علم النفس والشخصيات في التداول

تعرف على التمويل السلوكي وكيفية تطوير عقلية تداول ناجحة وتجنب العواطف التي تؤدي إلى الخسائر.

6 أكتوبر 2023

Copied
Introduction to Trading Psychology
  • علم نفس التداول هو دراسة كيف تؤثر العواطف وطبيعة الشخصية على تصرفات المتداولين

  • العواطف يمكن أن تؤثر على معنويات السوق واتجاهاته، حيث يعتبر الخوف والجشع أكثر الدوافع وراء السلوك غير العقلاني والتغيرات الجذرية في الأسواق

  • تتشكل عقلية المتداول الناجح من الثقة بالنفس والموضوعية والانضباط

  • الانضباط في التداول يعني وجود خطة واضحة وإبقاء العواطف تحت السيطرة وتجنب القرارات غير الواعية

ماذا يعني علم النفس في التداول؟

المتغيرات النفسية وشخصياتنا تؤثر على قراراتنا المالية التي نتخذها في الأسواق المالية دون أن ندرك ذلك في الكثير من الأحيان. وهذا ما يسمى بالتمويل السلوكي، والذي يدرس تأثير المؤثرات النفسية على المتداولين وسلوكهم غير الواعي في السوق.

يركّز علم نفس التداول على دراسة السلوك والخصائص التي تؤثر على الطريقة التي يتصرف بها المتداولون والدوافع وراء قراراتهم في الأسواق المالية على نطاق واسع.

كما يحلل هذا العلم العوامل العاطفية وراء قرارات التداول بما في ذلك شخصية المتداول وعواطفه وتحيّزاته والضغوط الاجتماعية التي يتعرض لها.

يعتبر الجشع والخوف من أكثر المشاعر شيوعاً وراء تغيّر اتجاهات الأسواق، كما يواجه المتداولون غيرها من المشاعر، مثل الإثارة والأمل والاكتئاب والإحباط. هذه المشاعر وغيرها يمكن أن تؤدي إلى قرارات متسرعة أو غير واعية من قبل المتداول كفتح أو إغلاق المراكز في لحظة خاطئة، أو المخاطرة العالية وفتح مركز مالي خاطئ.

يرتكز علم التمويل السلوكي على عدة جوانب، أهمّها الانضباط والمخاطرة حيث يمكن نجاح المتداول في قدرته على الموازنة بين هذين الجانبين. المخاطرة ضرورية لكسب الربح، لكن التداول غير المنضبط أو التصرف تبعاً لاستراتيجيات ضعيفة ترتكز على المشاعر سيؤدي غالبا إلى خسائر.

المتداولون الذين يفهمون سيكولوجية التداول ويدركون المشاعر التي قد تؤثر على تداولاتهم هم أكثر عرضة للنجاح، مع الوعي بسمات المتداول الشخصية وشهيته على المخاطرة (منخفضة أو متوسطة أو عالية). يعتبر فهم سيكولوجية التداول من المزايا التي تؤهل المتداول إلى التنبؤ بتحركات الأسواق الناتجة عن السلوك العاطفي للمتداولين الآخرين، ويمكن أن تحقق لك استفادة أكبر اعتماداً على معنويات السوق المفيدة.

معنويات السوق وتأثير العواطف على حركتها

تستطيع العواطف التأثير على أسواق كاملة، نظراُ لأنها تلعب دوراً هامّاً في طريقة اتخاذ قرارات الاستثمار.

ترتبط المشاعر ارتباطاً وثيقا بمعنويات السوق التي تمثل المزاج العام للسوق، والذي يوصف عادة بأنه صاعد أو هابط. ارتفاع الأسعار هو علامة على المشاعر الإيجابية (متفائلة) في السوق، في حين أن انخفاض الأسعار يشير عادة إلى معنويات سلبية (متشائمة).

معنويات السوق مهمة لأنها تؤثر على أسعار منتجات التداول. عندما تتذبذب العواطف عبر السوق، ستتغير الأسعار بسرعة ولكن ليس دائما بدقة. لذلك ستجد أن أسعار الأصول التي تستند إلى بيانات ومعلومات مالية أخرى، غير معنويات السوق، لن تتطابق مع القيمة الأساسية للأصل.

عندما يسيطر الخوف على المتداولين، فقد يتصرفون بتهور ويبيعون الأصول قبل الأوان لأنهم يخشون خسارة المزيد من الأموال. كذلك يزيد المتداولون الجشعون استثماراتهم لرغبتهم في امتلاك أكبر حصة من الأصول. غالباً ما يؤدي الخوف المفرط إلى انخفاض الأسعار في الأسواق المالية، بينما يؤدي الجشع إلى زيادتها.

المتداولون المدفوعون بالخوف من ضياع الفرصة قد يتصرفون بشكل غير عقلاني أيضاً، خاصة عندما يقوم الآخرون بإجراء صفقات ناجحة وتحقيق أرباح كبيرة. يمكن أن يؤدي الخوف من ضياع الفرصة (Fear Of Missing Out “FOMO”) إلى تفاعل المتداولين مع تحركات السوق دون النظر في النتيجة المحتملة، حيث يحاولون نسخ سلوك المتداولين الآخرين. مع انه من الصعب ضمان نجاح الصفقات المنسوخة عن صفقات أخرى ناجحة بسبب حركة الأسواق المتقلبة.

يمكن أن تسيطر العواطف على السوق بأكمله في بعض الأحيان مما قد يؤدي إلى انهياره أو ارتفاع أسعاره بشكل كبير، وغالباً ما يحدث ذلك بعد الأخبار التي تسبب الذعر أو الإثارة عند المتداولين.

