بقلم غوراف كاشياب
لقد كان أسبوعاً جيداً لصفقات شراء الدولار الأمريكي، حيث أغلق مؤشر الدولار الأمريكي يوم الاثنين عند أعلى مستوياته منذ ثلاثة أشهر. ارتفع المؤشر بنسبة 1.77 في المائة في خمس جلسات تداول من 17 أبريل حتى 23 أبريل وأغلق بشكل مريح فوق مستوى المقاومة العلوي عند 90.50. يعود هذا الارتفاع البسيط إلى عدة عوامل تتماشى في وقت واحد. وقد أدى تراجع المخاطر الجيوسياسية وزيادة العائدات الأمريكي وتحسين البيانات الأمريكية إلى جانب البيانات العالمية الضعيفة إلى ارتفاع الدولار على المدى القصير.
في آخر مقالة لي، ذكرت أن الرئيس دونالد ترامب كان يستعد لما بدا حرباً تجارية مع الصين. في الوقت الذي تراجعت فيه المخاوف ارتفع الدولار وأسواق الأسهم على المدى القصير. لقد رأينا بالفعل كيف استهدف الرئيس منظمة الأوبك عندما قال إنهم يبقون أسعار النفط مرتفعة بشكل مصطنع.
في الوقت الذي كان سيؤدي الارتفاع الأخير إلى تقليص حجم صفقات البيع الأمريكية الأضعف، إلا ان صفقات البيع الأقوى ستكون على اطلاع على احتمالات عدم اليقين المقبلة. في عمودي الأخير، كان مؤشر VIX- وهو مؤشر في بورصة خيارات مجلس شيكاغو الذي يقيس التقلبات المرتقبة لسوق الأسهم والمعروفة أيضاً باسم "مقياس الخوف"، أعلى من 20 مستوى (الأعلى في شهرين). وعلى الرغم من انخفاض المؤشر إلى ما دون مستويات 15 خلال الأسبوعين الماضيين، إلا أن الحركة باتجاه ال 17 تشير إلى أن الأسواق تتجه نحو موجة أخرى من التقلبات التي قد تؤدي إلى مزيد من الارتفاع في الأصول بالدولار الأمريكي.
كما كان الدولار من أكبر الداعمين للارتفاع الأخير في عوائد السندات الخزانة الأميركية، وفي نفس الفترة من 17 إلى 23 أبريل، انتقلت العائدات من 2.8% إلى اختبار مستويات 3 %. هذا الارتباط المباشر شهد تدفق الأموال إلى الأصول الأمريكية وشهد تبايناً في العوائد بين الولايات المتحدة وأوروبا، والسندات الحكومية الأمريكية والآسيوية. وهذا يفسر أيضاً الضعف الأخير في أزواج العملات الأجنبية مثل EUR/USD وGBP/USD وUSD/JPY. وبينما تتحسن عائدات الولايات المتحدة، تظل نظيراتها مستقرة، وهذا الفرق في العائدات يشهد أموال تتدفق إلى الأصول ذات العوائد المرتفعة. يعمل هذا المنطق بشكل جيد في ظروف السوق الهادئة- من دون المخاطر الجيوسياسية – ومع ذلك فإن كل شيء ممكن في ظل الإدارة الحالية وقد تكون هذه التجارة قصيرة الأجل.
نتيجة هذا الارتفاع الأخير للدولار، انخفض سعر ال EUR/USD في بورصة دبي للذهب والسلع (DGCX) من مستويات 1.24 إلى 1.22. تشير الدراسات الفنية أنه من المتوقع أن نرى توطيداً على المدى القصير عند المستويات الحالية، ومع ذلك أشعر أن هناك مجالاً أكبر للهبوط مع التحرك نحو المستوى 1.2050 في الأسابيع المقبلة.
يجتمع البنك المركزي الأوروبي هذا الخميس للإعلان عن أسعار الفائدة ولن أكون متفائلاً، على العكس، يجب أن تكون اللهجة مسالمة اكثر مع ضعف الأخير لأرقام الاتحاد الأوروبي. قال رئيس (Bundesbank) الألماني مؤخراً بان الظروف الاقتصادية في ألمانيا خلال الربع الأول لم تكن مذهلة وهذا في خضم تدهور أرقام الاتحاد الأوروبي. لذا من غير المتوقع أن تتحسن توقعات رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي بدرجة كبيرة، بل سيتبنى لهجة أكثر تحفظاً فيما يتعلق بنهاية برنامج التسهيل الكمي الحالي.
كما تراجع الين الياباني إلى أدنى مستوياته في عدة اشهر مقابل الدولار الأمريكي في بورصة دبي للذهب والسلع – ويأتي هذا التراجع في هذا الزوج بالذات نظراً لتحسن معنويات المخاطرة. ومن المتوقع أن يرتفع زوج ال USD/JPY عند 109.62. وأخيراً، كان الذهب أضعف خلال ارتفاع الدولار الأخير – وهذا ربما يمثل فرصاً أطول أكثر أماناً ضد الدولار المتفشي. قد يؤدي التحرك نحو مستويات 1319 إلى توفير قيمة جيدة لصفقات الشراء، ومع ذلك، فإن الدخول عند 1308 سيكون أفضل.
غوراف كاشياب هو محلل السوق في Equiti Global Markets.
