توقعات النفط للربع الأول 2025

بينما تواجه أسواق النفط العالمية رياحًا معاكسة، مثل زيادة الإنتاج الأمريكي وتباطؤ نمو الطلب، فإن عوامل مثل التعافي المحتمل للاقتصاد الصيني وعدم اليقين الجيوسياسي قد تدفع الأسعار إلى الارتفاع في الربع الأول من عام 2025. وسيعتمد استقرار السوق على مدى فعالية أوبك+ لتعديلات الإنتاج وكيف يمكن أن يؤثر نمو العرض من خارج أوبك على التوازن العام.

نظرة عامة على الربع الأخير من 2024

انحصرت تداولات النفط العالمية في الربع الأخير من العام الماضي في نطاق عرضي ما بين مستويات 66 و76 دولار للبرميل. فقد شهدت الأسعار تقلبات قوية متأثره بالعديد من العوامل، أبرزها ما يلي:

1. التوقعات الاقتصادية

عانى الاقتصاد العالمي من العديد من التحديات من أهمها التوترات الجيوسياسية التي استمرت طوال العام، إضافة إلى مخاوف الركود الاقتصادي التي كانت تلوح في الأفق. هذا وقد خفضت منظمة أوبك توقعاتها للطلب العالمي على النفط خلال 2024، مما أثر سلبًا على الأسعار.

1. التوترات الجيوسياسية

تسببت التوترات في الشرق الأوسط واستمرار الصراع بين روسيا وأوكرانيا على حدد سواء بمخاوف نقص إزاء إمدادات النفط العالمية.

1. زيادة المعروض النفطي من الولايات المتحدة الأمريكية.

واصلت الولايات المتحدة الأمريكية في 2024 زيادة انتاجها من النفط حتى وصل في أغسطس إلى مستويات قياسية جديدة عند 13.4 مليون برميل يوميًا. هذا وتتوقع وكالة الطاقة الدولية IEA أن تقود الولايات المتحدة نمو المعروض من خارج أوبك+ مساهمة بحوالي 1.5 مليون برميل يوميًا ما بين 2024 و2025.

أوبك+ تنوي تمديد مستويات خفض الانتاج

قررت أوبك+ في ديسمبر 2024 تمديد مستويات خفض الإمدادات خلال الربع الأول من العام؛ بهدف دعم الأسعار العالمية في ظل تباطؤ نمو الطلب العالمي، وزيادة الانتاج من الدول خارج الأوبك.

كان من المقرر أن تبدأ المنظمة بزيادة الانتاج تدريجيًا اعتبارًا من يناير 2025، ولكن تم تأجيل هذا القرار إلى بداية إبريل، مع تمديد فترة الزيادة على مدار 18 شهر لضمان استقرار السوق.

هل من الممكن أن تشهد أسعار النفط ارتفاعات في الربع الأول من 2025

رغم التحديات التي لاتزال تواجه أسواق النفط، إلا أن هناك العديد من العوامل التي قد تدعم ارتفاع الأسعار العالمية خلال الربع الأول من 2025:

توقعات تحسن أداء الاقتصاد الصيني

بقيت الصين كأكبر مستهلك ومستورد للنفط الخام على الصعيد العالمي بما يزيد عن 11.8 مليون برميل يوميًا. ورغم تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، شهدت الصين نموًا بوتيرة معتدلة في 2024 بنسبة 4.6% تقريبًا.

من المرجح أن تشهد الصين معدلات نمو أفضل في 2025، مما سيساهم في زيادة الطلب على النفط، مدفوعاً بمجموعة من التدابير الحكومية التحفيزية على الصعيدين النقدي والمالي، حيث إنه من المتوقع أن يستمر صناع القرار في الصين في السياسات النقدية التوسعية من خلال برامج التحفيز النقدي أو خفض معدلات الفائدة، حيث تعزز تلك السياسات الائتمان وتدعم الاستثمارات.

إضافة لذلك، تخطط الحكومة الصينية لضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية وتعزيز الابتكار التكنولوجي، بهدف خلق فرص عمل وزيادة الطلب المحلي. الأمر الذي قد يساهم في زيادة الطلب على النفط الفترة القادمة مع استمرار الاقتصاد بالنمو.

