ما هو التداول بالسلوك السعري وكيف تتقنه؟

التداول بالسلوك السعري ليس مجرد استراتيجية، بل هو فن قراءة الأسواق من خلال تحركات الأسعار المجردة، دون الاعتماد على المؤشرات المتأخرة. إنه نهج يعتمد على فهم البنية السعريّة، مستويات الدعم والمقاومة، وسلوك الشموع لتحديد مناطق اتخاذ القرار بثقة ووضوح.

بواسطة Ahmed Azzam | @3zzamous | 24 يونيو 2025

Copied
Price Action
  • التداول بالسلوك السعري يتجاهل المؤشرات ويعتمد على قراءة الشموع والقمم والقيعان وتحولات السيولة

  • ثلاث ركائز للسلوك السعري: اتجاه السوق، المستويات المحورية، ونماذج الشموع الدالة

  • يبدأ من الأطر الزمنية الكبيرة لتحديد الاتجاه العام، ثم إلى الأطر الزمنية الصغيرة لتحديد نقاط الدخول بدقة

من شاشات التيكر إلى مخططات اليوم: لمحة تاريخية

قبل ظهور الحواسيب والمؤشرات، كان متداولو وول ستريت الأوائل يعتمدون فقط على شريط التيكر لقراءة حركة السعر والحجم، وعلى رأسهم "جيسي ليفرمور". ظل هذا الأسلوب صامدًا رغم الانتقال من الورق إلى المخططات الإلكترونية لأن الفكرة الجوهرية لم تتغير: "السعر هو خلاصة قرارات السوق". واليوم، لا يزال المتداولون بالسلوك السعري يستخدمون الشموع البيانية كما لو أنها "شريط سعر بصري" يُظهر لحظة سيطرة المشترين أو كمائن البائعين.

ثلاث إشارات هيكلية تُشكّل جوهر أي تحليل

القمم والقيعان:

سوق يصنع قممًا وقيعانًا أعلى يشير إلى زخم شرائي نشط، والعكس بالعكس. أما حين تبدأ أول قمة هابطة بعد صعود طويل، فهذا إنذار بتحول في الزخم.

المستويات المفصلية:

كل قمة أو قاع مهمة تترك خلفها أوامر معلقة ووقفات خسارة. يتوقع المتداول بالسلوك السعري عودة السعر لهذه المناطق كمراكز جذب للسيولة.

سلوك الشموع:

شمعة "Pin Bar" بذيل طويل علوي تعني محاولة صعود فاشلة، شمعة "Inside Bar" تخزن الطاقة قبل انفجار، و"Engulfing" تمثل انقلابًا سريعًا في تدفق الأوامر. هذه "القصص المصغّرة" توضح لحظة الانعكاس أو الاستمرار داخل السياق الأكبر.

الفجوات السعريّة: المغناطيس الخفي

في أوقات الأخبار القوية، تقفز الأسعار من مستوى لآخر دون تداول فعلي بينها، مخلّفة فجوة سعرية أو البحث عن فجوات سعرية عادلة FVG. هذه الفجوات تُعتبر مناطق جذب مستقبلية للسعر. المتداول المتقدم يضع دخولاته داخل هذه الفجوات، ويضع وقف الخسارة خارجها مباشرةً، مستهدفًا الإغلاق السعري التالي.

استراتيجية "من أعلى إلى أسفل" لتصفية الانحياز

المتداول المحترف لا يبدأ من فريم الخمس دقائق. يبدأ بمراجعة شهرية أو أسبوعية لتحديد الاتجاه العام، ثم ينزل إلى اليومي لتحديد المحاور النشطة، وأخيرًا إلى الساعات أو الدقائق للدخول الدقيق. هذا التسلسل يحمي من خطأ الشراء في تصحيح ضمن اتجاه هابط كبير.

ثلاث مراحل أساسية

أ) التحضير:

قبل بدء الجلسة، حدّد آخر قمتين وقاعين على الإطار الزمني الرئيسي، وارصد الفجوات السعرية العادلة والمستويات المهمة. قرر ما إذا كان السوق يتجه، يتذبذب، أو ينتظر خبرًا. لا خطة = لا صفقة.

ب) الإشارة:

انتظر وصول السعر لمنطقة محددة، وراقب شمعة تأكيدية مثل رفض بـ Pin Bar، كسر Inside Bar، أو انقلاب Engulfing. ادخل عند الإغلاق أو بسحب بسيط لنقطة دخول أفضل.

ج) إدارة الصفقة:

خاطر بأقل من 1% من رأس المال. ضع وقف الخسارة مع هامش تقلب (ATR)، ووزّع الصفقة على ثلاثة أجزاء: الأول يغلق عند ربح 1R، الثاني يُتابع الاتجاه مع الهيكل، والثالث يهدف إلى النقطة المعاكسة التالية. هذا التقسيم يجعل حتى الأسواق المتقلبة مربحة على المدى البعيد.

لماذا يتمسك المحترفون بهذا الأسلوب؟ وما هي مخاطره؟

السلوك السعري يعمل عبر جميع الأسواق والمنصات بدون الحاجة لتعديل الإعدادات. يكشف التحول في السيولة لحظيًا دون انتظار المتوسطات المتأخرة. كما يعزز الانضباط النفسي من خلال التركيز على حركة السوق الفعلية.

لكن: يوجد هامش ذاتي. قد يختلف المحللون حول خط الاتجاه أو تأكيد نموذج الشمعة. كما أن الأسواق العرضية قد تصدر إشارات متضاربة. الحل؟ خطة مكتوبة: متى تعتبر كسرًا، أي جلسات تتجنبها، وعدد الصفقات اليومي.

أدوات بسيطة بدون تشويش

حتى المتداول المبتدىء قد يستخدم متوسط 20 أو مؤشر VWAP كمرجعية للسياق فقط، لا كإشارة دخول. كما تبرز خرائط حجم التداول مناطق الازدحام وتدعم المناطق التي تظهرها الشموع.

التحكم بالمخاطر

نظرًا لأن إشارات السلوك السعري غالبًا ما تظهر قرب مستويات واضحة، فإن اصطياد وقف الخسارة (Stop Hunts) شائع. الحل؟ مخاطرة صغيرة، ومرونة واسعة. شمعة Pin Bar فاشلة؟ أغلق الصفقة، سجل النتيجة، وانتظر تأكيدًا جديدًا. البقاء هو الاستراتيجية، والربح مجرد نتيجة.

الأسئلة الشائعة

هل يمكن استخدام السلوك السعري دون بيانات حجم التداول؟
نعم، متداولو الفوركس ينجحون بالاعتماد على السعر فقط، لكن إضافة الحجم في الأسهم أو العقود الآجلة أو الكريبتو يضيف دقة إضافية.

هل التداول بالسلوك السعري أبطأ من التداول بالمؤشرات؟
أبدًا، في الواقع هو غالبًا أسرع، لأنك تتفاعل مباشرة مع حركة السعر بدلاً من انتظار إشارة متأخرة.

هل يستطيع المبتدئ أن يبدأ بالسلوك السعري؟
بالتأكيد، لكن يُنصح بالتدرب على حساب تجريبي أو صفقات صغيرة، وتوثيق النتائج في دفتر متابعة.

Copied