توقعات الذهب للربع الثالث 2025
يدخل الذهب الربع الثالث من عام 2025 مدعومًا بطلب قوي من البنوك المركزية، وتوترات جيوسياسية، وموقف حذر من الاحتياطي الفيدرالي، مما يعزز مكانته كملاذ آمن.

تواصل البنوك المركزية، وخاصة في الأسواق الناشئة، شراء الذهب لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.
الاحتياطي الفيدرالي يُبقي الفائدة عند 4.5%، وسط ضغوط من ترامب لتسريع الخفض في ظل تباطؤ اقتصادي محتمل.
المخاطر الجيوسياسية وانخفاض العوائد الحقيقية تدفع المستثمرين نحو الذهب كأصل آمن.
الذهب، بين تحولات السياسات النقدية وتزايد الطلب كملاذ آمن
مع بداية الربع الثالث من عام 2025، يشهد سوق الذهب حالة ترقب حذرة نتيجة التحولات في السياسات النقدية، خصوصًا من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. فبعد سلسلة من التخفيضات في العام الماضي، ثبّت الفيدرالي معدلات الفائدة عند 4.5% منذ بداية العام، مع ترك الباب مفتوحًا لأي تعديل لاحق بحسب تطورات البيانات الاقتصادية.
هذا التوجه الحذر، الذي عبّر عنه رئيس الفيدرالي جيروم باول، لم يلقَ ترحيبًا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي طالب بتسريع وتيرة الخفض، وهدد بإقالة باول في حال استمرار التباطؤ في اتخاذ القرار، في مشهد أعاد إلى الواجهة التوتر التقليدي بين السياسة النقدية والسلطة التنفيذية.
في هذا السياق، يزداد الإقبال على الذهب كأصل غير عائد، خصوصًا في بيئة تنخفض فيها العوائد الحقيقية أو تستقر عند مستويات متدنية، ما يعزز جاذبيته كأداة للتحوط في مواجهة التباطؤ الاقتصادي العالمي.
تراكم الذهب من قبل البنوك المركزية
أحد أبرز العوامل الداعمة للذهب مؤخرًا هو استمرار البنوك المركزية بشراء الذهب ضمن استراتيجيات تنويع الاحتياطيات. وقد بلغ صافي مشتريات البنوك المركزية خلال الربع الأول من عام 2025 نحو 244 طنًا، وهو ثاني أعلى مستوى يسجّل في ربع أول تاريخيًا. تصدّرت بولندا القائمة بإضافة 49 طنًا، تلتها الصين وتركيا والهند، إضافة إلى مشتريات ملحوظة من دول خليجية مثل قطر. في شهر مايو فقط، ارتفع صافي الشراء إلى 20 طنًا بقيادة كازاخستان وتركيا.
هذا الزخم الشرائي يعكس الثقة المتزايدة بالذهب كأصل استراتيجي قادر على حماية الاحتياطات النقدية من تقلبات العملات العالمية، ويؤسس لدعم هيكلي في الأسعار، حتى في فترات ضعف الطلب التجاري أو الاستثماري.
استمرار الذهب كملاذ آمن
رغم فترات التذبذب، يواصل الذهب أداءه كملاذ آمن للمستثمرين، وسط توترات جيوسياسية وتجارية واقتصادية متصاعدة. وقد حافظ على مكانته في المحافظ الاستثمارية، سواء عبر الصناديق المتداولة أو الأصول الفعلية، خاصة في الأسواق الناشئة التي تتجه لتعزيز أدوات التحوط في ظل التقلبات العالمية.
وعليه، يدخل الذهب الربع الثالث من 2025 مدعومًا بتقاطع ثلاثة عوامل رئيسية: مرونة السياسات النقدية، وزخم المشتريات الرسمية من البنوك المركزية، واستمرار التوترات التجارية والجيوسياسية. وبينما تبقى احتمالات التذبذب قائمة، فإن الأساسيات الحالية تُرجّح استمرار الزخم الصاعد، خصوصًا إذا ما استمر الغموض الاقتصادي في الضغط على شهية المخاطرة.