الذهب يمدّد خسائره قرب 4100 دولار مع ترقب الأسواق لموجة تذبذب جديدة

واصل الذهب تراجعه يوم الأربعاء، موسّعًا خسائره بعد أكبر عملية بيع يومية يشهدها منذ أكثر من عقد. وتداول المعدن النفيس قرب 4100 دولار للأونصة، متراجعًا أكثر بعد انهيارٍ بنسبة 6% يوم الثلاثاء، بينما استقرت الفضة حول 48.55 دولار دون تغيّر يُذكر عن مستويات الافتتاح. هذا التصحيح أوقف موجة صعودٍ استمرت شهرين دفعت الذهب والفضة إلى قمم تاريخية، تغذيها مخاوف تراجع قيمة العملات وتزايد التوقعات بخفضٍ كبير في أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي. ومع ارتفاع التذبذب وإعادة تموضع المستثمرين، تدخل الأسواق مرحلة

بواسطة Ahmed Azzam | @3zzamous | 22 أكتوبر 2025

Copied
Gold at all time high
  • الذهب يتداول قرب 4100 دولار مواصلاً خسائر الثلاثاء الحادة.

  • الفضة مستقرة عند 48.55 دولار بعد تراجعات حادة هذا الأسبوع.

  • تذبذب الخيارات يبقى مرتفعًا مع تحوّط المتداولين من المخاطر.

  • الأسواق تترقّب إشارات جديدة من الفيدرالي ومحادثات التجارة بين أميركا والصين.

برود في زخم الذهب بعد موجة صعود شبه عمودية

تراجع الاندفاع القوي للذهب بشكل حاد، إذ يستقر المعدن الآن قرب 4100 دولار بعد هبوطٍ دراماتيكي أفقده أكثر من 250 دولارًا منذ مطلع الأسبوع.

هبوط الثلاثاء بنسبة 6.3% – وهو الأكبر خلال يوم واحد منذ أكثر من 12 عامًا – أنهى موجة صعودٍ سريعة غذّتها تدفقات الملاذات الآمنة، وعمليات شراء البنوك المركزية، وما يُعرف بتجارة "تدهور العملات".

ويقول متعاملون إن التراجع الأخير نتج عن جني أرباح وتفعيل أوامر وقف آلية بعد أسابيع من المؤشرات الفنية المشبعة بالشراء. ورغم التراجع، يبقى الذهب مرتفعًا بنحو 60% منذ بداية العام، ما يعكس استمرار المخاوف من تفاقم الديون العالمية والعجوزات المالية، وتوقّعات بأن يتجه الفيدرالي قريبًا نحو خفضٍ أعمق للفائدة.

Gold voltality

قفزة في التذبذب مع تحوّط المتداولين لمزيد من التقلبات

رغم استقرار الأسعار الفورية نسبيًا بعد قاع الثلاثاء، إلا أن التذبذب الضمني لعقود الخيارات ما زال عند أعلى مستوياته منذ أوائل 2022، في إشارة إلى أن المتداولين يستعدّون لمرحلة جديدة من العواصف السعرية.

كثير من الصناديق يعيد الآن التحوّط عبر المشتقات تحسّبًا لكسر محتمل دون مستوى 4000 دولار الحاسم. هذا النشاط الكثيف في المشتقات يأتي بعد شهور من تدفّقات قياسية على صناديق الذهب المتداولة (ETFs) وطلبٍ قوي من البنوك المركزية، وهو ما ضاعف من حدّة كل من الارتفاع والتصحيح.

Gold voltality

إشارات السياسة والتجارة تزيد الغموض

ما زالت الضبابية الكلية تتحكّم في المزاج العام. الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمح إلى إمكانية التوصّل إلى “اتفاق جيد” مع الصين، غير أن الأسواق ما تزال متشككة بعد تصعيد الرسوم والقيود على الصادرات.

وفي الوقت نفسه، يواصل الإغلاق الحكومي الأميركي تعطيل صدور بياناتٍ رئيسية مثل تقرير CFTC الأسبوعي عن مراكز المضاربة، ما يترك المتداولين في حالة عتمة تجاه اتجاهات الأموال الذكية.

غياب الشفافية هذا ضاعف من حدة التفاعل مع الأخبار، إذ باتت الأسواق تتحرّك بعنف حتى مع التغيّرات الطفيفة في المعنويات أو السيولة.

الدوافع الهيكلية ما تزال قائمة

على الرغم من التصحيح الأخير، تبقى العوامل الجوهرية الداعمة للذهب والفضة دون تغيير يُذكر. فالبنوك المركزية تواصل تنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار، بينما يرى المستثمرون المؤسسيون في المعادن الثمينة درعًا ضد تدهور العملات وضبابية السياسات.

ويرى محللون أن طالما العوائد الحقيقية تبقى منخفضة والفيدرالي يميل إلى التيسير، فإن الاتجاه الصاعد طويل الأمد للذهب ما يزال قائمًا.

المرحلة الحالية تُعتبر تصحيحًا وتجميعًا داخل سوقٍ صاعدٍ أوسع، لا بداية انعكاسٍ هابط مستدام.

الفضة تتماسك وسط شحّ السيولة في لندن

استقرّت الفضة عند 48.55 دولار للأونصة بعد تعافٍ محدود من هبوط الثلاثاء الحاد. المعدن الأبيض لا يزال شديد التذبذب بعد أزمة سيولة ضربت سوق لندن مطلع الشهر، ما دفع الأسعار المرجعية للارتفاع الحاد فوق عقود نيويورك الآجلة.

ورغم استمرار الطلب الصناعي وتدفّقات صناديق المؤشرات في دعم الأسعار، يحذّر المحللون من أن أي قوة جديدة في الدولار أو تصفية إضافية للمراكز المضارِبة قد تدفع الأسعار إلى موجة هبوط جديدة.

التوقّعات: هدوء هشّ يسبق المحفّز القادم

بحلول مساء الأربعاء، ظل الذهب متداولًا قرب 4100 دولار مع خسائر طفيفة إضافية، فيما بقيت الفضة مستقرة حول 48.55 دولار.

تداول البلاتين والبلاديوم باتجاهات متباينة، بينما ظل مؤشر بلومبرغ للدولار شبه مستقر.

يتوقّع المتداولون أن يستمر التذبذب القصير الأجل إلى حين صدور إشارات أوضح من اجتماع الفيدرالي في أواخر أكتوبر.

الهبوط دون 4000 دولار قد يفتح الباب أمام تصحيح أعمق نحو 3850 دولارًا، في حين أن نبرة تيسيرية من الفيدرالي قد تعيد إشعال موجة الشراء قبل نهاية العام.

في الوقت الراهن، تبدو رسالة سوق الذهب واضحة: هدوءٌ هشّ على السطح، لكن توتّرٌ عميق تحت الجلد — استقرارٌ مؤقت قبل العاصفة القادمة.

gold 22-10-2025

Copied