عند 1.4250، بل وقد يواصل ارتفاعه إلى مستويات المقاومة 1.43.
وتترقب الأسواق مساء اليوم في تمام الساعة 1:30 بتوقيت جرينتش القراءات الأولية لبيانات الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأخير من عام 2020 والذي قد يُظهر بعض التعافي مع ارتفاعه من 4.0% إلى 4.2%، بالإضافة إلى إعانات البطالة والتي قد ترتفع خلال الأسبوع الماضي بواقع 828 ألف مقابل القراءة السابقة عند 861 ألف.
