الدولار الأمريكي بين تأجيل بيانات التضخم و طلبات اعانة البطالة
يحافظ الدولار الأمريكي على استقراره مع تفاعل الأسواق مع إشارات قوية من سوق العمل، في وقت يترقب فيه المستثمرون بحذر صدور تقرير مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي بعد تأجيله. ويعكس هذا التوازن حالة من الحذر وعدم اليقين بشأن الخطوة المقبلة للاحتياطي الفيدرالي.
تراجعت طلبات إعانة البطالة إلى أدنى مستوى لها منذ نحو ثلاث سنوات.
صُنّاع القرار لا يواجهون ضغطًا كبيرًا للتسريع في خفض الفائدة.
مؤشر الدولار لا يزال مدعومًا بحالة عدم اليقين هذه.
طلبات اعانة البطالة
لا تزال عوائد السندات الأمريكية مستقرة، فيما تبقى توقعات أسعار الفائدة على المدى القصير متوازنة، وهو ما ينعكس على تحركات سوق العملات التي توحي بحالة من الترقب دون اندفاع في أي اتجاه. تقرير طلبات إعانة البطالة الصادر أمس أكد مجددًا متانة سوق العمل الأمريكي، إذ سجلت الطلبات أدنى مستوياتها منذ قرابة ثلاث سنوات. وتحد هذه القوة من مخاطر تباطؤ اقتصادي حاد في المدى القريب. وبالنسبة للاحتياطي الفيدرالي، فإن استمرار تماسك سوق العمل يمثل تحديًا رئيسيًا في اتخاذ قرارات السياسة النقدية.

المصدر: وزارة العمل الأمريكية
الانقسام داخل الفيدرالي لا يزال قائمًا
لا يواجه صُنّاع السياسة النقدية ضغوطًا فورية للإسراع في انتهاج سياسة تيسيرية، إلا أن الأنظار تتجه الآن إلى تقرير مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي المؤجل. ويتمتع هذا المؤشر بأهمية خاصة لأنه يعكس صورة أوسع لسلوك المستهلكين مقارنة بمؤشرات أخرى، ما يجعله أداة أساسية لتقييم الاتجاه الحقيقي للتضخم.
الأسواق قامت بتسعير سيناريو التيسير النقدي بشكل متزايد، إلا أن هذا التسعير يستند بدرجة أكبر إلى مؤشرات معنويات وبيانات استطلاعية، وليس إلى تراجع واضح ودائم في التضخم الأساسي. لذلك، فإن قراءة اليوم تحمل وزنًا غير معتاد. قراءة ضعيفة ستعزز الثقة بعودة التضخم نحو المستويات المستهدفة وقد تدعم توقعات خفض الفائدة قريبًا، بينما أي مفاجأة صعودية ستعيد إلى الواجهة سيناريو "الفائدة المرتفعة لفترة أطول".

المصدر: مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي
مؤشر الدولار عند نقطة مفصلية
لا يزال مؤشر الدولار مدعومًا بحالة عدم اليقين القائمة. العوائد المرتفعة على السندات طويلة الأجل توفر ميزة عوائد جذابة، خاصة مقابل عملات تتجه مصارفها المركزية بسرعة نحو التيسير النقدي. وفي المقابل، لا تستطيع الأسواق تسعير سلسلة سريعة من تخفيضات الفائدة دون تأكيد واضح من بيانات التضخم. ومن منظور أوسع، يعكس أداء الدولار خليطًا غير مستقر من المتغيرات: تضخم يتباطأ، ونمو اقتصادي لا يزال متماسكًا، وفائدة مرتفعة، وسوق عمل يرفض التراجع بوضوح. هذا المزيج يحافظ على جاذبية الأصول الأمريكية نسبيًا، ويعزز الطلب الدفاعي على الدولار. الاتجاه القادم لمؤشر الدولار سيتحدد بشكل كبير بناءً على ما إذا كانت بيانات اليوم ستؤكد تباطؤ التضخم بالقدر الكافي لمنح الفيدرالي مساحة حقيقية للتيسير.