العقود الآجلة للأسهم الأمريكية تتأرجح وسط تصاعد التوترات التجارية

شهدت الأسواق العالمية بعض الاستقرار بعد أن منحت الولايات المتحدة مهلة 30 يومًا قبل فرض تعريفات جديدة على المكسيك وكندا، عقب اتفاقات تتعلق بمكافحة تهريب الفنتانيل وأمن الحدود. ومع ذلك، لا تزال التوترات التجارية قائمة، حيث مضت واشنطن قدمًا في فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية. وردّت بكين بسرعة بفرض تعريفة بنسبة 15% على الفحم الأمريكي والغاز الطبيعي المسال، إلى جانب رسوم بنسبة 10% على النفط الخام والمعدات الزراعية وبعض السيارات، على أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ في 10 فبراير.

وقد تتصاعد المواجهة بشكل أكبر، حيث أشار الرئيس ترامب إلى إمكانية فرض تعريفات إضافية على الصين ما لم تتخذ بكين مزيدًا من الإجراءات لكبح تصدير الفنتانيل. في الوقت ذاته، تزداد حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بعدما ألمح ترامب إلى إمكانية استهداف الواردات الأوروبية في المرحلة المقبلة. وردًا على ذلك، ناقش قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة في بروكسل تدابير انتقامية محتملة، مع تأكيد استعدادهم للدخول في مفاوضات.

وعلى صعيد الأسواق، عانت الأسهم من غياب الزخم، حيث تأرجحت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 والأسهم الأوروبية ضمن نطاق محدود، في ظل استمرار المخاوف من التداعيات الاقتصادية للتعريفات الجمركية ونتائج الأرباح المتفاوتة. وتراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.2% وسط تفاؤل حذر بأن السيناريوهات الأسوأ قد يتم تفاديها، بينما ارتفعت عوائد السندات الأمريكية.

أما في قطاع الشركات، فقد شهدت النتائج تباينًا، إذ قفزت أسهم "بالانتير تكنولوجيز" بنسبة 20% في تعاملات ما قبل السوق الأمريكية، بعد أن أصدرت الشركة توقعات إيجابية، مستفيدة من الطلب القوي على منتجاتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وفي المقابل، يترقب المستثمرون نتائج أرباح "ألفابت" و"أمازون"، إلى جانب بيانات اقتصادية محورية تشمل طلبات المصانع والسلع المعمرة في الولايات المتحدة.

وفي أسواق السلع، واصل النفط الخام تراجعه في ظل ضعف التوقعات للطلب، بينما استقرت أسعار الذهب قرب مستويات قياسية، مع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.