بيانات سوق العمل البريطاني تأتي أفضل من المتوقع

حقق الاقتصاد البريطاني أداءًا أفضل من المتوقع خلال العام الجاري، ومن المتوقع أن يواصل نموه خلال 2025. ولكن بالرغم من سيطرة التوقعات الإيجابية على الاقتصاد ككل، إلا أن بيانات الوظائف الصادرة صباح اليوم قد تسببت في توغل بعض المخاوف حيال نمو القطاع الفترة المقبلة.

أظهرت البيانات استقرار معدلات البطالة عند نسبة 2.4%، مع وجود انخفاض حاد في عدد الموظفين المسجلين في نوفمبر، بانخفاض 35 ألف "وهو أكبر وتيرة انخفاض منذ أربعة أعوام". بالإضافة إلى ذلك، انخفض عدد الوظائف الشاغرة في الأشهر الثلاثة حتى أكتوبر، على الرغم من أنها تظل أعلى من مستويات ما قبل الوباء.

انخفضت إعلانات الوظائف بنسبة 24% في عام 2024، ومن المتوقع أن تستمر الرياح المعاكسة للتوظيف في عام 2025 وسط حالة عدم اليقين بعد الإعلان عن الموازنة. استمر نمو الأجور في عام 2024 ولا يزال يعمل بوتيرة سنوية تبلغ 6.7%، ولكن من الممكن أن يضعف في ضوء الزيادة في مساهمات التأمين الوطني.

هذا وقد ارتفعت حصة إعلانات الوظائف في المملكة المتحدة التي تذكر ترتيبات ساعات العمل الصفرية إلى 1.9%، على الرغم من خطط الحكومة لتقييد عقود ساعات العمل الصفرية. وارتفعت شفافية الرواتب في إعلانات الوظائف في المملكة المتحدة، حيث تضمنت 72% من الإعلانات بعض معلومات الأجور.

على الجانب الأخر، ارتفع متوسط الأرباح الأسبوعية إلى 5.2٪ في أكتوبر، ارتفاعًا من 4.4٪، وهو قوي للغاية، ومع ذلك، يجب النظر إلى هذه البيانات جنبًا إلى جنب مع نقاط بيانات أخرى. كان هناك ضعف في بيانات التوظيف في القطاع الخاص في مؤشرات مديري المشتريات لشهر ديسمبر، مما يشير إلى أن ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين لأصحاب العمل قد أثر على آفاق التوظيف.

وبالتالي، فإن ارتفاع الأجور قد يكون قصة القطاع العام وليس قصة القطاع الخاص، وقد لا يكون مؤشراً على أن سوق العمل في المملكة المتحدة مرنة. ولكن من الواضح أن هذا قد يكون نتيجة لارتفاع مستويات الاقتراض الحكومي منذ الصيف، لتغطية تكاليف زيادات أجور القطاع العام.

وبالرغم من التباين الذي سيطر على قطاع سوق العمل، إلا أن الجنيه الاسترليني واصل ارتفاعه مقابل أغلب العملات الرئيسية، حيث ارتفع زوج الاسترليني دولار من مستويات 1.2650 ليجرى تداوله حاليًأ بالقرب من مستويات 1.2700.