لماذا تعتبر اجتماعات الفيدرالي الأمريكي مهمة؟

اجتماع الفيدرالي الأمريكي تؤثر بشكل مباشر على تحركات الأسواق العالمية

بواسطة Raed Alkhedr | @raedalkhedr | 29 سبتمبر 2023

26 Sep _ What is the FOMC Meeting - Why is it Important_ (1)
  • المهام الرئيسية للفيدرالي الأمريكي تتمثل في تحديد مسار الفائدة وتعزيز استقرار القطاع المالي.

  • توجهات الفيدرالي الأمريكي حتى نهاية عام 2023.

  • تتأثر الأسواق العالمية ليست فقط بقرار الفائدة، ولكن نبرة الاحتياطي الفيدرالي تؤثر بشكل مباشر على تحركات الدولار.

يعد الفيدرالي الأمريكي واحد من أهم البنوك المركزية على الصعيد العالمي باعتبار الدور الذي يلعبه الدولار الأمريكي كعمله احتياطيه. وبالتالي فأي اجتماع للاحتياطي الفيدرالي من شأنه التأثير على تحركات الدولار الأمريكي.

ما هي اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة FOMC؟

تم تأسيس الاحتياطي الفيدرالي عام 1913 بهدف تنظيم القطاع المالي. يستهدف البنك تعزيز استقرار القطاع المالي وهي المسؤول عن قوة القطاع المصرفي والسياسة النقدية للبلاد.

واللجنة الفيدرالي للسوق المفتوحه هي لجنة خاصة تابعه للبنك الاحتياطي الفيدرالي يرأسها محافظ البنك. ويتمثل دورها في تحليل الاقتصاد وتعديل السياسة النقدية بما يدعم العملة. ومن المقرر أن يعقد البنك اجتماعه 8 مرات في العام، لتحديد مسار السياسة النقدية ومعدلات الفائدة والتي تؤثر بشكل مباشر على قيمة الدولار الأمريكي.

تتكون اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) من اثني عشر عضوًا: الأعضاء السبعة في مجلس محافظي نظام الاحتياطي الفيدرالي، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك وأربعة من رؤساء البنك الاحتياطي الأحد عشر المتبقين، الذين يخدمون واحدًا -سنوات على أساس التناوب.

لماذا تعتبر اللجنة الفيدرالي للسوق المفتوحه مهمة؟

اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هي اللجنة الأكثر أهمية في السوق المالية. إلى جانب ذلك، فهي اللجنة الوحيدة التي يمكنها تحديد أسعار الفائدة والأمر بطباعه النقود من خلال برامج التيسير النقدي. وبالتالي فأي اجتماع للبنك قد يتسبب في تحركات قوية في الأسواق العالمية.

تعد اجتماعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة وقتًا للتقلبات لأن أي تغيير في أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية يمكن أن يؤثر على مجموعة من المتغيرات الاقتصادية مثل أسعار الفائدة قصيرة الأجل، وأسعار صرف العملات الأجنبية، وأسعار الفائدة طويلة الأجل، وناتج العمالة وأسعار السلع والسندات.

أنواع السياسات النقدية المتاحة أمام الفيدرالي الأمريكي

- السياسة النقدية التوسعية: يلجأ لها الفيدرالي الأمريكي مع انخفاض معدلات التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي. فيتجه البنك وقتها إلى خفض معدلات الفائدة لدعم الاستثمارات والانفاق وبالتالي تعزيز النمو الاقتصادي. والهدف هو تحفيز الناس على تحويل أموالهم من المدخرات إلى الاستثمارات وتشجيع الاستهلاك.

ويعتبر التيسير الكمي أداة أخرى، هذا هو المكان الذي يقوم فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي بإنشاء الأموال من لا شيء ويشتري الأصول مثل الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) والسندات الحكومية. الهدف من التيسير الكمي هو ضمان وجود سيولة كافية في السوق. الأدوات الأخرى التي تمتلكها اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هي خلق الأموال وإقراض الشركات مباشرة.

- السياسة النقدية التشديدية: وهي السياسة النقدية التي يتبعها الفيدرالي الأمريكي منذ عام 2022 مع ارتفاعات التضخم بشكل مبالغ فيه. فقد اتجه الفيدرالي الأمريكي إلى إنهاء برامج التيسير النقدي لسحب السيولة من السوق، واتجه لرفع الفائدة للسيطرة على معدلات الانفاق والاستهلاك.

كيف يؤثر قرار الفيدرالي الأمريكي على تحركات الأسواق العالمية؟

عادة ما يكون اجتماع الفيدرالي الأمريكي أحد أهم القرارات التي تترقبها الأسواق العالمية. ولكن تتأثر الأسواق العالمية ليست فقط بقرار الفائدة، ولكن نبرة الاحتياطي الفيدرالي في بيان الفائدة المصاحب للقرار تؤثر بشكل مباشر على تحركات الدولار الأمريكي. إذا كان نبرة البنك الفيدرالي أكثر تشددًأ، فإن الدولار الأمريكي وقتها يميل إلى الارتفاع.

وإذا بدأ الفيدرالي الأمريكي أكثر تشائمًا فقد يؤثر هذا بالسلب على الأسهم، لأن الشركات تفضل أسعار الفائدة المنخفضة والتي تعزز الاستثمارات والانفاق وبالتالي زيادة في المبيعات والأرباح.

تحركات الفيدرالي الأمريكي طوال عام 2023

منذ بداية عام 2023، وأكد الفيدرالي الأمريكي على ضرورة الاستمرار في وتيرة التشديد النقدي للسيطرة على التضخم. وبعد حوالي عام ونصف وصلت معدلات الفائدة الأمريكية إلى مستويات 5.50%، مما رفع تكلفة الإقتراض للأسر ليتسبب في السيطرة على التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوياته منذ 40 عامًأ.

ومنذ أن نجح البنك في السيطرة نوعًأ ما على التضخم، بدأ في سياسة جديدة وهي عدم الاستعجال في وتيرة رفع الفائدة. فاللمرة الأولى منذ بداية عام 2022 أعلن البنك عن تثبيت الفائدة في اجتماع يونيو. وبالرغم من رفع الفائدة من جديد في اجتماع يوليو الماضي، إلا أن أغلب التوقعات الآن لاتزال تدعم تثبيت الفائدة عند المستويات الحالية. حيث اتجه البنك إلى سياسة الاستمرار في رفع الفائدة ولكن بوتيرة حذرة.