شهد الدولار الأمريكي ضغطاً هابطاً منذ أن أعلن الفيدرالي الأمريكي عن تعديله لسياسة تعامله مع التضخم، فبعدما كان الفيدرالي يستهدف تضخّماً عند 2.00%، صرّح رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "جيروم باول" قائلاً بأن الفيدرالي الآن يستهدف "متوسط" للتضخّم عند 2.00%، مما يعني بأن الفيدرالي قد يسمح خلال الفترة المقبلة أن ترتفع مستويات التضخم فوق معدّل 2.00%، حتى يعوّض فترات الانخفاض التي حصلت خلال الأعوام الماضية، خصوصاً الانخفاض الكبير في معدّل التضخّم الذي حصل هذه السنة بفعل جائحة كورونا.
ومعنى بأن يسمح الفيدرالي الأمريكي بارتفاع التضخم فوق 2.00% لبعض الوقت، هو أن الفيدرالي سيستمر في سياساته التحفيزية للاقتصاد التي تشمل أسعار فائدة متدنية قياسياً قريبة من الـ0.00%. بالتالي، تأثّر الدولار الأمريكي بذلك بشكل كبير وانخفض مقابل سلّة العملات الأجنبية.
ويتداول الدولار الأمريكي قرب أدنى مستويات له منذ عام 2018، فيما شهد الدولار أسوأ سلسلة انخفاض متواصلة منذ صيف عام 2017. وشهد مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة الخضراء مقابل سلّة العملات الرئيسية انخفاضاً لأربع أشهر متتالية.
ويتخلّى المتداولون عن الدولار في سبيل التوجّه لأسوأ العائد المرتفع، إذ أن الاحتفاظ في النقد حالياً يهدد بانخفاض القدرة الشرائية له، فيعمد المتداولون بذلك التوجّه لاستثمارات أخرى. وفي الوقت الذي تتواجد فيه عوائد سندات الحكومة الأمريكية في مناطق منخفضة جداً، يفضل المتداولون أسواق الأسهم والتي ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية.
وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للأسهم الأمريكية، كما ارتفع مؤشر نازداك 100 لشركات التكنلوجيا الأمريكية لمستويات قياسية مرتفعة لم نشهد لها مثيل سابقاً، ليلامس مؤشر ستاندرد آند بورز اليوم في تداولات عقوده خارج الولايات المتحدّة الأعلى عند مستوى 3526 نقطة، وليصل مؤشر نازداك التكنلوجي إلى 12092 نقطة.
بالنسبة للعملات الأجنبية، فقد استفاد اليورو من انخفاض الدولار الأمريكي، وارتفع اليورو هذا اليوم بعدما لامس الأدنى عند سعر 1.883 دولار لليورو الواحد، وحقق الأعلى عند 1.1938. أما الجنيه الإسترليني، فقد صعد من الأدنى عند 1.3300 وصولاً للأعلى عند سعر 1.3367 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.
وتسود حالة من التذبذب وضعف التداول في زوج الجنيه مقابل لدولار والأزواج الأخرى المرتبطة بالجنيه بسبب عطلة البنوك في بريطانيا، وهذا ما يقلل أحجام التداول.
أما بالنسبة للين الياباني، فقد انخفض هو الآخر مثله مثل الدولار، حيث أن المتداولين يقومون حالياً بالتخلّص من الأصول منخفضة العائد ويتوجّهون نحو الأصول الاستثمارية المرتفعة العائد. بسبب ذلك، ورغم انخفاض الدولار مقابل أغلب العملات، إلا أن الدولار استطاع الارتفاع مقابل الين الياباني من الأدنى عند سعر 105.28 وصولاً للأعلى عند سعر 105.95 ين للدولار الأمريكي الواحد.
بالنظر إلى المعادن الثمينة، فنجد بأنها اليوم شهدت ضغطاً هابطاً محدوداً، أوصلت سعر الذهب نحو الأدنى عند 1954 دولار للأونصة الواحدة، قبل أن يعود ليحقق المكاسب من جديد على مستوى جلسة تداول اليوم. كما انخفض سعر الفضة نحو الأدنى عند سعر 27.48 دولار قبلما أن يرتد صعوداً ويعود ويتداول في مكاسب على مستوى تداولات اليوم الإثنين. ولامس سعر الذهب الأعلى له اليوم عند سعر 1976 واستطاع سعر الفضة تحقيق الأعلى عند 28.14 دولار للأونصة الواحدة.
واستطاع سعر الذهب إغلاق تداولات الأسبوع الماضي في مكاسب ملموسة، مستفيداً من إعلان الفيدرالي تغيّر سياساته المتعلّقة بالتضخم، إذ أن ذلك من شأنه أن يزيد الطلب على المعدن الثمين الذي يعتبر أحد الأصول الأكثر طلباً لتغطية مخاطر انخفاض القدرة الشرائية للنقد.
وبانتقالنا لأسعار الطاقة، سنلاحظ ارتفاع أسعار النفط خلال جلسة بداية الأسبوع، حيث استفادت أسعار النفط من إعلان شركة "أدنوك" الإماراتية بأنها ستخفّض توريدها لعملائها بواقع 30% خلال الشهر المقبل أكتوبر، امتثالاً لاتفاق أوبك+. كذلك، ساهم الإعصار الذي ضرب السواحل الأمريكية في الجنوب، وتحديداً في خليج المكسيك، في تعطيل إمدادات النفط مما دفع الأسعار للارتفاع اليوم.
ولامس سعر عقود النفط الأمريكي الخفيف الأقرب تسليماً الأعلى عند 43.69 دولار للبرميل الواحد، فيما لامس سعر عقود برنت الآجلة الأعلى عند سعر 46.57 دولار للبرميل الواحد.
