بنك اليابان يبقي على الفائدة لكنه يلمّح لتحول في السياسة مع بدء بيع صناديق الاستثمار المتداولة والعقارات

أبقى بنك اليابان على سعر الفائدة الأساسي عند 0.5% في اجتماع سبتمبر، لكن معارضة عضوين من مجلس الإدارة ذوي التوجه المتشدد، إلى جانب الإعلان المفاجئ عن بدء الاستعداد لبيع صناديق المؤشرات المتداولة (ETF) وصناديق الاستثمار العقاري (J-REITs)، يعكسان تصاعد الضغوط نحو تشديد السياسة النقدية.

بواسطة Ahmed Azzam | @3zzamous | 19 سبتمبر 2025

Copied
BOJ meeting
  • الإبقاء على سعر الفائدة عند 0.5% بقرار 7–2 داخل المجلس.

  • العضوان تاكاتا وتامورا صوتا لصالح رفع فوري إلى 0.75%.

  • إعلان مفاجئ بالتحضير لبيع صناديق ETF وJ-REIT كإشارة على التطبيع.

  • الأسواق تفاعلت بارتفاع الين وتراجع مؤشر نيكاي.

  • الأسواق تراهن على رفع 25 نقطة أساس في اجتماع أكتوبر المقبل.

خطوة حذرة نحو التطبيع

حافظ بنك اليابان على سعر الفائدة عند 0.5% في اجتماع سبتمبر، وهو قرار كان متوقعًا على نطاق واسع. لكن نبرة الاجتماع جاءت أكثر تشددًا من السابق، حيث صوت عضوان من أصل تسعة لصالح رفع الفائدة إلى 0.75%. هذا الانقسام يعكس تزايد الضغوط الداخلية لإنهاء السياسات النقدية فائقة التيسير تدريجيًا مع تحسن وضع الاقتصاد المحلي.

BOJ left interest rates unchanged

كما فاجأ البنك الأسواق بإعلانه التحضير لبيع حصص من صناديق المؤشرات المتداولة وصناديق الاستثمار العقاري. ورغم أن الوتيرة المعلنة محدودة (ما يعادل نحو 0.05% من حجم التداول السنوي)، إلا أن الخطوة تعكس ثقة البنك في استقرار الأسواق المالية واستعداده للتراجع التدريجي عن سنوات من التدخل المباشر في السوق.

تصاعد المعارضة المتشددة

المعارضة التي قادها العضوان هاجيمي تاكاتا وناوكي تامورا – المعروفان بموقفهما المتشدد – ليست لافتة فقط في مضمونها، بل أيضًا في توقيتها. ومع مغادرة معظم الأعضاء ذوي التوجه التيسيري الذين عُيّنوا في عهد رئيس الوزراء السابق شينزو آبي، بدأ ميزان القوى داخل مجلس البنك يميل نحو التشديد. دعوتهما لرفع فوري للفائدة تعكس أن زخم التشديد يتزايد، خصوصًا بعد الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة الذي خفف من المخاطر الخارجية.

هذا التوافق بين صلابة الاقتصاد المحلي وتراجع المخاطر العالمية قد يمهّد الطريق لرفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع أواخر أكتوبر.

رد فعل الأسواق: الين يرتفع والنيكاي يتراجع

إعلان بنك اليابان عن بيع صناديق الاستثمار المتداولة كان مفاجئًا للأسواق. فقد ارتد مؤشر نيكاي 225 من مكاسبه ليتراجع بما يصل إلى 1.8% قبل أن يغلق منخفضًا 0.6% تقريبًا. في المقابل، ارتفع الين أمام الدولار ليتداول عند 147.5 ين للدولار مقارنة بـ148 في وقت سابق من اليوم.

هذا التفاعل يعكس حساسية الأسواق لأي مؤشرات على تخلي البنك عن سياسات التيسير الاستثنائية. فالأسهم اليابانية استفادت لسنوات من مشتريات البنك لصناديق المؤشرات، والتحول نحو بيعها يثير تساؤلات جديدة حول مستويات السيولة والتقييمات.

الأنظار تتجه إلى أكتوبر

من المرجح أن يواصل المحافظ كازو أويدا ترك الباب مفتوحًا أمام رفع الفائدة في أكتوبر، مشيرًا إلى أن المخاطر الخارجية قد تراجعت وأن التضخم المحلي أصبح أكثر ترسخًا. التضخم الأساسي (Core-core CPI) ما يزال أعلى من 3%، وهو ما يدعم الدعوات لمزيد من التطبيع.

ومع ذلك، فإن عدم الاستقرار السياسي في الداخل، إضافة إلى احتمالات تباطؤ النمو العالمي، قد يدفع البنك لاعتماد وتيرة أكثر حذرًا. التحدي أمام أويدا سيكون في موازنة الأصوات المتشددة الداعية للتحرك السريع مع الأغلبية الحذرة التي تفضل التدرج.

أكد اجتماع سبتمبر أن بنك اليابان يدخل مرحلة جديدة من السياسة النقدية. مزيج المعارضة المتشددة، وخطط بيع الـETF، وتحسن البيئة الخارجية يشير إلى احتمال قوي برفع الفائدة في أكتوبر. الرسالة للمستثمرين واضحة: عصر الدعم غير المشروط من بنك اليابان يقترب من نهايته، والأسواق اليابانية مطالبة بالاعتماد أكثر على قواها الذاتية.

Copied