الجنيه الإسترليني يواصل مكاسبه مع تجاوز نمو الاقتصاد البريطاني للتوقعات
تفوق الجنيه الإسترليني على نظرائه في مجموعة العشرة لليوم السادس مقابل اليورو، ووصل إلى أقوى مستوى له في شهر مقابل الدولار بعد مفاجأة الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة بالارتفاع.

الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة ارتفع بنسبة 0.3% على أساس ربع سنوي في الربع الثاني من 2025، متجاوزًا التوقعات البالغة 0.1%، بدعم من قطاعي الخدمات والبناء رغم ضعف الإنتاج
الجنيه الإسترليني صعد إلى 1.3592 دولار، وهو أعلى مستوى منذ 10 يوليو، وحقق مكاسب لليوم السادس على التوالي أمام اليورو — وهي أطول سلسلة مكاسب في ثلاثة أشهر
الأسواق ترى دعمًا أقوى للإسترليني من موقف بنك إنجلترا المتشدد وتقلص توقعات خفض الفائدة مقارنة بالاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
أسواق الخيارات القصيرة الأجل تتحول للتفاؤل بالجنيه، مع اعتبار مستوى 1.35 دولار منطقة دعم محتملة
بيانات النمو المفاجئة تدفع الإسترليني للصعود
واصل الجنيه الإسترليني صعوده يوم الخميس مدعومًا ببيانات نمو أفضل من المتوقع، مما عزز ثقة الأسواق في متانة الاقتصاد البريطاني. العملة ارتفعت بنسبة 0.1% إلى 1.3592 دولار، وهو أعلى مستوى لها منذ 10 يوليو، وامتدت مكاسبها أمام جميع عملات مجموعة العشر خلال الأسبوع الماضي. أمام اليورو، يتجه الإسترليني لتحقيق سادس جلسة ارتفاع متتالية — وهي أطول سلسلة منذ ثلاثة أشهر.
البيانات الأولية أظهرت أن اقتصاد المملكة المتحدة نما بنسبة 0.3% في الربع الثاني من 2025، متجاوزًا التوقعات عند 0.1%، رغم التباطؤ عن نمو الربع الأول القوي البالغ 0.7%. وجاء هذا الأداء المفاجئ بالرغم من الضغوط الناتجة عن تعديلات ضريبة الدمغة في أبريل والرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، والتي كانت قد دفعت بعض الأنشطة الاقتصادية إلى التقدم في وقت سابق من العام.

الخدمات والبناء يقودان النمو
النمو في الربع الثاني جاء بدعم ارتفاع قطاع الخدمات بنسبة 0.4%، بقيادة البرمجة والاستشارات الحاسوبية التي قفزت بنسبة 4.1%. كما ارتفع إنتاج قطاع البناء بنسبة 1.2%. في المقابل، تراجع قطاع الإنتاج الصناعي بنسبة 0.3% متأثرًا بانخفاض المرافق بنسبة 6.8% وتراجع التعدين بنسبة 0.3%، بينما عوض التصنيع جزءًا من الخسائر بارتفاع 0.3%.
من جانب الإنفاق، ارتفع الاستهلاك الحكومي بنسبة 1.2% خاصة في قطاع الصحة بفضل برامج التطعيم، إضافة إلى الإدارة العامة والدفاع. كما زاد تكوين رأس المال الإجمالي مدفوعًا بارتفاع المخزونات والقيم الثمينة، لكن الاستثمار التجاري هبط بشكل حاد بنسبة 4%. إنفاق الأسر ارتفع بنسبة طفيفة بلغت 0.1%، فيما زادت الصادرات بنسبة 1.6% متفوقة على نمو الواردات البالغ 1.4%.
اختلاف السياسات النقدية يعزز قوة الجنيه
تحركات الجنيه الأخيرة وجدت دعمًا إضافيًا من الفجوة في توقعات السياسات النقدية بين بنك إنجلترا والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. فقد خفّضت الأسواق توقعاتها لخفض الفائدة البريطانية إلى نحو 15 نقطة أساس فقط بحلول نهاية العام، مقارنة بنحو 62 نقطة أساس متوقعة للفيدرالي في نفس الفترة. ويأتي ذلك بعد اجتماع بنك إنجلترا الأسبوع الماضي، حيث أظهر التصويت على خفض الفائدة انقسامًا أكبر من المتوقع، ما يعكس حذر البنك من التسرع في التيسير النقدي.
الاختلاف الواضح مع نبرة الفيدرالي الأكثر ليونة عزز جاذبية الإسترليني نسبيًا. أسواق الخيارات تظهر أن المعنويات تجاه زوج الجنيه/الدولار على المدى الأسبوعي أصبحت إيجابية، فيما تحولت التوقعات الشهرية إلى الحياد لأول مرة منذ أوائل يوليو. إن مستوى 1.35 دولار بدأ يكتسب أهمية كمستوى دعم محتمل، في ظل الميل المتشدد للبنك المركزي وصلابة البيانات الاقتصادية.
