هل الارتفاعات الحالية للنفط تدعم تخفيف أوبك+ وتيرة خفض الانتاج؟

22 فبراير 2021 12:10 م

شهدت أسعار النفط بعض الارتفاع في بداية التداولات الأسبوعية، حيث تسبب ترجع الانتاج في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب سوء أحوال الطقس وإغلاق مصافي التكرير في تكساس "أكبر الولايات انتاجًا للنفط" في تصاعد مخاوف تراجع المعروض النفطي في الوقت الذي يشهد الاقتصاد العالمي تعافي في معدلات الطلب مع مضي أغلب الاقتصادات قدمًا في اللقاحات ضد فيروس كوفيد-19.

وارتفع خام برنت بنسبة 1.2% إلى مستويات 61.67 دولار للبرميل بعدما نجح في تسجيل ارتفاعات وصلت  إلى 1% خلال تداولات الأسبوع الماضي، فيما ارتفع خام غرب تكساس بنسبة 1.3% إلى مستويات 59.98 دولار للبرميل.

وعلى إثر التطوارت الأخيرة، قامت مؤسسة جولدمان ساكس برفع توقعاتها لأسعار النفط الفترة المقبلة، حيث من المرجح أن تصل الأسعار إلى مستويات 70 دولار للبرميل في الربع الثاني من العام، وإلى مستويات 75 دولار للبرميل في الربع الثالث من العام.

وأرجع خبراء المؤسسة تلك التوقعات بناءًا على احتمالات تراجع الإمدادات الأمريكية الفترة المقبلة واستمرار تحسن نشاط الأعمال على الصعيد العالمي والذي سيدعم بدون شك معدلات الطلب على الذهب الأسود.

وقامت منظمة الأوبك بخفض توقعاتها لانتاج النفط الأمريكي مع إغلاق عدة مصافي تكرير بواقع 140 ألف برميل يوميًا إلى 7.16 مليون برميل يوميًا، فيما تتوقع الحكومة الأمريكية تراجع الانتاج بواقع 78 ألف إلى 7.5 مليون برميل يوميًا.

ومن المحتمل أن تستغرق أطقم حقول النفط عدة أيام لإزالة الجليد من الصمامات وإعادة تشغيل الأنظمة وبدء إنتاج النفط والغاز. فأشار البعض إن مصافي التكرير في ساحل الخليج الأمريكية تقيّم الأضرار وقد تستغرق ما يصل إلى ثلاثة أسابيع لاستعادة معظم عملياتها، على الرغم من إعاقتها بسبب انخفاض ضغط المياه والغاز وفقدان الكهرباء.

ويجدر الإشارة إلى أن تراجع الإمدادت بسبب سوء أحوال الطقس في تكساس والتي تمثل حوالي 40% من انتاج النفط سيدعم وضع أوبك الفترة المقبلة، بل قد تتفق أوبك+ على تخفيف وتيرة خفض الانتاج في اجتماعها المقبل حيث ستكون هي المحرك الرئيسي لانتاج النفط الفترة المقبلة.

فبالعودة إلى الزمن، نجد أن السبب الرئيسي وراء انهيار أسعار النفط من فترة 2014 إلى 2016 ووصول الأسعار إلى مستويات 28 دولار للبرميل مما جعل الأوبك تتفق للمرة الأولى على خفض الانتاج لمنع الأسعار العالمية من الانهيار يعود إلى زيادة انتاج النفط الأمريكي جزء رئيسي وراء هذا الانهيار وزيادة الضغوطات على منظمة الأوبك.

ولكن بالرغم من التوقعات التي أصبحت تدعم احتمالية تخفيف وتيرة خفض الانتاج من جانب أوبك+ في الاجتماع المقبل، إلا ان تصريحات وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان يوم 17 فبراير على ضرورة توخي الحذر حيال ارتفاع الأسعار بتلك الوتيرة والتي قد تكون مجرد عوامل مؤقتة تسببت في تراجع الأسعار في نهاية الأسبوع الماضي ليفشل خام غرب تكساس في الاستقرار أعلى مستويات 62 دولار للبرميل.

ومع ذلك، مع ارتفاع الأسعار، من المرجح أن يدرس أعضاء أوبك+ زيادة الانتاج بواقع 500 ألف برميل يوميًا، ولكن هذا قد يعتمد على ما إذا كانت المملكة العربية السعودية ستُنهي الخفض الطوعي دفعة واحدة.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط