الذهب يسجّل قمة تاريخية مع تصاعد مخاوف الإغلاق الحكومي الأميركي وتراجع آفاق الدولار والبيانات
قفز الذهب إلى مستوى قياسي جديد فوق 3,865 دولارًا للأونصة فيما حافظت سندات الخزانة الأميركية على مكاسبها، وسط ارتفاع احتمالات إغلاق حكومي قد يؤخّر صدور بيانات اقتصادية عالية التأثير تُرشد سياسة الاحتياطي الفدرالي.

الذهب يخترق قمة تاريخية ~3,867 دولارًا/أونصة خلال الجلسة؛ على مسار أكبر مكسب سنوي منذ 1979.
سندات الخزانة مستقرة بعد موجة شراء سابقة؛ مؤشر الدولار (DXY) أضعف، ما دعم المعادن.
مخاطر الإغلاق تُربك توقيت تقرير الوظائف ومؤشر أسعار المستهلكين؛ وقد تتوقّف أعمال مكتب الإحصاءات بموجب خطط الطوارئ.
ملاذ آمن يلتقي خطر تأجيل البيانات الاقتصادية
يعكس اختراق الذهب جدارًا كليًا متراكمًا: احتمال إغلاق الحكومة الأميركية، واستمرار احتكاكات التجارة، وتصاعد الشكوك في «استثنائية» الاقتصاد الأميركي مع تباطؤ النمو بصورة غير متكافئة. يخشى المستثمرون أن يؤدّي تعثّر التمويل إلى تأجيل تقرير الوظائف وربما تقرير التضخّم (CPI)، ما رفع الطلب التحوّطي وأبقى أسعار الخزانة مدعومة عقب موجة الطلب يوم الإثنين. كما ضاعف تراجع الدولار أثر الحركة.
ويرى متعاملون أن «تسويات اللحظات الأخيرة» باتت تُخمد صدمة الإغلاقات الحكومية المتكرّرة، غير أن زاوية تأجيل البيانات تبدو جديدة في هذه الدورة: قراءات أقل في التوقيت المناسب قد تُعقّد مسار «إعادة المعايرة» لدى الفدرالي، وتُبقي علاوات المخاطر مرتفعة.
مسار الفدرالي: الخفض مُسعَّر… أما الوتيرة فمحلّ نقاش
تظلّ توقعات خفض الفائدة قائمة، لكن توقيتها رهنٌ بمسار التضخّم وليونة سوق العمل—وهما عنصران قد يختبئان خلف الستار إذا انزلقت المواعيد. واحتمال تأجيل البيانات يدفع المستثمرين إلى مراقبة الأوضاع المالية والبدائل السوقية—مثل معادلات التضخّم ومنحنيات العائد—إلى حين وصول القراءات الرسمية.
ميكانيكيات الإغلاق: ما الذي قد يتعثر؟
إذا انقضى التمويل في نهاية السنة المالية، تتوقف عمليات اتحادية كثيرة. ووفق الإرشادات الحالية، سيعلّق مكتب إحصاءات العمل (BLS) معظم أنشطته، ما يرجّح تأجيل تقرير الوظائف؛ ويأتي مؤشر أسعار المستهلكين (مؤشر التضخم) في الطابور التالي. كما تتعرّض تقارير الإحصاء (مبيعات التجزئة، الإسكان) للخطر. خلال هذه الفترة، ستميل الأسواق أكثر إلى المتعقّبات الخاصة، بما يرفع التقلّب حول إصدارات «البدائل».
بعض المكاتب ترى أن صعود الذهب المتواصل تحوّل إلى ضجيج خلفي، لكن قفزة تقارب 2% من مستويات مرتفعة أصلًا توحي بقلق متجدّد من أن الإغلاق قد يشعل اضطرابًا جديدًا. وعلى الضفّة الأخرى، قد يطلق اتفاق تمويلي تراجعًا حادًا في الذهب مع استقرار الدولار وهدوء تذبذب أسعار الفائدة.
في المحصلة، يُلخّص الرقم القياسي للذهب معادلةً واضحة: ضبابية في البيانات + ضبابية في السياسة = طلب تحوّطي أعلى. فالإغلاق سيشوّش الصورة الكلية وقد يُبطئ وتيرة تواصل الفدرالي. أمّا تجنّب الإغلاق، فيحمل مخاطر عودة سريعة إلى المتوسّط في رهانات الملاذات. وحتى ذلك الحين، توازن الأسواق بين شهية مخاطرة لا تزال صامدة وسيولة أعلى.