نماذج ونظريات المخاطر الرئيسية للتداول الاحترافي
نماذج ونظريات المخاطر أدوات في غاية الأهمية بالنسبة للمتداولين، إذ تمكنهم من فهم وتقليل المخاطر المرتبطة بالتداول عبر الإنترنت.

نماذج ونظريات المخاطر هي أطر عمل تُستخدم لفهم وتحليل جوانب مختلفة من المخاطر في مجالات مختلفة مثل قطاعات المال والاقتصاد وغيرها.
تشتمل نماذج المخاطر الشائعة على " قيمة المخاطرة (VaR)"، و"محاكاة مونت كارلو"، و"نموذج تسعير الأصول الرأسمالية (CAPM)"، و"نموذج بلاك-سكولز"
تساعد نماذج المخاطر الأفراد والمؤسسات على اتخاذ قرارات مستنيرة، وصياغة استراتيجيات المخاطر، وتقليل المخاطر ومراقبتها والسيطرة عليها.
تشمل المحددات الشائعة في نماذج المخاطر تبسيط الافتراضات، ومخاوف جودة البيانات، وعدم المرونة في التكيف مع الظروف المتغيرة.
مقدمة حول نماذج المخاطر
تُعدّ استراتيجية إدارة المخاطر الفعّالة في أسواق المال أمرًا أساسيًا لحماية استثماراتك. نماذج المخاطر هي أدوات كمية عملية تُستخدم لتقييم المخاطر وإدارتها، أما نظريات المخاطر فهي أطر مفاهيمية تُقدّم قراءات نوعية حول المبادئ الأساسية والسلوك البشري المرتبط بالمخاطر.
تُستخدم نماذج المخاطر لقياس وإدارة المخاطر المرتبطة بالاستثمارات وإدارة المحافظ وأسواق المال. غالبًا ما تتضمن هذه النماذج معادلات رياضية أو أساليب إحصائية أو خوارزميات لتقييم المخاطر. كما توفر نهجًا منظمًا لفهم المخاطر وقياسها وإدارتها في مختلف المجالات.
يستخدم كل من المتداولين الأفراد والمؤسسات نماذج ونظريات المخاطر للمساعدة في اتخاذ قرارات مدروسة بشأن إدارة المخاطر والتقليل منها. وكثيرًا ما تُستخدم النماذج والنظريات معًا لتكوين فهم شامل للمخاطر في سياقات مختلفة.
تشتمل نماذج المخاطر الشائعة على نموذج تسعير الأصول الرأسمالية (CAPM)، وقيمة المخاطرة (VaR)، و"محاكاة مونت كارلو"، و"نموذج بلاك سكولز".
يُقدّر نموذج قيمة المخاطرة (VaR) الخسائر المحتملة ضمن إطار زمني محدد، بينما تُقيّم محاكاة مونت كارلو نطاق القيم المحتملة للمحفظة الاستثمارية في ظل سيناريوهات مختلفة. يحسب نموذج تسعير الأصول الرأسمالية (CAPM) العوائد المتوقعة بناءً على المخاطر المنهجية، بينما يُحدد نموذج بلاك-سكولز الأسعار النظرية للأدوات المالية.
تالياً، نظرة عن كثب على نماذج المخاطر الشائعة وكيفية استخدامها في سيناريوهات الحياة الواقعية.
نموذج قيمة المخاطرة (VaR)
القيمة المعرضة للمخاطرة هي مقياس لمخاطر الخسارة المحتملة للاستثمار أو رأس المال. وهي تُقدّر الحد الأقصى للمبلغ الذي قد تخسره المحفظة خلال فترة زمنية محددة، كيوم واحد مثلاً، في ظل الظروف الاعتيادية للسوق.
لنفترض أن لديك محفظة أسهم تقدر قيمتها بمليون دولار، وتريد أن تفهم الحد الأقصى المحتمل للخسارة التي قد تتعرض لها في يوم واحد، مع الأخذ في الاعتبار الظروف العادية للسوق.
