شهية المخاطرة في أسواق المال

تشير شهية المخاطرة إلى مدى شعور المشاركين في السوق نحو المخاطرة. اقرأ دليلنا وتعلم كيفية تضمين مقاييس مزاج السوق في استراتيجيتك للتداول.

7 يونيو 2024

Copied
Introduction to Risk Sentiment Analysis
  • يمكن أن تصنف شهية المخاطرة إلى الإقبال على المخاطرة والعزوف عن المخاطرة.

  • شهية الإقبال على المخاطرة تعني أن الموقف العام إيجابي وأن المستثمرين يقومون بالشراء في الغالب. بينما شهية العزوف عن المخاطرة تشير إلى نظرة أكثر حذرًا حيث يقوم المتداولون بالبيع في الغالب.

  • تعتمد شهية المخاطرة على عدد من العوامل المترابطة مثل أحداث السوق وتحولات أسعار الفائدة.

  • تؤثر شهية المخاطرة بشكل عام على عدد من الأدوات المالية بطرق مماثلة.

  • إن التعرف على الأصول المحفزة للإقبال على المخاطرة والأصول المحفزة للعزوف عن المخاطرة يمكن أن يساعد المتداولين على تحديد أفكار التداول وإنشاء استراتيجيات إدارة مخاطر أكثر حكمة.

ماذا نقصد بشهية المخاطرة؟

شهية المخاطرة مفهوم مالي يشير إلى الموقف الجماعي للمشاركين في السوق تجاه المخاطرة، مما يؤثر على سلوكهم وقراراتهم الاستثمارية. ويشمل هذا الشعور المزاج العام والتصور السائد في سوق المال تجاه مستوى المخاطرة المرتبطة بالأصول، مما يوفر نظرة عامة سائدة في السوق في وقت معين.

يُشير مصطلح "المخاطرة" في أسواق المال، إلى احتمال تأثير أمر ما على استثمارك، مما يؤدي إلى خسارة رأس المال المستثمَر. قد يحدث هذا عندما ينخفض ​​سعر الأصل بشكل غير مرغوب به نتيجةً لتأثره بأحداث سوقية غير متوقعة.

عندما يكون الشعور العام تجاه مخاطر السوق إيجابيًا، يميل المستثمرون والمتداولون إلى الاستثمار في الأصول عالية المخاطر. في المقابل، غالبًا ما يؤدي الشعور السلبي تجاه المخاطر إلى تفضيل المنتجات الاستثمارية منخفضة المخاطر.

يمكن لعوامل مختلفة، بما في ذلك المؤشرات الاقتصادية، والأحداث الجيوسياسية، والأحداث غير المتوقعة، وسياسات البنوك المركزية، أن تُسهم في تشكيل المشهد المتغير باستمرار للمشاعر نحو الاستثمار. ومع ذلك، بفضل مجموعة متنوعة من أدوات تحليل الأسواق ومتابعة أخبار السوق، يتمكن العديد من المتداولين من استخدام شهية المخاطرة بثقة لبناء استراتيجيات ناجحة.


بعض أشكال شهية المخاطرة

إن الإقبال على المخاطرة والعزوف عنها هي فئات المشاعر الأكثر شيوعًا وهي تمثل توقعات متناقضة للسوق.

  • شهية الإقبال على المخاطرة: عندما يشعر المتداولون بالثقة نحو إيجابية بيانات سوق أو اقتصاد ما، من المرجح هنا أن يتحملوا المزيد من المخاطر على أمل تحقيق عوائد أعلى بسرعة أكبر. غالبًا ما تُحفز تقارير الوظائف القوية، وأرباح الشركات الإيجابية، والسياسات الفيدرالية أو المالية الداعمة، المستثمرين على البحث عن فرص استثمارية في الأصول عالية المخاطر، مثل أسهم التكنولوجيا، والعملات النادرة، أو السلع الأساسية كالنفط والنحاس.
  • شهية العزوف عن المخاطرة: عندما يشعر المتداولون بالحذر نتيجةً لانخفاض معنويات السوق أو ضعف المؤشرات الاقتصادية، هنا يقلّ احتمال خوضهم للمخاطرة، ويميلون إلى استثمارات أكثر أمانًا وذات عوائد أقل، أو استراتيجيات أخرى تُعطي الأولوية لحماية رؤوس أموالهم. ومن بين محفزات هذا الشعور بالعزوف عن المخاطرة تقارير الوظائف الضعيفة والتوترات الجيوسياسية، ففي ظل هذه الظروف، يميل المستثمرون على الأرجح إلى الذهب والسندات الحكومية والعملات المستقرة كالدولار الأمريكي.


ما هي العوامل المؤثرة على شهية المخاطرة؟

إن شهية المخاطرة مفهوم معقّد، ولكن فهم العوامل المؤثرة فيه يمكن أن يساعد المستثمرين على تقييم الحالة المزاجية السائدة في السوق.

  1. المؤشرات الاقتصادية: يمكن للبيانات والمؤشرات الاقتصادية، مثل نمو الناتج المحلي الإجمالي، وأرقام التوظيف، ومؤشرات التصنيع (مثل مؤشر مديري المشتريات الصناعي (PMI) الصادر عن معهد إدارة التوريد (ISM) ومؤشر مديري المشتريات الصناعي العالمي الصادر عن "ستاندرد آند بورز"، أن تُعزز الشعور بالإقبال على المخاطرة أو العزوف عنها، وذلك بناءً على البيانات. تدعم أرقام النمو الإيجابية الشعور بالإقبال على المخاطرة، بينما تُحفز الأرقام السلبية عادةً الشعور بالعزوف عنها. وتُستخدم هذه المؤشرات أيضًا لتعكس الحالة الصحية الدورية للقطاعات الاقتصادية الوطنية.
  2. الأحداث الجيوسياسية: يمكن للتطورات الجيوسياسية (مثل التوترات التجارية، وعدم الاستقرار السياسي، والصراعات الدولية) أن تؤثر بشكل كبير على شهية المخاطرة. قد تُحفّز القرارات السوق على الإقبال على المخاطرة، ولكن عادةً ما يُولّد عدم اليقين السياسي ميلًا إلى العزوف عن المخاطرة.
  3. أحداث البجعة السوداء: يصف حدث البجعة السوداء حدثًا نادرًا وغير متوقع يُغير المفاهيم السائدة جذريًا. يأتي المصطلح من مقولة قديمة مفادها "لا وجود للبجعة السوداء"، والتي دحضت في القرن السابع عشر، مما حوّل العبارة إلى رمزٍ مفاده أن غير المتوقع ليس فقط ممكن الحدوث بل قد يترك تأثيراً كبيرأً في حال حدوثه. في التداول، غالبًا ما تُثير أحداث البجعة السوداء شهية العزوف عن المخاطرة، ولكن ارتفاع التقلبات يمكن أن يُحقق أيضًا نتائج مجزية للغاية. من بين أحداث البجعة السوداء التي شهدها العالم مؤخراً، الأزمة المالية عام 2008 وجائحة كوفيد-19.
  4. قرارات أسعار الفائدة والسياسات النقدية: تتأثر شهية المخاطرة بالسياسات النقدية للبنوك المركزية (مثل رفع أو خفض أسعار الفائدة)، ويكون تأثيرها أكبر عند تغير السياسات أو عند قيام البنوك بتغيير نظام أسعار الفائدة. يمكن للسياسات النقدية التيسيرية (مثل أسعار الفائدة المنخفضة) أن تساهم في رفع شهية المخاطرة، بينما قد تؤدي إجراءات التشديد إلى زيادة شهية العزوف عن المخاطرة. يتم الإعلان عن هذه القرارات مسبقًا دائمًا، مما يعطي المتداولين الوقت الكافي للاستعداد وفقًا لذلك. يجتمع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (FOMC) ومجلس سياسات بنك اليابان ثماني مرات سنويًا، بينما يجتمع البنك المركزي الأوروبي كل ستة أسابيع، وتجتمع لجان أخرى، مثل لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا (BoE) وبنك الاحتياطي الأسترالي، بشكل شهري.


أصول الإقبال على المخاطرة وأصول العزوف عنها

لابد للمتداولين من فهم الفرص التي توفرها بيئة الأصل المالي سواء كانت شهية المخاطرة متجهة نحو الإقبال على المخاطرة أو العزوف عنها. فقد يتحسن أداء الأصول أو يتراجع خلال فترة تكوّن شهية المخاطرة أو خلال فترة ظهور شعور معين.

لنلقِ نظرة على أصول كل من الإقبال أو العزوف عن المخاطرة:

  • الأصول ذات شهية الإقبال على المخاطرة

الأسهم: غالبًا ما تُعتبر أسهم الشركات، وخاصةً تلك العاملة في قطاعات مثل التكنولوجيا والسلع الاستهلاكية التقديرية والأسواق الناشئة، أصولًا ذات شهية إقبال على المخاطرة. وتشمل هذه الشركات شركات عالمية كبرى، مثل آبل وأمازون وميتا.

السلع: تُصنّف بعض السلع، وخاصةً تلك المرتبطة بالنمو الاقتصادي، كأصولٍ ذات شهية إقبال على المخاطرة. وتشمل هذه السلع الفضة والنحاس والنفط الخام (برنت وغرب تكساس الوسيط).

العملات: تُعتبر العملات ذات العائد الأعلى والأكثر تقلبًا، والتي غالبًا ما ترتبط بالأسواق الناشئة، عملاتٍ ذات شهية إقبال على المخاطرة، مثل اليوان الصيني (CNY) والراند الجنوب أفريقي (ZAR). وكذلك بعض أزواج العملات الثانوية، مثل الجنيه الإسترليني (GBP) واليورو (EUR) والدولار النيوزيلندي (NZD).

  • الأصول ذات شهية العزوف عن المخاطرة

السندات الحكومية: الأوراق المالية التي تصدرها الحكومات المستقرة، مثل سندات الخزانة الأمريكية، والسندات الألمانية، والسندات الحكومية اليابانية، تعتبر على نطاق واسع أصولاً آمنة.

الذهب: غالبًا ما يُنظر إلى الذهب على أنه مخزن للقيمة وتحوط ضد عدم اليقين، ويميل الناس إلى البحث عن الذهب خلال فترات العزوف عن المخاطرة.

الدولار الأمريكي: يعتبر الدولار الأمريكي ملاذًا آمناً ويميل نحو القوة خلال فترات العزوف عن المخاطرة.

الين الياباني: مثل الدولار الأمريكي، يعتبر الين الياباني في كثير من الأحيان ملاذًا آمنًا.

الفرنك السويسري: الفرنك السويسري هو عملة أخرى قد يلجأ إليها المستثمرون خلال فترات العزوف عن المخاطرة.

أسهم المرافق العامة والأسهم الدفاعية: غالبًا ما تُعتبر أسهم قطاعات مثل المرافق العامة وقطاع السلع الاستهلاكية الأساسية، التي توفر السلع والخدمات الأساسية وتكون أقل تأثرًا بالدورات الاقتصادية، دفاعيةً ومطلوبةً خلال فترات العزوف عن المخاطرة. وتشمل، على سبيل المثال، بروكتر آند جامبل (P&G)، ونيكسترا للطاقة، وفايزر، وول مارت.

كيفية الاستفادة من شهية المخاطرة

تالياً، بعض الاستراتيجيات الشائعة التي يمكن للمتداولين استخدامها لإدارة شهية المخاطرة والاستفادة منها.

  1. تنويع المحفظة الاستثمارية

خذ بعين الاعتبار تنويع محفظتك الاستثمارية عبر قطاعات مختلفة، مثل الأسهم والسلع والعملات عالية العائد، للاستفادة من الفرص المتاحة. في بيئة من الإقبال على المخاطرة، قد تشهد الأصول عالية المخاطر، مثل النفط وأسهم التكنولوجيا، اتجاهات صعودية. أما في بيئة من العزوف عن المخاطرة، فقد تخلق أصول الملاذ الآمن، مثل الذهب، والعملات المستقرة، مثل الدولار الأمريكي، المزيد من الفرص الاستثمارية. من المفيد مراعاة كلا التوجهين في محفظتك الاستثمارية للتنقل بنجاح في الأسواق.

2. متابعة المؤشرات الاقتصادية

تابع المؤشرات الاقتصادية ومؤشرات المشاعر الإيجابية. راقب إعلانات البنوك المركزية في الاقتصادات التي تتداول فيها. إذا كنت تتداول باستراتيجية الإقبال على المخاطرة، فابحث عن مؤشرات النمو الاقتصادي، وأرباح الشركات القوية، وتحسن ثقة المستهلك.

3. الاستخدام الحكيم للرافعة المالية

بينما تتيح بيئات الإقبال على المخاطرة أو العزوف عنها فرصًا مربحة لزيادة الرافعة المالية، ضع في بالك أن الخسائر والمكاسب قد تتضاعف بنفس القدر. لذا احرص دائمًا على تحديد نسب رافعة مالية معقولة تتناسب مع قدرتك على تحمل المخاطر، وتذكر التدرب على حساب تجريبي إذا لم تكن مُلِمًّا بتأثير الرافعة المالية في الأسواق الحقيقية.

Copied