تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات الخميس لكنها لا تزال قريبة من مستوياتها المرتفعة المسجلة على مدار الأسبوع، وسط تفاؤل المستثمرين بتعافي الطلب على الخام بدعم من انطلاق موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة، وتلقى النفط دعمًا يوم أمس في ظل هبوط في مخزونات الخام الأمريكية، وهو ما غطّى على مخاوف من أن عودة محتملة للإمدادات الإيرانية قد تُحدث تخمة في المعروض.
ولكن التراجعات التي نشهدها اليوم تأتي وسط مخاوف من أن السوق قد تواجه فيضانًا من البراميل الإيرانية إذا تم رفع العقوبات المفروضة عليها بموجب اتفاق حول برنامجها النووي، ومع المحادثات الجارية بين إيران والقوى العالمية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي، ينتظر المتداولون تفاصيل حول المفاوضات، بما في ذلك النقاط العالقة، وتوقيت أي إحياء لتدفقات النفط.
وجاء انخفاض الأسعار على الرغم من وجود المزيد من الأدلة على أن التعافي في استهلاك النفط الأميركي يتزايد مع تلاشي الوباء. في الوقت نفسه، يعمل تحالف "أوبك+" الآن على تخفيف قيود الإنتاج، وقد تؤدي المحادثات الإيرانية إلى عودة المزيد من الإمدادات في السوق، وهو ما قد ينعكس على الأسعار.
أضيف أيضاً توقعات جديدة لمنظّمة الطاقة الدولية التي أشارت إلى أن الزيادة في الإنتاج التي قد تتوجّه لها أوبك+ وحتى بإضافة النفط الإيراني في حال التوصّل لاتفاق، كله لن يوازي الارتفاع في الطلب المتوقع خلال هذه السنة، فالتوقعات ما زالت تشير لاحتمال ارتفاع في الطلب العالمي.
وبحسب منظّمة أوبك، تم خفض توقعات الطلب العالمي، لكنها أيضاً ما زالت تشير لنمو مقداره 6 مليون برميل كمتوسط، وهذا كله يدل على أن التوقعات المستقبلية للطلب العالمي ما زالت إيجابية.
الأساسيات داعمة لارتفاع أسعار النفط على المدى المتوسط والطويل، لكن حالياً يراقب المتداولون التطوّرات بخصوص ملف إيران النووي واحتمالات إعادة اتفاق عام 2015 مع الولايات المتحدّة ، لكن تصريحات صدرت أمس من وزير الخارجية الأمريكي، تم الإشارة فيها إلى أن الولايات المتحدّة لم تر أي مؤشر على أن إيران ستفعل ما سينبغي فعله من أجل التقيد بالالتزامات النووية، وهذا ما يجعلنا نرى اليوم الارتفاع في أسعار النفط. على المدى القصير، قد نشهد تذبذب في أسعار النفط وربما بعض موجات الهبوط في أي وقت تعود فيه آمال تخفيف القيود والعقوبات على إيران. لكن في نفس الوقت الأساسيات على المدى المتوسط والطويل داعمة لارتفاع أسعار النفط خلال الأشهر المقبلة