باستخدام سجل البيانات التاريخية، ستجد أن العوائد اليومية لمحفظتك الاستثمارية تتبع توزيعًا طبيعيًا بانحراف معياري قدره 1%. يتضمن حساب قيمة المخاطرة (VaR) عند مستوى إيداع 95% تحديد الدرجة المعيارية (Z-score) لهذا المستوى من الإيداع (حوالي -1.645)، وضربها في الانحراف المعياري وقيمة المحفظة، ثم طرح هذه الخسارة المحتملة من قيمة المحفظة.
في هذا السيناريو، يبلغ معدل المخاطرة 983,550 دولاراً، مما يشير إلى وجود فرصة بنسبة 5% بأن تواجه المحفظة خسارة قصوى في يوم واحد بهذا المبلغ أو أقل.
نموذج محاكاة مونت كارلو
تتضمن محاكاة مونت كارلو إجراء عمليات محاكاة متعددة للنتائج المحتملة باستخدام العينات العشوائية. وفي قطاع المال، تُستخدم هذه المحاكاة غالبًا لنمذجة حالة عدم اليقين المرتبطة بمختلف الأدوات والمحافظ المالية. كما تُقيّم نطاق القيم المحتملة للمحافظ، وتُحدد المخاطر المحتملة في ظل سيناريوهات مختلفة.
على سبيل المثال، يسعى مدير محفظة استثمارية إلى تقييم القيمة المستقبلية المحتملة لمحفظة استثمارية. باستخدام محاكاة مونت كارلو، يستطيع هذا المدير توليد العديد من السيناريوهات المستقبلية المحتملة، كل منها يتضمن افتراضات مختلفة حول ظروف السوق، وأسعار الفائدة، والعوامل الاقتصادية.
بإجراء عمليات محاكاة بناءً على هذه السيناريوهات المتنوعة، يحصل مدير المحفظة على مجموعة من القيم المحتملة للمحفظة، مما يتيح فهمًا أشمل لمخاطرها ونتائجها المحتملة. يُعدّ نهج المحاكاة هذا نهجاً قيّمًا خصوصاً في عملية اتخاذ القرارات، إذ يأخذ في الاعتبار مجموعة واسعة من الاحتمالات، مما يُساعد في صياغة استراتيجيات استثمارية وخطط إدارة مخاطر فعّالة.
نموذج تسعير الأصول الرأسمالية (CAPM)
نموذج تسعير الأصول الرأسمالية (CAPM) هو نموذج يحسب العائد المتوقع للأصل أو الاستثمار. يربط النموذج العائد المتوقع للأصل بمخاطره المنهجية (بيتا) ومعدل العائد الخالي من المخاطر. يُستخدم هذا النموذج عادةً على الأسهم لتقدير العائد المتوقع للاستثمار بناءً على مخاطره مقارنةً بالسوق ككل. كما يساعد في تسعير الأوراق المالية عالية المخاطر وبناء محافظ استثمارية متنوعة.
لنفترض أن مستثمرًا يستخدم نموذج تسعير الأصول الرأسمالية (CAPM) لتقييم العائد المتوقع لسهم معين. في هذه الحالة، يأخذ المستثمر في الاعتبار معامل بيتا للسهم، ومعدل العائد الخالي من المخاطر، وعلاوة مخاطرة السهم.
بتطبيق صيغة نموذج تسعير الأصول الرأسمالية (CAPM) على افتراضات وظروف سوقية مختلفة، يمكن للمستثمر تقييم مجموعة من العوائد المتوقعة المحتملة للسهم. هذا النهج مهم لاتخاذ القرارات، إذ يوفر فهمًا لكيفية تنوع العوائد المتوقعة للسهم في ظل سيناريوهات السوق المختلفة.
نموذج بلاك-سكولز
طُوِّر نموذج بلاك-سكولز لتسعير الخيارات الأوروبية، وهو يحسب السعر النظري للأدوات المالية، مع مراعاة عوامل مثل تاريخ انتهاء الصلاحية، والتقلب، وسعر الأصل الأساسي. ويُستخدم على نطاق واسع في تسعير الخيارات وإدارة المخاطر.
لنتخيل أن مستثمرًا يستخدم نموذج بلاك-سكولز لتقدير سعر خيار شراء على سهم ما. يسعى المستثمر لفهم النتائج المحتملة، فيُجري عمليات محاكاة باستخدام صيغة بلاك-سكولز، آخذًا في الاعتبار عوامل مختلفة مثل سعر السهم الحالي، وسعر تنفيذ الخيار، ومدة انتهاء الصلاحية، والتقلبات، وسعر الفائدة الخالي من المخاطر. بإدخال قيم مختلفة لهذه المتغيرات، يُنتج المستثمر سلسلة من أسعار الخيارات المحتملة.
يُعدّ هذا النهج المُحاكي، الذي يعتمد على نموذج بلاك-سكولز، مهماً لاتخاذ القرارات، إذ يُمكّن المستثمر من فهم كيفية تغيّر سعر الخيار في ظلّ ظروف السوق المُختلفة. كما يُساعد في صياغة استراتيجيات تداول الخيارات وإدارة المخاطر، مُقدّمًا رؤيةً شاملةً للنتائج المُحتملة بناءً على افتراضات متنوعة.
المحددات الشائعة لاستخدام نماذج المخاطر
تلعب نماذج المخاطر دورًا محوريًا في تحديد وإدارة المخاطر المرتبطة بالاستثمارات وأسواق المال. ومع ذلك، تواجه هذه النماذج محددات تشمل الافتراضات، وجودة البيانات، والافتقار للمرونة، ومخاطر النموذج.
محددات الافتراضات: تعتمد العديد من نماذج المخاطر على افتراضات معينة تتعلق بسلوك السوق والظروف الاقتصادية. ويرى النقاد أن هذه الافتراضات قد تكون مفرطة في بسطاتها، وقد لا تعكس بدقة تعقيدات الواقع، مما قد يؤدي إلى أخطاء محتملة في النماذج.
محددات البيانات والتحيز: تعتمد جودة نماذج المخاطر بشكل كبير على البيانات المستخدمة للمعايرة. ويُسلّط النقاد الضوء على مخاوف بشأن محددات البيانات، والتحيزات التاريخية، واحتمالية عدم تسجيل "الأحداث المتطرفة" (الأحداث الذيلية) بشكل كافٍ في السجلات التاريخية.
الافتقار للمرونة: قد تفتقر بعض نماذج المخاطر التقليدية إلى المرونة اللازمة للتكيف مع ظروف السوق المتغيرة بسرعة أو الأحداث غير المتوقعة. قد يؤدي هذا النقص إلى تأخر في دمج المعلومات الجديدة وتعديل تقييمات المخاطر وفقًا لذلك.
الإفراط في الاعتماد على السجلات التاريخية: يزعم المنتقدون أن الإفراط في الاعتماد على السجلات التاريخية قد لا يكون كافياً للتنبؤ بالمخاطر المستقبلية، وخاصة في البيئات المتغيرة بسرعة أو خلال الأحداث غير المسبوقة التي تقدم عوامل لم يتم أخذها في الاعتبار من قبل.
مخاطر النماذج: هناك اعتقاد سائد بأن النماذج بحد ذاتها قد تتسبب بمخاطر. إذ تنشأ مخاطر النماذج عندما لا تعكس النماذج الديناميكيات الأساسية بدقة، وقد تؤدي القرارات المبنية على هذه النماذج إلى عواقب غير متوقعة.
ويجادل المنتقدون بأن هذه المحددات قد تؤثر على دقة تقييمات المخاطر، مؤكدين على الحاجة إلى فهم دقيق لكل من النماذج والنظريات في المشهد المركّب لإدارة المخاطر.