هل فقد الذهب بريقه ؟

24 نوفمبر 2020 01:56 م

تراجع  الذهب خلال تداولات الفترة الآسيوية اليوم الثلاثاء بفعل تحسن شهية المخاطرة على خلفية تجدد آمال التوصل إلى لقاح ضد فيروس كوفيد-19 في أجل قريب، وتحسن أداء النشاط التجاري في الولايات المتحدة الأمريكية بأسرع وتيرة في خمس سنوات. كما تسببت قوة الدولار والرغبة في المخاطرة، في زيادة الضغوطات على المعدن الثمين.  

هذا وقد تحسنت معنويات الأسواق في ظل الأخبار التي تفيد بأنه سيتم طرح لقاح واحد على الأقل، وربما ثلاثة، قبل عيد الميلاد المجيد. كما أعلنت الولايات المتحدة إنها ستبدأ على الأرجح في التطعيم باستخدام لقاح فايزر بتاريخ 11 ديسمبر، أما لقاحات موديرناوأسترازينيكا ، فلقد أصبحت قريبة من الحصول على الموافقات المطلوبة من قبل مختلف الحكومات في المستقبل القريب. 

وساهمت آمال التوصل إلى نهاية هذا الوباء قريبًا في حالة من التفاؤل هيمنة على الأسواق وتسببت في زيادة الطلب على الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم، فيما زاد الضغط على أداء الأصول ذات العائد المنخفض مثل الذهب. 

يجدر الإشارة إلى أن الذهب تحرك في نطاقات عرضي ضيق بين مستويات  1300 دولار للأونصة  من عام 2016 حتى يونيو عام 2019 ، وبعد ذلك في نهاية 2019 ظهرت متغيرات دفعت الذهب نحو الصعود منها الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين ،وغموض البريكست ومقدرة بريطانيا الخروج باتفاق ،وتراجع في عوائد السندات الأمريكية  وجائحة الكورونا وتأثيرها  الكبير على الذهب بشكل إيجابي. 

 ولكن بدأنا نرى تغير في اتجاه الذهب السبب هو الإعلان  عن تطورات لقاح كورونا بعدما أعلنت شركة AstraZeneca عن لقاحها الخاص بفيروس كوفيد-19، على غرار البيانات الاقتصادية التي جاءت أفضل من التوقعات.   

وكانت أسترازينيكا قد أعلنت أن لقاحها، الذي طورته بالتعاون مع جامعة أكسفورد، أثبت فعالية بنسبة تصل إلى 70٪ في التجارب واسعة النطاق. ولكن هذه النسبة كانت أقل بشكل ملحوظ من لقاحي فايزروموديرنا اللذين سجلا نسبة فعالية تجاوزت الـ 90٪. 

وتضمنت التجربة جرعتين للقاح، أظهر أحدهما معدل فعالية بلغ 90٪، والآخر 62٪. حيث زادت زادت الثقة في الأسواق بعدما قالت AstraZeneca بأن لقاحها ضد كورونا رخيص الصنع وسهل التوزيع وأن الأسواق تستجيب الآن لحالة من التفاؤل سببها توقعات أن تواجد اللقاح سيكون أفضل كثيراً من عدم وجوده، ويقلّص الفترة الزمنية التي قد يبقى فيها الاقتصاد العالمي في ضغط كبير. 

 وأيضا من العوامل الذي دفع الذهب نحو الانخفاض ، ملف البريكست التي بدأت تظهر معالمه مع زيادة احتمالية الاقتراب إلى اتفاق تجاري بين الطرفين  ،استقرار عوائد سندات الخزانة الأمريكية ، فوز بايدن الديمقراطي تهدئة الأوضاع فيما يتعلق بالحرب التجارية  بين الولايات المتحدة والصين. وأيضا البيانات الاقتصادية الإيجابية في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تدعم آمال انتعاش الاقتصاد الفترة المقبلة بعد أسوأ وتيرة انكماش تعرض لها منذ الحرب العالمية الثانية. 

ومن أبرز العوامل أيضًا التي تسببت في زيادة الضغوطات على الذهب ارتفاع الدولار الأمريكي بعد إيجابية البيانات الاقتصادية الأخيرة واعتزام الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدنترشيح المحافظ السابق للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جانيت يلين لشغل منصب وزير الخزانة في إدارته المقبلة. 

على الصعيد الاقتصادي، ارتفع مؤشر مؤشر مدراء المشتريات ، الذي يتتبع النشاط الاقتصادي في قطاعي التصنيع والخدمات معاً، بأسرع وتيرة منذ مارس 2015، الأمر الذي ساهم في ارتفاع الدولار الأمريكي بشكل قوي أمام أغلب العملات الرئيسي لا سيما أمام اليورو، ليتراجع اليورو دولار إلى مستويات 1.18 قبل أن يقلص بعض تلك الخسائر خلال تداولات اليوم الثلاثاء. 

يترقب المستثمرون محضر اجتماع السياسة النقدية الأخير لبنك الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى التقرير الأسبوعي لمطالبات البطالة، وتقرير الناتج المحلي الإجمالي، والمقررة جميعاً يوم غد الأربعاء، قبل عطلة عيد الشكر، حيث ستغلق الأسواق الأمريكية أبوابها يوم الخميس. 

وهبط الذهب ليكسر مستوى الدعم القوي عند 1850 دولار للأوقية ليسجل أدنى مستوياته منذ شهر يوليو الماضي.  

ويبدو أن الذهب أصبح هزيلًا في ظل الأنباء المتواردة حول لقاحات فيروس كورونا، وعن دوره في التعافي الاقتصادي السريع، الأمر الذي قد يضغط على الذهب في الفترة المقبلة على أن يستهدف مستويات 1800 دولار للأوقية لتبقى توقعاتنا السلبية قائمة على المدى المتوسط خاصة مع تقاطع المتوسطين المتحركين لإغلاق 50 و100 يوم وما لم يعود للاستقرار أعلى مستويات 1840 دولار للأوقية. 

 

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط