أسعار الذهب هذا الأسبوع قد تحاول الارتفاع، لكن هنالك شروط لنجاح المحاولة

أسعار الذهب هذا الأسبوع قد تحاول الارتفاع، لكن هنالك شروط لنجاح المحاولة

21 يونيو 2020 04:37 م

تداول سعر الذهب خلال العشر أسابيع الماضية في نطاق سعري يقع بين 1660 و1760 دولار أغلب الوقت، والتداولات التي انحصرت في هذا النطاق اتّسمت في التذبذب الكبير بين ارتفاع وانخفاض. لكن، نلاحظ بأن أسعار الذهب أغلقت الأسبوع الماضي في أعلى مستوياتها منذ حوالي شهر، حيث أن المتداولين توجّهوا لطلب الذهب كملاذ آمن من مخاطر موجة ثانية من انتشار فيروس كورونا، إلى جانب تغطية مخاطر انخفاض القدرة الشرائية للنقد في ظل توجّهات البنوك المركزية لسياسات التيسير الكمّي والنقدي وبرنامج شراء الأصول إلى جانب أسعار الفائدة المتدنّية.

وارتفع عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا يوم الجمعة الماضي إلى مستوى قياسي جديد وصل إلى ما يزيد عن 180 ألف إصابة بحسب موقع worldometers، والارتفاع الكبير بعدد الإصابات يعتبر أمر مقلق من أن تطول الفترة الزمنية التي سوف يتطلّبها العالم من أجل العودة للاستقرار والنمو.

ورغم أن الرئيس الأمريكي يتوقّع بأن نشهد أكبر وتيرة نمو في الاقتصاد الأمريكي على الإطلاق خلال الربع الثالث من هذه السنة، إلا أن هذا لا يعني عودة الاستقرار بالاقتصاد. وقال محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "جيروم باول" بأن الاقتصاد الأمريكي سيتعافى، لكنّه سيحتاج لمزيد من الوقت. والظروف الاقتصادية الحالية في الولايات المتحدّة والعالم، دفعت عضو الفيدرالي الأمريكي "كوارلز" لأن يقول بأنه سيتم عمل اختبارات ضغط للبوك الأمريكية، تأخذ سيناريوهات متعددة للاقتصاد (V,U,W) ، أي أن البنوك الأمريكية ستخضع لاختبار ضغط في حال كان الركود عميقاً ثم يعود النمو بسرعة وبقوّة، أو أن تطول فترة الضعف، أو في الحالة الثالثة في أن يكون الركود الاقتصادي على مرحلتين، يتخللهما مرحلة زمنية من النمو.

وتشهد التوقعات المستقبلية للاقتصاد العالمي ومنه الاقتصاد الأمريكي ضبابية كبيرة، حيث أن لا أحد متأكّد بأن يعود الاقتصاد للنمو، حيث صرّح رئيس الفيدرالي الأمريكي مؤكّداً بأن التعافي الاقتصادي التام سيرتبط في السيطرة على جائحة كورونا. كذلك، قال عضو الفيدرالي الأمريكي "روزينجرن" بأن التعافي الاقتصادي قد يتباطأ بسبب انتشار فيروس كورونا.

كل هذه الظروف داعمة لارتفاع أسعار الذهب. وتوقّع خبراء بنك جولدمان ساكس بأن ترتفع أسعار الذهب بقوّة خلال الفترة المقبلة، وأشارت التوقعات لاحتمال وصول الـ1800 دولار خلال الشهور الثلاث المقبلة، وربما إلى 1900 دولار خلال ستّة شهور، بل وتوقّع ارتفاع الذهب إلى الـ2000 دولار على مدى فترة عام.

وبحسب تقرير لبنك جولدمان ساكس، ارتفع حجم الذهب الذي تملكه الصناديق المتداولة في البورصة بحوالي 20% منذ بداية العام الحالي، مما يؤكّد بأن هنالك طلباً كبيراً على الذهب.

بالنسبة للظروف الأخرى الداعمة لارتفاع الذهب، بل وتعتبر هذه الظروف أهم من الظروف الاقتصادية الإجمالية، توجهات البنوك المركزية. فأسعار الفائدة المنخفضة جداً في البنوك المركزية في الدول العظمى والكبرى حول العالم إلى جانب برامج شراء الأصول والسندات وضخ السيولة للأسواق، كلها تهدد بانخفاض القدرة الشرائية للنقد على المدى المتوسط والطويل، وهنا يزداد بريق الذهب ليرتفع أكثر.

أما بالنسبة لهذا الأسبوع، فاحتمالات الارتفاع واردة بالفعل، لكن أسعار الذهب ستكون مع تحدّ كبير، وهو في نطاق المقاومات المتواجد بين أسعار 1750.00 و1760.00 دولار، وهذه المقاومات في حال فشل اختراقها، قد نرى عمليات جني أرباح من جديد. المضاربون يعتبرون لاعبون أساسيون في تحرّكان أسعار المعدن الثمين، وفي حال فشل امتداد ارتفاع أسعار الذهب فوق المقاومات المشار لها، ربما يتوجّه المضاربون لجني أرباح يسبب ضغطاً على أسعار الذهب.

لذلك، يعتبر اختراق المقاومات الفنية 1750.00 -1760.00 شرطاً هاماً لإثبات امتداد الاتجاه الصاعد على مدى الأسبوع، وفي حال اختراق هذه المستويات، فقد نرى اندفاعاً آخر قوي يأخذ الأسعار لمستويات فوق القمّة المتحققة شهر سبتمبر عام 2012، والتي تقع عند أسعار قريبة من حاجز الـ1800 دولار للأونصة.

من الأسفل، يجب أن نعلم بأن مستوى الحاجز النفسي 1700 دولار سيكون الأهم بالنسبة للاتجاه في حال عادت أسعار الذهب للانخفاض من جديد.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط