كيف يمكن للمتداولين في الإمارات المزج بين التحليل الفني والأساسي في التداول
تعرف على كيفية استخدام عدد من الطرق لتحليل السوق في سبيل زيادة فرص نجاحك.
تشير جلسة التداول إلى ساعات السوق الاعتيادية التي يمكن خلالها شراء أو بيع الأصول المالية.
يسعى المتداولون إلى اتخاذ قرارات عقلانية في السوق عبر دراسة المعلومات المتعلقة بالأصول التي تهمهم.
يكشف التحليل الفني عن أنماط الأسعار التي يمكن التنبؤ بها في المستقبل، بينما يتيح التحليل الأساسي إمكانية تحديد محركات قيمة الأصول.
إن المشاركة في السوق تحرك حجم التداول ومدى التغيرات في الأسعار، وهو مما يوجب على المتداولين مراقبة تصرفات المتداولين الآخرين.
إن المزج بين القراءات المستمدة من التحليل الأساسي والتحليل الفني يمكن أن يساعد المتداولين على اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً بشأن فتح وإغلاق الصفقات خلال جلسة التداول.
ما هي جلسة التداول؟
جلسة التداول هي ساعات التداول النشطة للأصل المالي. خلال هذه الساعات، يمكن للمتداولين وضع أوامر شراء وبيع جديدة على هذا الأصل، وتعديل مراكزهم المفتوحة، أو إغلاقها.
تختلف ساعات التداول باختلاف فئات الأصول، مثل الأسهم والسلع والعملات الرقمية والفوركس. تبقى بعض الأسواق مفتوحة للمتداولين طوال الوقت تقريبًا، بينما لا يمكن تداول بعض الأصول إلا خلال ساعات عمل البورصات التقليدية. على سبيل المثال، يضم سوق الفوركس أربع جلسات تداول رئيسية، وهي سيدني وطوكيو ولندن ونيويورك. أما العملات الرقمية، فعادةً ما تكون متاحة للتداول على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع نظرًا لطبيعتها اللامركزية.
يؤثر الموقع الجغرافي أيضًا على ساعات التداول نظرًا لاختلاف المناطق الزمنية وساعات العمل. تُجري البورصات الرئيسية، مثل بورصتي نيويورك وناسداك، جلسات تداول رئيسية تتوافق مع المناطق الزمنية الأمريكية. كما يمكن أن تتقلص ساعات التداول خلال جلسة أو تٌغلق بشكل كامل بسبب إجازة السوق في أيام العطلات الرسمية.
يمكن تداول بعض المنتجات المالية قبل أو بعد ساعات السوق الاعتيادية. يسمى هذا التداول بتداول ما قبل السوق وتداول ما بعد ساعات العمل. تتيح هذه التداولات إجراء الصفقات خارج جلسات التداول الاعتيادية، على سبيل المثال في حالة صدور أخبار مالية مهمة، والتي غالبًا ما تكون مصحوبة بمخاطر، مثل انخفاض السيولة وفروقات أسعار العرض والطلب الكبيرة.
اكتشاف الفرص عبر التحليل الأساسي
يستخدم المتداولون تحليل الأسواق لاكتشاف الفرص في الأسواق العالمية وتحديد الأصول التي يتداولونها. يركز المحللون الأساسيون على البيانات والعوامل التي تؤثر على قيمة الأصول لتحديد فرص الربح المحتملة.
يكشف التحليل الأساسي معلومات عن الوضع المالي للشركة أو القطاع، ويوفر تفاصيل دقيقة تساعد في تحديد قيمة الأصل. يعتقد المحللون الأساسيون أن قيمة الأصل (ومن ثم سعره) تتحدد بناءً على حالة الاقتصاد، والعوامل المتعلقة بالقطاع الذي يوجد فيه الأصل، وخصائص هذا الأصل. تشمل مؤشرات الاقتصاد الكلي مجموعة واسعة من الأنشطة والظروف الاقتصادية، وتوفر قراءات قيّمة، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من التحليل الأساسي.
يُعدّ مسار الأسعار العامة للسلع والخدمات أحد الجوانب الرئيسية التي يُركّز عليها المحللون الأساسيون. تُحدّد مستويات النمو الاقتصادي حجم الأموال التي يملكها الناس وقدرتهم على الإنفاق، وبالتالي قد يتحرّك الطلب والأسعار نتيجةً لذلك. كما يُمكن للدورات الاقتصادية، كالازدهار والكساد والركود الاقتصادي، أن تُؤثّر على أداء أصول وقطاعات مُحدّدة.
على سبيل المثال، خلال فترات الأزمة الاقتصادية، يميل الناس إلى تقليل استهلاك المنتجات الفاخرة، لكن الطلب على السلع الخدمية والأساسية يبقى أو حتى يزداد. قد يؤدي هذا إلى زيادة الطلب على أسهم الشركات التي تتعامل في منتجات الخدمات العامة وتنتجها. بالنسبة لمتداولي الأسهم، يمكن لأساسيات الشركة، مثل الأرباح والإدارة وتقرير 10-K للشركات الأمريكية، أن تتنبأ بالعوامل المحتملة للنمو المستقبلي أو ضعف أداء الأسعار.
تحديد المستويات الرئيسية باستخدام التحليل الفني
يستخدم المحللون الفنيون الأسعار التاريخية للتنبؤ باتجاه الأسعار المستقبلية، معتقدين أن أسعار السوق متكررة وقابلة للتنبؤ. ولا تُركز التحليلات الفنية عادةً على العوامل الكامنة وراء تغيرات الأسعار.
يعتمد هذا النهج التحليلي على فكرة أن الأسعار تتأثر بقوى العرض والطلب. فغالبًا ما يشير نشاط البيع إلى زيادة في العرض، بينما يشير الشراء إلى وجود طلب في السوق. عندما يتجاوز الطلب العرض، تميل الأسعار إلى الارتفاع، بينما عندما يتجاوز العرض الطلب، تنخفض. يمكن لمراقبة التوازن بين العرض والطلب وأنماط الأسعار أن تعطي فكرة عن اتجاهات السوق وحركات الأسعار المستقبلية.
تُستخدم أنواع مختلفة من الرسوم البيانية لعرض أنماط الأسعار، بما في ذلك نماذج الشموع اليابانية والنماذج الخطية. هناك أنماط تشير إلى استمرار الاتجاهات، وانعكاسها، واستنفادها. يستخدم المحللون الفنيون المؤشرات الفنية لدراسة جوانب مختلفة من تحركات الأسعار للحصول على فكرة عن الاتجاه.
المزج بين القراءات التحليلية في جلسات التداول
يتطلب فهم كيفية وأسباب تغير سعر الأصل المالي استخدام عدة نُهُج لتحليل السوق للحصول على رؤية شاملة للسوق. يهدف المحللون الفنيون والأساسيون إلى تعظيم نتائج صفقاتهم من خلال استهداف تحركات الأسعار الكبيرة وتغيرات القيمة. لكلٍّ من أسلوبي التحليل نقاط قوة ونقاط ضعف، ولذلك يمكن للمتداولين الاستفادة من المزج بينهما.
فلنلقٍ نظرة على بعض الأمثلة حول كيفية استخدام المتداولين لكلا النهجين لتحديد الفرص وإيجاد اللحظة المثالية لدخول السوق.
لنفترض أن متداولاً يراقب قطاع التكنولوجيا، متأثراً بالاتجاهات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي. يبدأ بتحليل العوامل الأساسية، مثل توقعات نمو صناعة الذكاء الاصطناعي، وإمكانات أرباح شركات التكنولوجيا الرائدة، والتطورات التنظيمية. بعد تحديد شركة قوية ومستعدة للنمو، ينتقل المتداول إلى التحليل الفني. لنأخذ شركة إنفيديا كمثال، ولنتخيل أن سعر سهمها يقترب من مستوى تصحيح فيبوناتشي 50%، مما يشير إلى ارتداد صعودي محتمل. يلاحظ المتداول أيضاً أن السهم يقترب من مستوى دعم رئيسي، حيث يشير مؤشر القوة النسبية إلى أنه في منطقة تشبّع بيعي - وهي فرصة شراء واعدة.
بدمج هذه القراءات، يقرر المتداول الدخول في صفقة شراء، مع وضع أمر وقف خسارة أسفل مستوى الدعم مباشرةً لتقليل الخسائر المحتملة، وأمر جني ربح عند مستوى مقاومة محدد على نموذج الرسم البياني. تُجسّد هذه الاستراتيجية قوة المزج بين التحليل الأساسي والفني، مُقدمةً نهجًا متوازنًا وواعيًا للتداول.
في مثال آخر، لنفترض أن المتداول يركز على اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح (FOMC)، ويختار الذهب كأصل مفضّل. إذا قرر الفيدرالي الحفاظ على أسعار الفائدة، متبعًا نهجًا حذرًا، فقد يتوقع انخفاضًا في قيمة الدولار. في الوقت نفسه، إذا اخترق الذهب حدود نموذج الوتد الهابط، فقد تشير هذه الإشارة الفنية إلى ارتفاع وشيك في قيمته. هنا، يستفيد المتداول من تحليل مزدوج - تضافر مؤشرات الاقتصاد الكلي والمؤشرات الفنية يشير إلى ارتفاع محتمل في أسعار الذهب.
يمكن لقرارات التداول المُتخذة في أوقات مُختارة بعناية خلال جلسة التداول أن تُحقق نتائج أفضل. يُؤدي ارتفاع مستوى نشاط التداول إلى ارتفاع الطلب أو العرض بناءً على الاتجاه السائد للأصل المُتداوَل. ينبغي فتح مراكز التداول عند وجود مشاركة وحجم تداول كافٍ لدعم التحيز الاتجاهي المُحدد. لذلك، بالإضافة إلى إجراء تحليل السوق، ينبغي على المتداولين مراقبة نشاط وتصرفات المتداولين الآخرين لفهم مزاج السوق واتخاذ قرارات أكثر استنارة.
الأمثلة الواردة أعلاه ليست نصائح مالية، بل هي مجرد أمثلة مُبسّطة لكيفية استخدام أساليب تحليل مُختلفة معًا. ننصح دائمًا باختبار استراتيجيات التداول على حساب تجريبي خالٍ من المخاطر قبل استثمار رأس مالك.
هذه المادة مقدَّمة لأغراض تعليمية فقط ولا تُعتبر نصيحة مالية أو توصية بالتداول.
التداول ينطوي على مخاطر.