غيّر الفيدرالي الأمريكي لهجته بخصوص رقابته للتضخم، حيث قال رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "جيروم باول" بأن الفيدرالي سيستهدف تضخّماً يتراوح عند مستويات 2.00%، ليشير بذلك إلى أنه يستهدف حالياً متوسط التضخم، مما يعني بأنه قد يسمح بارتفاع التضخم أكثر من 2.00% لفترة من الوقت. وانصب تركيز الفيدرالي الأمريكي على أسواق العمل، مما يعني بأن الفيدرالي سيحافظ على أسعار الفائدة المتدنية لسنوات.
وبموجب النهج الجديد، الوارد في بيان لأهداف مجلس الاحتياطي طويلة الأمد واستراتيجية السياسة النقدية ، سيستهدف الفيدرالي الأمريكي تضخما يبلغ 2% في المتوسط، مع تعويض فترات التراجع عن اثنين بالمئة بمعدلات أعلى ”لبعض الوقت“، وبما يكفل عدم نزول التوظيف عن سعته القصوى.
وقال رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي بأن سوق عمل قوية لا يمكن صيانتها دونما التسبب في زيادة ليست محل ترحيب في التضخم، ممهّداً بذلك لاحتمال ارتفاع في التضخم خلال الأشهر المقبلة وربما العام المقبل أيضاً، مع إبقاء السياسات التحفيزية الداعمة للاقتصاد لحين وصول هدف التوظيف، حتى لو ارتفعت مستويات التضخم إلى مناطق "غير مريحة".
خلال تصريحات الفيدرالي، انخفض الدولار الأمريكي بشكل ملموس، لكن مع تقدّم التصريحات، عاود الدولار ارتفاعه لتتأثّر الأسواق المالية بشكل كبير بين ارتفاع العملات مقابل الدولار وصعود الذهب، ثم عودة انخفاضها بشكل سريع. كما تداولت أسواق الأسهم بتذبذب حاد قبل أن تعاود ارتفاعها من جديد.
ومن النقاط الهامة التابعة لتغيير الفيدرالي توجّهاته لرقابة التضخم، هو قول الفيدرالي بأنه سيسمح بارتفاع التضخم لمستويات فوق الـ2% بعد الفترة الطويلة التي استقر فيها التضخم ما دون هذا المستوى، ليؤكّد بأنه الآن يستهدف "متوسط" التضخم بدل رقابة "قيمة" التضخم.
لكن خلال التصريح، قال جيروم باول رئيس الفيدرالي بأن الفيدرالي لو لاحظ ارتفاع التضخم لمستويات بعيدة فوق المتوسط المستهدف، فلن يتردد في اتخاذ إجراءات لردع هذا الارتفاع. من هنا، عاد الدولار للارتفاع بقوّة مقابل سلّة العملات، وانخفضت أسعار الذهب.
أما عن تداولات أزواج العملات، فقد ارتفع اليورو مقابل الدولار الأمريكي نحو الأعلى عند سعر 1.1901 قبل أن يعود للانخفاض نحو الأدنى حول سعر 1.1761 دولار لليورو الواحد. كما ارتفع الجنيه الإسترليني ليلامس الأعلى عند سعر 1.3282 جنيه للإسترليني الواحد، ثم عاد للانخفاض نحو سعر 1.3159 دولار للجنيه. بالنسبة لزوج الدولار مقابل الين الياباني، فبعد انخفاضه لسعر 105.59، عاد واتفع لسعر 106.47.
والارتفاع الذي شهده الدولار الأمريكي دفعه لتعويض أغلب خسائر الأسبوع. وعلى مدى جلسة تداول اليوم، انخفض مؤشر الدولار ليلامس الأدنى عند 92.42 نقطة، قبل عودة ارتفاعه لملامسة الأعلى 93.32 نقطة.
واستطاعت أسعار الذهب الارتفاع نحو سعر 1976 دولار خلال بداية تصريحات رئيس الفيدرالي، ثم عاودت الانخفاض بقوّة لتلامس الأدنى عند 1909.00.
وانخفضت أسعار النفط كذلك، لكن تأثّرت الأسعار بشكل مباشر في توقعات استمرار الضعف الاقتصادي العالمي بفعل جائحة كورونا. وانخفض سعر برميل النفط الأمريكي الخفيف لعقود تسليم شهر أكتوبر المقبل 2020 من الأعلى عند سعر 43.49 دولار وصولاً للأدنى عند سعر 42.40 دولار للبرميل الواحد. ويبدو بأن أسواق الطاقة لم تتأثّر بشكل كبير في إعصار لورا الذي يضرب السواحل الأمريكية، في ظل انخفاض الطلب العالمي.