يهدف تحليل المشاعر إلى فهم وتحليل معنويات السوق في الوقت الفعلي وعلى مدى فترات طويلة. مؤشر النسبة المئوية الصاعد (BPI) ومؤشر التقلب (VXI) ومؤشر الارتفاع-الأدنى هي مؤشرات تستخدم في تحليل المشاعر. كما يمكن أن توفر وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار معلومات إضافية تساعد على فهم معنويات السوق.

نصائح للتحلّي بعقلية تداول ناجحة

الثقة بالنفس والصبر والانضباط من أهم الصفات التي ستساعدك على السيطرة في طريقة تفاعل عواطفك مع ظروف ومحفزات معينة، وهي من أهم الصفات التي تميّز المتداول الناجح.

التزم باستراتيجيتك

وجود خطة تداول سيساعدك على تقليل تأثير العواطف في قراراتك المالية. مع وجود خطة وأهداف واضحة، سيكون هناك إغراء أقل لاتخاذ قرارات سريعة دون تقييم جميع النتائج المحتملة لهذه الإجراءات.

هناك العديد من استراتيجيات التداول للاختيار من بينها لأنواع مختلفة من المتداولين، والرغبة في المخاطرة وأساليب التداول. يحظى التداول اليومي والمتأرجح بشعبية كبيرة بين المتداولين الذين يبحثون عن الربح على المدى القصير، ويركز تداول الاتجاه والاختراق على تحديد تغيرات الأسعار واتجاهاتها، في حين أن التداول الآلي هو خيار شائع للمبتدئين أو المتداولين الذين لديهم وقت أقل للتداول كل يوم.

حلّل الأسواق باستمرار

لاتخاذ قرارات تداول أكثر استنارة، من المهم تحليل الأسواق والأخبار والبحث عنها باستمرار. إذا كنت قد أجريت تحليلك وعرفت منتجك والسوق، فمن الأسهل أن تشعر بالثقة بشأن قراراتك لأنها مدعومة بالبيانات.

التحليل الفني والأساسي والمعنويات هي أكثر الطرق شيوعا لتحليل السوق. عادة، يجمع المتداولون بين طرق مختلفة لبناء نظرة عامة شاملة على السوق.  

ركز على تداولاتك الخاصة

عندما يهز الخوف والجشع السوق، من الشائع أن تشعر بالرغبة في فتح أو إغلاق المراكز بناء على تحركات الأسعار ومعنويات السوق. يمكننا أيضا أن نتأثر بسهولة بآراء الآخرين وتحيزاتهم التي تظهر، على سبيل المثال، على منصات التواصل الاجتماعي. على الرغم من أن المتداولين الآخرين يمكنهم تقديم رؤى مثيرة للاهتمام ومعلومات مفيدة، تذكر أن تحافظ على التركيز على خطة التداول الخاصة بك وأهدافك المالية.

كن صبوراً

يمكن أن يتطلب التداول الكثير من الصبر. نادرا ما تأتي الأرباح الكبيرة من الصفقات الأولى، وفي بعض الأحيان سيتعين عليك انتظار فرص مثيرة. من المهم أن تظل هادئا لأن فتح أو إغلاق المراكز في وقت مبكر جدا يمكن أن يؤثر على أرباحك المحتملة.

نوّع محفظتك

التنويع هو وسيلة فعالة للحد من المخاطر والحد من العبء العاطفي لأن أرباحك وخسائرك لا تعتمد على أداء أصل واحد. يمكنك أن تقرر تنويع محفظتك ضمن فئة أصول واحدة، على سبيل المثال، شراء أسهم من شركات أو صناعات مختلفة، أو تداول منتجات مالية مختلفة مثل الفوركس والمؤشرات والسلع وصناديق الاستثمار المتداولة.

استخدم أدوات إدارة المخاطر

قد تؤدي المراقبة المستمرة للأسواق إلى خلل في المشاعر والإستجابة الخاطئة بناءً على أصغر تحركات سعرية. يمكن أن يمنحك استخدام أدوات إدارة المخاطر مثل أمر وقف الخسارة مزيدا من راحة البال. مع أمر وقف الخسارة، سيتم إغلاق مركزك المفتوح تلقائيا عندما يصل إلى مستوى سعر محدد، والذي يمكنك اختياره عند فتح الصفقة.

اختبر استراتيجيتك على حساب تجريبي

إذا كنت جديداً في التداول عبر الإنترنت، فيمكنك بسهولة اختبار مهاراتك والتعوّد على تجنب التداول العاطفي على حساب تجريبي مجاني. يقدم الوسطاء عبر الإنترنت عروض تداول مجانية للسماح لك بوضع صفقات في الأسواق الحقيقية بأموال افتراضية. 

إنها طريقة آمنة لتعزيز مهاراتك في التداول وتجربة استراتيجيات مختلفة، لأنك لا تقوم بصفقات بأموال حقيقية. سيتأكد الوسيط الرائع من أن جميع أدوات إدارة المخاطر الخاصة به متاحة للمستخدمين التجريبيين أيضا، حتى تتمكن من اختبار ما إذا كانت استراتيجيتك تتوافق مع رغبتك في المخاطرة.  

من المهم أن تتذكر أنه حتى أقوى العقليات لن تقضي على إمكانية الخسارة. ومع ذلك، فإن تجنب التداول العاطفي يزيد من فرصك في النجاح لأن قراراتك تتبع استراتيجيتك وتستند إلى البيانات وليس بناءً حالتك المزاجية.

Copied