تفاؤل ممتزج بترقّب لأنباء حول حزم تحفيز أمريكية، والجنيه يرتفع مع آمال اتفاق تجاري

تفاؤل ممتزج بترقّب لأنباء حول حزم تحفيز أمريكية، والجنيه يرتفع مع آمال اتفاق تجاري

23 نوفمبر 2020 04:51 م

شهدت الأسواق المالية اليوم جرعة أخرى من الراحة بعدا أعلنت شركة AstraZeneca عن لقاحها الخاص بفيروس كوفيد 19، حيث أن العناوين الإخبارية المرتبطة في اللقاحات ما زالت تؤثّر على الأسواق بإيجابية. في نفس الوقت، من الملاحظ بأن التأثيرات الإيجابية للقاحات الفيروس تتضاءل شئياً فشيئاً، فقد شهدنا أسواق الأسهم سابقاً ترتفع وبشكل حاد مع أنباء اللقاحات، لكن حالياً رغم أنها ترتفع، إلا أن الارتفاعات ما تزال محدودة.

وقالت شركة AstraZeneca بأن فاعلية لقاحها في بلغ 70%، وهو أقل من اللقاحات التي أعلنت عنها كل من شركة فايزر وشركة موديرنا الذي قارب الـ95%، إلا أن الأسواق تستجيب الآن لحالة من التفاؤل سببها توقعات أن تواجد اللقاح سيكون أفضل كثيراً من عدم وجوده، ويقلّص الفترة الزمنية التي قد يبقى فيها الاقتصاد العالمي في ضغط كبير.

وكما أشرنا، الارتفاعات محدودة مع الإعلانات الجديدة عن اللقاحات، لم يكن بالقوّة التي شهدناها عندما أعلنت كل من شركة فايزر وشركة موديرنا خلال الأسابيع الماضية، والسبب في ذلك أن التفاؤل الذي يسود الأسواق وتحسّن آفاق الاقتصاد العالمي المستقبلية، ما زالت ممتزجة بحقيقة أن انتشار فيروس كوفيد 19 ما يزال مستمّراً، وقد التوقعات المستقبلية للاقتصاد لا زالت في وضع سيء نسبياً بسبب الإغلاقات التي تتوجّه له العديد من الدول.

ويبدو بأن المتداولين الآن يتابعون ليس فقط الأنباء الإيجابية، بل أيضاً يراقبون التطوّرات في الاقتصاد العالمي. وأظهرت بيانات النمو في قطاعات التصنيع والخدمات اليوم بأن عزم التعافي الاقتصادي الذي شهده الاقتصاد العالمي خلال الربع الثاني الماضي آخذ في التضاؤل. فقد أظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات في كل من أوروبا وبريطانيا انكماشاً في القطاع خلال الشهر الجاري نوفمبر، وانخفضت وتيرة نمو قطاع التصنيع. ورغم أن هذه البيانات جاءت أفضل قليلاً من التوقعات، إلا أنها تثبت الضعف في وتيرة النمو.

ومن المحتمل أن يكون المؤثّر القادم في الأسواق المالية هو أي أنباء عن خطط التحفيز الأمريكية، إن كانت من خلال الفيدرالي الأمريكي بسياساته النقدية، أو من خلال الحكومة الأمريكية بسياساتها المالية. وسوف ينتظر المتداولون هذا الأسبوع محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وأي إشارات ضمنية فيه عن احتمالية تقديم المزيد من التحفيز. كذللك، سنتابع هذا الأسبوع المستجدات مهما كانت عن حزم تحفيزية جديدة من الحكومة الأمريكية، وأي أنباء تجاه هذه الأمور، قد يكون لها تأثير ملموس على الأسواق.

في الوقت الراهن، نستطيع أن نلاحظ بأن الأسواق المالية في وضع متفاءل نوعاً ما، وقد افتتحت تداولات مؤشر داوجونز في مكاسب فاقت الـ0.50% اليوم، وارتفعت العملات المرتبطة بالنمو الاقتصادي والأصول المرتفعة العائد مثل الدولار الأسترالي والدولار النيوزلندي. كما ارتفعت أسعار النفط اليوم، لتستفيد من حالة التفاؤل العامة في الأسواق، مع آمال بأن تستمر منظّمة أوبك + في اتفاق خفض الإنتاج بواقع 7.7 مليون برميل يومياً خلال الفترة المقبلة.

وبالنظر إلى حركة أزواج العملات الأجنبية، نلاحظ بأن الجنيه الإسترليني قد حقق أداء مبهر، وارتفع مقابل الدولار الأمريكي. ورغم وضوح مستقبل العلاقات التجارية الأوروبية البريطانية بعد الانفصال حتى هذه اللحظة، إلا أننا نلاحظ بأن الجنيه الإسترليني يحقق مكاسب جيدة، خصوصاً وأن آخر الأنباء أفادت بأن اتفاق التجارة قد تم منه حوالي 95% لكن بقي هنالك نقاط يجب الاتفاق عليها.

واستفاد الجنيه الإسترليني أيضاً من أنباء اتفاق تجارة بين المملكة المتحدّة وكندا، والذي سيبدأ حيز التنفيذ العام المقبل.

بالنظر إلى الرسم البياني اليومي لزوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي، سنجد بأن الزوج يشهد حالة من تزايد الثقة والارتفاع، وتشير للاعتقاد بأن الأغلبية يتوقّع اتفاق تجارة بين بروكسل وبريطانيا.

وربما يشهد الجنيه الإسترليني مزيداً من الارتفاع مقابل الدولار الأمريكي، وصولاً إلى مستويات المقاومة حول سعر 1.3485، والمتمثّلة في مستويات مقاومة نشأت قرب الأعلى المتحقق مطلع سبتمبر الماضي 2020، ثم المقاومة عند سعر 1.3512 والمتمثّلة في الأعلى المتحقق في الـ13 من شهر ديسمبر عام 2019.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط