كل الطرق تؤدي إلى جاكسون هول

تتجه كل الأنظار هذا الأسبوع إلى رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وهو يستعد لإلقاء خطابه الذي طال انتظاره في ندوة جاكسون هول. ومع تسعير الأسواق بالفعل لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول، سيكون خطاب باول حاسمًا في تأكيد أو تحدي هذه التوقعات. وفي حين يُتوقع على نطاق واسع خفض أسعار الفائدة، يركز المستثمرون على مخاوف أعمق يمكن أن تؤثر على قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي في المستقبل.

ومن بين المخاوف الأساسية خطر التدهور المفاجئ في سوق العمل، والذي قد يدفع الاقتصاد الأمريكي إلى الركود. وسيتم تحليل آراء باول بشأن هذه المسألة بعناية حيث تبحث الأسواق عن علامات على كيفية استجابة بنك الاحتياطي الفيدرالي إذا حدث مثل هذا السيناريو. إن الانخفاض السريع في التوظيف من المرجح أن يجبر بنك الاحتياطي الفيدرالي على تسريع خفض أسعار الفائدة، مما يزيد من تعقيد مسار سياسته.

وهناك قضية أخرى بالغة الأهمية بالنسبة للمشاركين في السوق وهي كيف يخطط بنك الاحتياطي الفيدرالي لموازنة السيطرة على التضخم مع دعم الاقتصاد المتباطئ. إن التضخم المستمر، إلى جانب الضعف الاقتصادي الكبير، يمثل تحديًا صعبًا لصناع السياسات. وقد يوفر خطاب باول نظرة ثاقبة حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي مستعدًا لتحويل تركيزه بعيدًا عن التضخم وإعطاء الأولوية للنمو إذا ساءت الظروف الاقتصادية.

تخفيضات الفائدة التدريجية

شاركت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي في المناقشة، مؤكدة على أهمية التدرج في خفض أسعار الفائدة. وأشارت دالي إلى أنه في حين يريد بنك الاحتياطي الفيدرالي الحد من "تقييد" سياسته الحالية، فيجب عليه أن يفعل ذلك بطريقة مدروسة لتجنب تفاقم المخاطر الاقتصادية. وأوضحت: "التدرج ليس ضعيفًا، إنه مجرد حكيم"، مؤكدة على الحاجة إلى نهج حذر مع إظهار الاقتصاد لعلامات التباطؤ.

مخاطر التشديد المطول

قدم رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستن جولسبي أيضًا كلمة تحذير، محذرًا من الحفاظ على سياسة نقدية مشددة بشكل مفرط. وأشار جولسبي إلى أن البيئة الاقتصادية الحالية قد تحولت بشكل كبير منذ أن حدد بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية، مما يشير إلى أن فترة طويلة من التشديد قد تضر بالتوظيف أكثر مما هو مقصود. وقال: "إذا أبقيت على التشديد لفترة طويلة جدًا، فستواجه مشكلة في جانب التوظيف من تفويض بنك الاحتياطي الفيدرالي".

تحويل التركيز نحو سوق العمل

أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري المخاوف بشأن سوق العمل، مشيرًا إلى أن ميزان المخاطر قد تحول. في مقابلة أجريت معه مؤخرًا، ذكر كاشكاري أنه في حين يتحسن التضخم تدريجيًا، فإن انتباه بنك الاحتياطي الفيدرالي يتحول بشكل متزايد نحو مخاطر التوظيف. وحذر من تخفيضات أسعار الفائدة العدوانية لكنه أقر بأن المناقشة حول خفض محتمل في سبتمبر "مناسبة". وأكد كاشكاري أنه في حين تظل مؤشرات سوق العمل مستقرة، فإن أي تحول كبير قد يستلزم تغييرًا في اتجاه السياسة.