توقعات النفط للربع الثالث 2025

تظل أسواق النفط هشة في الربع الثالث من 2025، مع تحكّم حذر من أوبك+ في الإمدادات وسط تصاعد المخاطر الجيوسياسية وتفاوت في نمو الطلب.

بواسطة Raed Alkhedr | @raedalkhedr | 14 يوليو 2025

Copied
Oil Q3 Outlook 2025
  • أوبك+ ترفع الإنتاج تدريجيًا لتحقيق التوازن في السوق رغم زيادة المخزونات.

  • التوترات الجيوسياسية ونقص الاستثمارات يواصلان تهديد الإمدادات العالمية.

  • الأسواق الناشئة تعوّض ضعف الطلب في الولايات المتحدة والصين.

النفط، بين انضباط الإمدادات وتغيّرات مرونة الطلب

انضباط إمدادات أوبك+ ودور التوازن في السوق
يواصل تحالف "أوبك+" دوره الحيوي في ضبط إيقاع السوق النفطية عبر سياسة إنتاج منضبطة توازن بين العرض والطلب العالمي. ففي ظل إشارات متباينة من الاقتصادات الكبرى، ساهم هذا الانضباط في الحفاظ على استقرار نسبي في الأسعار خلال النصف الأول من 2025.

بلغ متوسط إنتاج دول أوبك+ خلال الربع الأول من 2025 نحو 35.2 مليون برميل يوميًا، منها حوالي 21.4 مليون برميل من دول "أوبك-9". ومع بداية الربع الثاني، أقر التحالف زيادات تدريجية بلغت 411 ألف برميل يومياً لكل شهر ابتداءً من مايو، ضمن خطة إعادة التوازن دون إغراق السوق. وبحلول نهاية مايو، ارتفع إجمالي الإنتاج إلى 41.2 مليون برميل يوميًا، إلا أن بعض الدول لم تصل إلى سقف حصصها المحدد نتيجة التزام طوعي أو ظروف إنتاجية محدودة، ما ساهم في تقليص أثر الزيادة النظرية.

في المقابل، استمر الطلب العالمي بالارتفاع بوتيرة معتدلة، مع زيادة تُقدّر بـ 720 ألف برميل يوميًا خلال النصف الأول، إلا أن هذا النمو تأثر بعوامل كبح في الولايات المتحدة والصين. ونتيجة لذلك، تراكم فائض مخزون عالمي يُقدّر بـ 0.8 مليون برميل يوميًا حتى نهاية مايو، ما عزز من أهمية استمرار نهج الإنتاج المتوازن خلال الربع الثالث من العام.

مع دخول الربع الثالث، تؤكد أوبك+ التزامها بسياسة مراجعة دورية للحصص الإنتاجية بناءً على بيانات المخزون والأسعار. ويبدو أن الدول الكبرى داخل التحالف، مثل السعودية وروسيا، مصمّمة على الحفاظ على هذا النهج التوازني، ما يعزز الثقة باستقرار الأسعار وعدم انزلاق السوق نحو فوضى العرض.

اضطرابات هيكلية في سلاسل الإمداد

إلى جانب الانضباط الإنتاجي، يواجه العرض النفطي العالمي تحديات هيكلية عميقة. فالتوترات الجيوسياسية في مناطق مثل أفريقيا والشرق الأوسط، إلى جانب ضعف البنية التحتية والاستثمار في بعض الدول المنتجة، أدت إلى تعطلات متكررة في الإمدادات.

هذه الاضطرابات قابلة للاستمرار، وهو ما يضيف "علاوة مخاطرة" على أسعار النفط. وأي حادث طارئ أو تصعيد في مناطق الإنتاج قد يدفع الأسعار نحو موجات ارتفاع مفاجئة خلال هذا الربع من العام.

مرونة الطلب في ظل إعادة تسعير عالمية

أما من جهة الطلب، فالعالم يعيد تشكيل سلوكه الاستهلاكي في مواجهة الأسعار المرتفعة. ومع أن بعض القطاعات بدأت بتقليل استهلاكها، إلا أن مرونة الطلب على النفط تبقى منخفضة نسبيًا، لا سيما في قطاعات كالنقل والصناعات الثقيلة.

وتبرز الأسواق الناشئة كعنصر دعم للطلب العالمي، إذ أن دولاً مثل الهند والبرازيل وبعض اقتصادات جنوب شرق آسيا تُظهر مقاومة جيدة لارتفاع الأسعار، مدعومة بإجراءات حكومية وتحفيزات داخلية. لذا، قد تلعب هذه المناطق دورًا مهمًا في موازنة أي ضعف في الطلب لدى الاقتصادات المتقدمة.

إن سوق النفط في الربع الثالث من 2025 يتحرك ضمن توازن دقيق بين العرض المنضبط والطلب المتباين. بين المخاطر الجيوسياسية والتجارية والمرونة الجزئية في الطلب، تبدو الأسواق مهيأة لتذبذبات محدودة النطاق، لكنها تحمل في طياتها احتمالات صعود في حال استمرت التحديات الهيكلية في العرض.

Copied