توقعات النفط للربع الرابع 2025

بواسطة Raed Alkhedr | @raedalkhedr | 9 أكتوبر 2025

Copied
Oil Q4 2025 Outlook

ضبط مستويات الإمداد، المعطيات الجيوسياسة، واستراتيجية أوبك بلس

نظرة شاملة على تغيُّرات موازين العرض والطلب، ومناطق التوتر الجيوسياسي، وسياسات أوبك بلس التي ستحدد ملامح أسواق النفط الخام في الربع الرابع.

توازن العرض والطلب: التحوّل نحو الشتاء

يعتمد توازن السوق في الربع الرابع على الانتقال من فترة صيانة المصافي في الخريف إلى موسم الطلب الشتوي على المشتقات النفطية. فعمليات التكرير تتراجع عادةً أثناء الصيانة، ثم تعود للارتفاع مع زيادة الطلب على وقود التدفئة، ما يضغط على أسواق المقطرات الوسطى حتى لو بدت موازين الخام مستقرة.

على جانب الإمدادات، فإن نمو الإنتاج من خارج أوبك، خاصةً إنتاج الغاز الصخري في الولايات المتحدة، يواصل الاستجابة للسوق لكنه بات أكثر حساسية للأسعار، بينما تشير توجيهات أوبك بلس إلى تعديلات حذرة ومرنة تهدف لحماية الحصة السوقية دون التسبب في قفزات سعرية.

وستكون مستويات المخزون في مراكز منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والتخزين العائم عوامل حاسمة: إذ أن استمرار السحوبات حتى أواخر الربع الرابع سيدعم الأسعار، في المقابل، فإن عودة ارتفاع المخزونات قد تكبح موجات الصعود. كما ستُعطي هوامش التكرير (خاصةً الديزل) إشارات مهمة على محدودية العمليات النهائية وقدرتها على دعم الأسعار.

المخاطر الجيوسياسية: الأسواق على أعصابها

تظل الجغرافيا السياسية عنصرًا يسهم في عدم توازن المخاطر، والتي تشمل منطقة الشرق الأوسط وخطوط الشحن في البحر الأسود والبحر الأحمر، إضافةً إلى صرامة تنفيذ العقوبات. وحتى من دون انقطاعات كبيرة في الإمدادات، فإن ارتفاع تكاليف الشحن أو إعادة توجيه مساراته يُقيِّد المعروض الفعلي ويؤثر على الفوارق الإقليمية.

وعلى العكس، فإن أي تهدئة أو وقف لإطلاق النار يمكن أن يُقلِّص جزءًا من علاوة التعويض عن المخاطر. ويبقى الطقس ورقةً غير متوقعة في هذه المعادلة: فالعواصف المتأخرة قد تُعطِّل الإنتاج أو التكرير في خليج المكسيك، بينما موجة بردٍ مبكرة قد تضغط على أسواق المقطرات.

ولهذا السبب، عادةً ما تبالغ أسواق الخيارات في تقدير احتمالات التقلبات الحادة مع نهاية العام، حيث يتحوّط المنتجون بينما يسعى المستهلكون إلى حماية أنفسهم من ارتفاع الأسعار.

أوبك بلس: استراتيجية حذرة واستجابة مرنة

تتمثل استراتيجية أوبك بلس في تحقيق موازنة دقيقة بين الدفاع عن حصصها السوقية والحفاظ على استقرار الأسعار. وتوحي الإشارات الأخيرة إلى تفضيل التعديلات التدريجية القائمة على البيانات بدلًا من القيام بتحركات واسعة، مع مراقبة التفاوت في التزام الأعضاء وحجم الطلب على نفط أوبك في الربع الرابع.

وإذا جاء الطلب أقل من التوقعات أو ارتفع الإنتاج من خارج أوبك بشكل غير متوقع، قد تلجأ المجموعة إلى إطلاق تصريحات قوية في الإعلام (وإنتاج الكميات المقررة) لتثبيت التوقعات. أما إذا تراجعت المخزونات وتعززت هوامش التكرير، فقد تتعامل المجموعة بمرونة أكبر مع ارتفاع الأسعار. ومع دخول الربع الرابع، فإن التفاصيل الدقيقة في التوجيهات المتعلقة بحصص الإنتاج والإشارات الخاصة بالطاقة الإنتاجية الفائضة، وتصريحات الوزراء، سيكون لها نفس التأثير على حركة السوق مثل تأثير كميات النفط الفعلية نفسها.

Copied