كان إلغاء نظام أوباما كير من ضمن وعود حلة ترامب الانتخابية بمجرد وصوله للسلطة، هذا القانون الذي وقع باراك أوباما مرسومه في عام 2010 ويهدف إلى توفير التامين الطبي لحوالي 95% من سكان الولايات المتحدة. وظل موضوع الرعاية الصحية من أبرز نقاط الخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين لفترة طويلة.
ومرت خطة نظام الرعاية الصحية بالعديد من مراحل التعديلات الجذرية التي باءت جميعها بالفشل.
ويُعد نظام أوباما كيرأهكم إصلاح لنظام الرعاية الصحية منذ 1965. كما يُعد من أهم إنجازات باراك أوباما نفسه، ومن المفترض أن يقوم بإحداث تغييرات قوية على سوق التأمين الخاص، إذا لم يقم ترامب بإلغائه كما وعد خلال حملته الانتخابية.
وظلت الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الوحيدة وسط الدول المتقدمة حتى عام 2010 التي لا توفر نظام رعاية صحية شاملة تاركة المجال لشركات التأمين الخاصة. وبلغ إنفاق الولايات المتحدة على القطاع الصحي في عام 2011 حوالي 2.6 تريليون دولار.
ما هي الأسس التي يرتكز عليها نظام أوباما كير؟
يقوم على أساس قيام الحكومة بمنافسة شركات التأمين الخاصة في تقديم خدمات الرعاية الصحية ويشمل :
- إلزام المواطنين بالتأمين على أنفسهم صحيًا مع فرض غرامات في حالة عدم التأمين.
- كل شركة تضم أكثر من 50 فرد ولا تؤمن على افرادها يتم فرض غرامة عليها.
- منع الشركات من حجب التأمين عن الأفراد الذين يصيبهم مرض خطير.
- منع الشركات من حجب التأمين عن المسنيين.
- توفير مساعدات من الحكومة للأفراد الذين لا يستطيعون التأمين على أنفسهم.
- وضع نظام رعاية صحية موجه لمحدودي الدخل.
كيفية التمويل والقيود على نظام أوباما كير
قامت الحكومة الفيدرالية بفرض غرامات ورسوم جديدة لتمويل أوباما كير فعلي سبيل المثال قامت بفرض ضريبة على المؤسسات التي تطبق نظام تأميني باهظ التكلفة.
ويضع القانون عددًا من القيود على المساعدات في حالات الإجهاض أو المهاجرين غير القانونيين لن يمكنهم شراء بوليصة للتامين الصحي حتى لو كانوا قادرين على دفع التكاليف.
وتم تقدير تكلفة نظام أوباما كير بأنه سيكلف الخزينة حوالي 938 مليار على مدار 10 سنوات، ولكنه سيُقلص عجز الموازنة الفيدرالية خلال نفس الفترة ب 143 مليار دولار وبحوالي 1.2 تريليون خلال 20 عامًا.
القانون والحريات
وخلال التصويت على القانون في 2010 لم يصوت جمهوري واحد عليه في الكونجرس، واصفين إياه بأنه يخالف مباديء الدستور معتبرين أن إلزام المواطن بشراء وثيقة التأمين اعتداء على الحريات المدنية. كما أشاروا إلى أن هذا البرنامج سيزيد من الإنفاق الفيدرالي وسيؤدي لسيطرة الحكومة على سوق التأمين الصحي.
وكان رومني المرشح الجمهوري السابق في انتخابات 2012 وصف البرنامج بأنه كارثة اقتصادية تنتظر الاقتصاد الأمريكي.
فيما كان المدافعون عن أوباما كير يرون أن هذا النظام سيحد من الإنفاق الفيدرالي على القطاع الصحي، حيث يستهلك هذا القطاع حوالي 17% من الناتج الإجمالي المحلي.
وفي عام 2010 بدأ تفعيل العديد من بنود القانون وتضمن ذلك :
- منعشركات التأمين من حجب التأمين الصحي للأطفال الذين يولدون بأمراض.
- عدم السماح لشركات التأمين بفرض سن معينة للاستفادة من التأمين.
- يُسمح للأبناء بأن يظلوا على بوليصة تأمين آبائهم حتى سن ال 26 عام.
في الرابع من مايو 2017 قرر مجلس النواب إلغاء نظام أوباما كير ليقوم ترامب فعلًا بتنفيذ أحد وعوده الانتخابية.
نجح الجمهوريون في تمرير مشروع قانون لإصلاح نظام الرعاية الصحية في مجلس النواب زاعمين تحقيق انتصار كبير، على الرغم من عدم تمرير مشروع القانون بعد في مجلس الشيوخ. ولم تشمل النسخة التي تم تمريرها كل الأهداف التي وضعها الجمهوريون، ولكنها تقوم بإجراء تغييرات كبيرة في القانون الحالي دون أن تلغيه بشكل كامل.
وكان من ضمن وعود ترامب الانتخابية بأن يقوم التأمين الصحي بتغطية الجميع، وهذا الأمر لم يوفره مشروع القانون. ويعتبر ترامب تمرير مشروع القانون ب 217 صوت مقابل 214 صوت رفضوا مشروع القانون انتصارًا سياسيًا في ظل رغبته في تحقيق انتصاات تشريعية خلال ولايته الأولى.
أيضًا جاء التصويت في صالح تمرير مشروع ترامب للرعاية الصحية على هوى رئيس مجلس النواب بول رايان، الذي حاول لسنوات القضاء على نظام أوباما كير.
ومن أبرز القوانين التي يشملها مشروع القانون الجديد أنه يضع سلطة وضع قواعد التأمين الصحي للولايات، وسيتم إنهاء تقديم إعانات للأشخاص القادرين. أيضًا يعطي القانون الجديد الحق لشركات التأمين في تحميل عملائهاالذي لديهم مشكلات طبية سابقة المزيد من الرسوم.
وبالرغم من الانتصار في مجلس النواب لا يزال مشروع القانون سيواجه معركة امام مجلس الشيوخ تهدد تمريره. وأعلن الجمهوريون إلى أن خطتهم هو صياغة بديل لأوباما كير. فيما صرح ترامب بأن الأمريكيون قد عانوا من نظام أوباما كير وأن البرنامج الجديد سيكفل تخفيض نفقات التأمين الصحي، مضيفًا بأن نظام أوباما كير قد انتهى وفي انتظار موافقة مجلس الشيوخ.
