أنهى الدولار الأمريكي العام الماضي على مكاسب تقارب الـ 7%، وسط تفاؤل المتدوالين بقيام الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعًا في ظل ارتفاع التضخم لمستويات قياسية نتيجة للتحفيزات الهائلة التي تم ضخها في الأسواق.
وحقق الدولار أفضل أداء له منذ عام 2015، لتستقر تداولات مؤشر الدولار حول مستويات الـ 96 مع بداية تداولات العام الجديد، في أعقاب تجاوز خط العنق لنموذج قاع مزدوج على الإطار الزمني الأسبوعي، وسيكون اختراق مناطق الـ 96.92 داعمًا لاستمرار ارتفاعه لاستهداف 97.76.
وكان الدولار الكندي هو الأفضل أداءً من بين العملات الرئيسية مقابل الدولار في عام 2021، والذي ظل ثابتًا طوال العام، بمساعدة التوقعات بأن بنك كندا سيبدأ في تشديد سياسته النقدية في أقرب وقت ممكن ربما في شهر يناير.
على الجانب الآخر، تراجعت أسعار الذهب في أولى جلسات عام 2022، وذلك في ظل ارتفاع عوائد السندات وكذلك الأسهم، مما أثّر على جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن. وانخفض الذهب من أعلى مستوياته في 6 أسابيع حول مناطق الـ 1832 دولار، ليتداول حاليًا بالقرب من مستويات الـ 1800 دولار للأونصة.
أما بالنسبة للنفط، فقد استقرت الأسعار في نطاق عرضي يميل للارتفاع، وذلك بدعم من نقص المعروض بعد وقف افنتاح في أحد الحقول الليبية، بالإضافة لآمال الأسواق بشأن تعافي الطلب في عام 2022، وكذلك انحسار مخاوف الأسواق من تأثير متحور أوميكرون على تعافي الاقتصاد العالمي.
وتترقب الأسواق غدًا اجتماع أوبك+، حيث من المتوقع أن تلتزم بخطة زيادة الإنتاج التدريجية في فبراير بنحو 400 ألف برميل يوميًا، وهي الخطة التي بدأت في أغسطس الماضي، وبحلول نهاية يناير الجاري سيكون لدى المجموعة حوالي 3.4 مليون برميل يوميًا من التخفيضات، وفقًا لاتفاقية يوليو 2021 والتي تنتهي في سبتمبر القادم.
وتستقر أسعار النفط حاليًا حول أعلى مستوياتها منذ آواخر نوفمبر الماضي، حيث يتداول خام غرب تكساس أعلى بقليل من مستويات الـ 75 دولار والتي تُعد مناطق دعم قد تدفعه لاستمرار صعوده، والذي قد يستهدف مستويات المقاومة التالية حول الـ 79 دولار للبرميل إذا ما استطاع تجاوز القمة حول 77.25 دولار.
وعانت الأسهم الأمريكية قليلًا وسط ارتفاع عوائد السندات الحكومية، إلا أنها مستمرة في ارتفاعها خلال أول أيام تداولات العام، وكانت المؤشرات الثلاثة الرئيسية قد حققت مكاسب قوية خلال العام المنصرم، حيث حقق مؤشر S&P500 70 مستوى قياسي مرتفعًأ بنسبة 21%، وكذلك الحال بالنسبة لمؤشر ناسداك، فيما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 19%، وهو ما جعل المؤشرات الثلاث تُحقق أفضل أداء لها على مدار 3 سنوات للمرة الأولى منذ عام 1999.