استمرار التوترات الجيوسياسية

رغم استقرار الأوضاع العالمية نوعًأ ما مؤخرًأ، إلا أن تصاعد أي توترات في الشرق الأوسط من شأنها أن تتسبب في نقص المعروض النفطي من جديد وبالتالي عودة في ارتفاع أسعار النفط العالمية.

رغم استقرار الظروف الجيوسياسية العالمية إلى حد ما مؤخرًا، إلا أن تصاعد أي توترات في الشرق الأوسط من شأنها أن تتسبب في نقص المعروض النفطي من جديد وبالتالي عودة في ارتفاع أسعار النفط العالمية في الربع الأول من عام 2025. وقد يؤدي تصاعد الصراعات في المنطقة إلى تعطيل العرض ودفع الأسعار إلى الارتفاع.

إضافة لذلك، لا يزال الصراع الروسي الأوكراني المستمر يؤثر على أسواق النفط، مع احتمال فرض المزيد من العقوبات أو انقطاع الإمدادات التي تؤثر على الأسواق الأوروبية.

كذلك فإن إمكانية حدوث تحولات جديدة في السياسة الخارجية الأمريكية أو اشتباكات عسكرية قد تزيد من حالة عدم اليقين في السوق، مما قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع استجابة لمخاطر العرض المحتملة.

ماذا عن المعروض النفطي في 2025؟

تشير التقديرات إلى أنه ورغم تخفيضات الإنتاج من قبل "أوبك+"، إلا أن الدول غير الأعضاء في التحالف ستزيد إنتاجها بنحو 1.5 مليون برميل يوميًا في عام 2025، مما قد يؤثر على توازن السوق.

التعديلات في حصص الانتاج:

زيادة حصة الإمارات العربية المتحدة: وافق التحالف على زيادة مستوى الإنتاج المرجعي لدولة الإمارات العربية المتحدة بمقدار 300 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 3.519 مليون برميل يوميًا في عام 2025. حيث سيتم تطبيق هذه الزيادة تدريجيًا اعتبارًا من أبريل 2025 وحتى نهاية سبتمبر 2026.

خطط كازاخستان لزيادة الإنتاج: على الرغم من التزاماتها ضمن "أوبك+"، تخطط كازاخستان لزيادة إنتاجها النفطي. وبموجب الاتفاق الأخير، يُسمح لها بزيادة الإنتاج بما لا يزيد عن 41 ألف برميل يوميًا في عام 2025، مع مراعاة التخفيضات المستمرة.

تجاوز انتاج النفط في ليبيا 1.4 مليون برميل: كما وتهدف المؤسسة الوطنية إلى رفع مستويات الانتاج ل 1.5 مليون برميل يوميًا في 2025، مع خطط للوصول إلى 2 مليون برميل يوميًأ في غضون ثلاثة أعوام.

التحليل الفني لخام غرب تكساس

شهد خام النفط الأمريكي (U.S. Oil) خلال الربع الأخير من العام الماضي حركة عرضية داخل قناة سعرية تراوحت بين مستويات الدعم 66.80 دولار، ومستويات المقاومة عند 72.50 دولار، وذلك ضمن إطار قناة هابطة. ومع ذلك، تمكن السعر من اختراق الحد العلوي للقناة العرضية، متجاوزًا مناطق المقاومة القوية عند 71.00 دولار و72.50 دولار، مما دفعه إلى تسجيل ارتفاعات جديدة وصلت حاليًا إلى مستوى 74.30 دولار.

يُتوقع أن يمتد الزخم الصاعد الحالي ليستهدف مستويات جديدة عند 75.50 دولار و77.00 دولار، وقد تصل الحركة إلى 78.70 دولار في حال استمرار الاتجاه الصعودي. على الجانب الآخر، تمثل منطقة 72.50 دولار دعمًا رئيسيًا حاليًا، بعد أن تحولت من مقاومة إلى دعم. وفي حال تراجع السعر أسفل هذه المنطقة، قد نشهد تصحيحات هابطة نحو مستويات 71.00 دولار و68.50 دولار.

بشكل عام، يشير تجاوز السعر لمستويات 72.50 دولار إلى تحول هيكل السوق إلى اتجاه صاعد، مما يعزز احتمالات استمرار موجة الصعود خلال الفترة القادمة، مع ضرورة متابعة مناطق الدعم لتقييم قوة الحركة السعرية.

مستويات الدعم ( 72.50 – 71.00 – 68.50 )

مستويات المقاومة ( 75.50 – 77.00 – 78.70 )