البنك المركزي الأوروبي قد يتوقف عن خفض الفائدة وسط تصاعد المخاطر التجارية

من المتوقع أن يقرّر البنك المركزي الأوروبي تجميد دورة التيسير النقدي، في وقت تتعاظم فيه تهديدات الرسوم الأمريكية وتتزايد الضغوط التجارية من بكين إلى واشنطن.

بواسطة Ahmed Azzam | @3zzamous | 24 يوليو 2025

Copied
Markets today AR
  • المركزي الأوروبي قد يثبت أسعار الفائدة بعد ثماني تخفيضات متتالية مع تراجع التضخم إلى هدف 2%.

  • ترامب يرفع الحد الأدنى للرسوم الجمركية إلى 15% مع تهديدات تصعيد إضافية قبل الأول من أغسطس.

  • زيارة مرتقبة لترامب إلى البنك الاحتياطي الفيدرالي تثير جدلاً حول استقلالية السياسة النقدية.

توقف التيسير النقدي الأوروبي بعد وصول التضخم إلى الهدف

يستعد البنك المركزي الأوروبي هذا الأسبوع لتثبيت أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية، في خطوة من المتوقع أن تُنهي أطول دورة خفض للفائدة منذ الأزمة المالية، بعدما خفّض البنك سعر الفائدة الأساسي إلى 2.15% وسعر الإيداع إلى 2% خلال ثمانية قرارات متتالية منذ نوفمبر 2022.

ويأتي هذا التوقف مع وصول التضخم في منطقة اليورو إلى المستوى المستهدف عند 2% خلال يونيو، وسط توقعات بأن ينخفض دون هذا المستوى خلال الأشهر المقبلة بسبب تراجع أسعار الطاقة، وارتفاع قيمة اليورو، وتزايد الواردات الرخيصة من الصين. وتشير توقعات الأسواق إلى احتمال خفض واحد فقط قبل نهاية العام، وقد يحدث في سبتمبر بنسبة احتمالية تقارب 50%، قبل تحول محتمل نحو التشديد النقدي مرة أخرى في 2026.

ECB interest rates

تصريحات ترامب التصعيدية تضع أوروبا تحت ضغط تجاري جديد

في واشنطن، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته التجارية، معلنًا أن الرسوم الجمركية "المتبادلة" الجديدة ستبدأ من 15% وقد تصل إلى 50%، في تصعيد قد يمس جميع الشركاء التجاريين الذين لم يبرموا صفقات مباشرة مع الولايات المتحدة.

وقال ترامب خلال قمة الذكاء الاصطناعي في العاصمة الأمريكية:

"سنفرض رسومًا بسيطة وواضحة بين 15 و50%، ولدينا 50% للدول التي لم نعد على وفاق معها."

هذه التصريحات تعني فعليًا رفع الحد الأدنى للتعرفة الجمركية قبل الموعد النهائي في 1 أغسطس، مما يفتح الباب أمام موجة من القيود التي قد تطال الصادرات الأوروبية، خصوصًا في ظل هشاشة النمو الاقتصادي في القارة.

زيارة ترامب للفيدرالي تثير الجدل حول الاستقلالية النقدية

في خطوة رمزية أثارت الكثير من الجدل، يستعد الرئيس ترامب لزيارة رسمية إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي، لتكون الأولى من نوعها لرئيس أمريكي منذ نحو عقدين. وتأتي هذه الزيارة في وقت تتزايد فيه الانتقادات العلنية من ترامب لرئيس الفيدرالي جيروم باول، وسط تكهنات بإمكانية عزله.

ورغم تلك الشكوك، أكدت وزيرة الخزانة الأمريكية أن أي قرار بتغيير القيادة في الفيدرالي لن يتم قبل نهاية العام، مما هدّأ المخاوف مؤقتًا. ومع ذلك، يرى مراقبون أن مجرد الزيارة قد تشكّل ضغطًا سياسيًا على مؤسسة من المفترض أن تبقى مستقلة.

قمة أوروبية-صينية مقتضبة تعكس هشاشة العلاقات

في بكين، التقى قادة الاتحاد الأوروبي بالرئيس الصيني شي جين بينغ بمناسبة مرور 50 عامًا على العلاقات الدبلوماسية. إلا أن القمة التي كانت مقررة ليومين اختُصرت إلى يوم واحد، في ظل أجواء مشحونة بسبب الحرب في أوكرانيا والتوتر التجاري.

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين دعت إلى "إعادة التوازن في العلاقات التجارية"، مشيرة إلى العجز التجاري الأوروبي المتزايد مع الصين. في المقابل، دعا الرئيس الصيني إلى "خيارات استراتيجية أعمق"، من دون أن يُحرز الجانبان تقدمًا ملموسًا، مما عكس هشاشة العلاقة بين القوتين.

Copied