الدعم الفني
استقرار أسعار النفط بعد الرسوم الأمريكية على الهند وسط مخاوف العرض والطلب
ظلت أسواق النفط تحت الضغط بعد أن فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية أعلى على السلع الهندية، رداً على استمرار نيودلهي في استيراد النفط الخام الروسي. واستقر خام برنت قرب 67 دولاراً للبرميل، فيما حافظ خام غرب تكساس الوسيط على تداولاته فوق 63 دولاراً، في وقت يوازن فيه المتداولون بين مخاطر الحرب التجارية وزيادات المعروض من تحالف أوبك+ واحتمال تخمة عالمية في الإمدادات
خام برنت يتداول قرب 67 دولاراً للبرميل، وغرب تكساس فوق 63 دولاراً
الولايات المتحدة ترفع الرسوم على الواردات الهندية إلى 50% بسبب مشتريات النفط الروسي
المصافي الهندية تتوقع الإبقاء على معظم مشترياتها من الخام الروسي
برنت متراجع بنحو 10% منذ بداية العام بفعل التوترات التجارية وزيادات أوبك+.
النفط يستقر بعد هبوط حاد
استقرت أسعار النفط الخام يوم الأربعاء بعد تراجع حاد في الجلسة السابقة، حيث حافظت عقود برنت الآجلة على مستويات قرب 67 دولاراً للبرميل، بينما بقي خام غرب تكساس الوسيط فوق 63 دولاراً.
وجاء هذا التعافي الجزئي عقب قرار واشنطن فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على بعض الواردات الهندية، وهي أعلى ضريبة تُفرض على اقتصاد آسيوي، وذلك رداً على استمرار الهند في شراء النفط الروسي.
ورغم الإجراءات العقابية، أكدت المصافي الهندية أنها ستواصل استيراد الجزء الأكبر من الإمدادات الروسية، ما يشير إلى أن التأثير الفوري على المعروض العالمي سيظل محدوداً.
التوتر التجاري بين واشنطن ونيودلهي يرفع المخاطر
تصعيد الرسوم يمثل أحدث نقاط الاشتعال في الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة، والتي أربكت أسواق السلع في الأشهر الأخيرة.
فقد تراجع خام برنت بنحو 10% منذ بداية 2025، متأثراً بضعف توقعات الطلب وتفكيك بعض قيود إنتاج تحالف أوبك+. كما حذرت وكالة الطاقة الدولية من احتمال تسجيل فائض قياسي في المعروض عام 2026 إذا استمرت السياسات الحالية، مما يزيد المخاوف من أن يتجاوز المعروض حجم الطلب.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد هذا السيناريو هذا الأسبوع قائلاً إن أسعار النفط "جيدة قرب 60 دولاراً" متوقعاً أن "الخام سيتراجع أكثر قريباً".
المصافي الهندية تواصل شراء النفط الروسي
برزت الهند كأحد كبار مشتري النفط الروسي بعد اندلاع حرب أوكرانيا في 2022، مستفيدة من الخصومات السعرية الكبيرة. وتشير التقديرات إلى أن المصافي الهندية ستستورد ما بين 1.4 و1.6 مليون برميل يومياً في أكتوبر وما بعده، مقارنة بمتوسط 1.8 مليون برميل يومياً في النصف الأول من 2025.
ومع غياب أي توجيهات حكومية مباشرة بوقف الواردات، لا يوجد حافز كبير للمصافي لخفض المشتريات، ومن غير المرجح أن تتخذ خطوات أحادية لوقف التدفقات.
إشارات متباينة من سوق العقود الآجلة
تكشف بنية السوق عن ضغوط مزدوجة: ضيق في الأجل القصير واحتمال وفرة على المدى الطويل. فالعقود الأقرب لخام برنت ما تزال في حالة "تأجيل خلفي" (Backwardation)، ما يعكس قوة الطلب الفوري، بينما العقود الأبعد في حالة "كونتانغو" (Contango)، ما يشير إلى توقعات بتراخي التوازن لاحقاً.
في الولايات المتحدة، أظهرت بيانات الصناعة تراجعاً طفيفاً في المخزونات بنحو مليون برميل الأسبوع الماضي، إضافة إلى انخفاض في مخزونات البنزين والمنتجات المقطرة. وتترقب الأسواق البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة لاحقاً اليوم.
