ترامب يمدد هدنة الرسوم الجمركية مع الصين 90 يومًا… وبارقة أمل في تهدئة الحرب التجارية
أعلن البيت الأبيض تمديد وقف تصعيد الرسوم الجمركية على السلع الصينية حتى 10 نوفمبر المقبل، في خطوة تمنح واشنطن وبكين مزيدًا من الوقت لمعالجة ملفات الخلاف المعقدة، من المعادن النادرة إلى واردات الطاقة وتصدير التكنولوجيا.

الولايات المتحدة تمدد تجميد زيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية حتى 10 نوفمبر، لتفادي تصعيد فوري في الحرب التجارية
الإبقاء على المستويات الحالية للرسوم بينما يحاول الجانبان تسوية خلافات تتعلق بالمعادن النادرة، ورسوم مرتبطة بالفنتانيل، وواردات النفط الخاضع للعقوبات
صادرات المعادن النادرة تتعافى بعد القيود السابقة، لكن مبيعات الرقائق المتقدمة للذكاء الاصطناعي ما زالت موضع خلاف.
التمديد قد يمهد لعقد لقاء بين ترامب وشي جين بينغ في أواخر أكتوبر.
واشنطن وبكين تضغطان على زر الإيقاف المؤقت
وقّع الرئيس دونالد ترامب أمرًا رئاسيًا بتمديد الهدنة التجارية مع الصين لمدة 90 يومًا إضافية، مؤجلًا الزيادة المقررة في الرسوم الجمركية التي كان من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع. وبموجب القرار، ستظل شروط التجارة الحالية قائمة حتى 10 نوفمبر، بينما يعمل المفاوضون على معالجة قضايا عالقة تشمل صادرات المعادن النادرة وقلق واشنطن من مشتريات بكين للنفط الروسي والإيراني الخاضع للعقوبات.
وفي المقابل، أكدت بكين أنها ستمدد بدورها تعليق الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية، ما جنّب الطرفين رفع الرسوم الأمريكية على الواردات الصينية إلى 54% أو أكثر، وهي مستويات كان من شأنها إعادة إشعال الحرب التجارية بكامل قوتها وإرباك الأسواق العالمية.
ما وراء الهدنة: معادن نادرة، رقائق ذكاء اصطناعي، وتدفقات الطاقة
الهدنة الأولى التي أُبرمت في مايو بوساطة سويدية، شهدت خفض واشنطن رسومها على الصين إلى 30%، مقابل خفض بكين رسومها إلى 10% واستئناف جزء من شحنات المعادن النادرة. هذه الصادرات — الحيوية للصناعات الأمريكية في مجالات الدفاع والإلكترونيات والطاقة النظيفة — تعافت بشكل ملحوظ، إذ ارتفعت من 46 طنًا في مايو إلى 353 طنًا في يونيو، لكنها لا تزال أقل من مستويات ما قبل القيود.
التكنولوجيا تظل جبهة حساسة أخرى. فقد توصلت شركتا "إنفيديا" و"إيه إم دي" الأمريكيتان إلى اتفاقات لبيع بعض رقائق الذكاء الاصطناعي في السوق الصينية مقابل دفع جزء من العائدات للحكومة الأمريكية. ومع ذلك، حثت السلطات الصينية على تجنب استخدام نموذج "إنفيديا H20" في المشاريع المرتبطة بالحكومة، وسط استمرار المخاوف الأمنية.
أما واردات الطاقة، فتبقى تحت المجهر الأمريكي. إذ تربط واشنطن جزءًا من نظامها الجمركي بدور بكين في تجارة الفنتانيل وبمشترياتها من النفط الروسي والإيراني الخاضع للعقوبات — ملفات يُتوقع أن تكون على رأس جولات التفاوض المقبلة.
الدبلوماسية تمهد للقاء ترامب–شي
فتح التمديد الباب أمام عودة الدبلوماسية رفيعة المستوى، حيث يجري بحث عقد لقاء بين الرئيس ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في أواخر أكتوبر، على هامش قمة دولية في كوريا الجنوبية.
ورغم أن البيت الأبيض أبدى انفتاحه على تقديم مزيد من التنازلات إذا أُحرز تقدم في قضايا "المعاملة بالمثل" والملفات الأمنية، فإنه أكد أن الرسوم الحالية ستبقى ما لم تتخذ الصين "خطوات جوهرية" لتلبية الأولويات الأمريكية.
الأسواق بين الاستقرار المؤقت وعدم اليقين
استقبلت الأسواق المالية الخبر بارتياح، إذ رحّب المستثمرون بتجنب جولة جديدة من زيادات الرسوم التي كان يمكن أن تعصف بتدفقات التجارة العالمية. لكن هذا الارتياح يظل مؤقتًا، في ظل استمرار الولايات المتحدة في اتباع سياسة "الرسوم المتبادلة" مع شركاء تجاريين آخرين، ما يترك الصين في عزلة متزايدة.
ويحذر اقتصاديون من أن غياب اتفاق تجاري دائم سيبقي الشركات في مواجهة ضبابية بشأن سلاسل الإمداد وقرارات الاستثمار والوصول إلى التكنولوجيا. وبالنسبة للصين، فإن غياب اتفاق واضح مع واشنطن يأتي في وقت يحصد فيه المنافسون مزايا اتفاقات تفضيلية ونفوذًا أكبر في الأسواق.