علم النفس في التداول: كل ما تحتاج معرفته عن سيكولوجية التداول

تعرف على التمويل السلوكي وكيفية تطوير عقلية تداول ناجحة وتجنب العواطف التي تؤدي إلى الخسائر.

27 يونيو 2023

Copied
Introduction to Trading Psychology
  • علم نفس التداول هو دراسة كيف تؤثر العواطف وطبيعة الشخصية على تصرفات المتداولين

  • العواطف يمكن أن تؤثر على معنويات السوق واتجاهاته، حيث يعتبر الخوف والجشع أكثر الدوافع وراء السلوك غير العقلاني والتغيرات الجذرية في الأسواق

  • تتشكل عقلية المتداول الناجح من الثقة بالنفس والموضوعية والانضباط

  • الانضباط في التداول يعني وجود خطة واضحة وإبقاء العواطف تحت السيطرة وتجنب القرارات غير الواعية

ماذا يعني علم النفس في التداول؟

تؤثر المتغيرات النفسية وسمات شخصياتنا على القرارات المالية التي نتخذها في الأسواق المالية، غالبًا دون أن نعي ذلك. وهذا ما يعرف بالتمويل السلوكي، وهو مجال يدرس كيفية تأثير العوامل النفسية على سلوك المتداولين وقراراتهم غير الواعية داخل السوق.

يركّز علم نفس التداول على دراسة السلوك والخصائص التي تؤثر على الطريقة التي يتصرف بها المتداولون والدوافع وراء قراراتهم في الأسواق المالية على نطاق واسع.

كما يحلل هذا العلم العوامل العاطفية وراء قرارات التداول بما في ذلك شخصية المتداول وعواطفه وتحيّزاته والضغوط الاجتماعية التي يتعرض لها.

يُعد الجشع والخوف من أكثر المشاعر شيوعًا التي تؤثر في تغير اتجاهات الأسواق، إلى جانب مشاعر أخرى يواجهها المتداولون مثل الإثارة، والأمل، والاكتئاب، والإحباط. ويمكن أن تدفع هذه المشاعر المتداولين إلى اتخاذ قرارات متسرعة أو غير مدروسة، مثل فتح أو إغلاق المراكز في توقيت غير مناسب، أو الدخول في مراكز مالية عالية المخاطرة بشكل غير محسوب.

يرتكز علم التمويل السلوكي على عدة جوانب، أهمّها الانضباط والمخاطرة حيث يمكن نجاح المتداول في قدرته على الموازنة بين هذين الجانبين. المخاطرة ضرورية لكسب الربح، لكن التداول غير المنضبط أو التصرف تبعاً لاستراتيجيات ضعيفة ترتكز على المشاعر سيؤدي غالبا إلى خسائر.

المتداولون الذين يفهمون سيكولوجية التداول ويُدركون تأثير المشاعر على قراراتهم، يكونون أكثر قابلية لتحقيق النجاح. إذ يساعدهم الوعي بسماتهم الشخصية ومستوى شهيتهم للمخاطرة – سواء كانت منخفضة أو متوسطة أو عالية – على اتخاذ قرارات أكثر اتزانًا. ويُعد فهم سيكولوجية التداول من العوامل الأساسية التي تُمكّن المتداول من التنبؤ بتحركات السوق الناتجة عن السلوك العاطفي للآخرين، مما يتيح له الاستفادة بشكل أفضل من تقلبات ومعنويات السوق.

معنويات السوق وتأثير العواطف على حركتها

تستطيع العواطف التأثير على أسواق كاملة، نظراُ لأنها تلعب دوراً هامّاً في طريقة اتخاذ قرارات الاستثمار.

ترتبط المشاعر ارتباطًا وثيقًا بمعنويات السوق، التي تعكس المزاج العام للمستثمرين والمتداولين، وغالبًا ما توصف بأنها إما صاعدة أو هابطة. عادةً ما يُعد ارتفاع الأسعار مؤشرًا على معنويات إيجابية (تفاؤل)، بينما يشير انخفاض الأسعار إلى معنويات سلبية (تشاؤم) تسود السوق.

تُعد معنويات السوق عنصرًا مهمًا لأنها تؤثر بشكل مباشر على أسعار منتجات التداول. فعندما تتقلب العواطف بين المستثمرين، تتغير الأسعار بسرعة، لكنها لا تعكس دائمًا القيمة الحقيقية للأصل. ولهذا السبب، قد تجد أن أسعار بعض الأصول، التي تستند إلى معطيات مالية وأساسيات اقتصادية أخرى، لا تتطابق تمامًا مع قيمتها الأساسية عندما تسيطر المعنويات على حركة السوق.

عندما يهيمن الخوف على المتداولين، قد يتصرفون بتهور ويبيعون أصولهم مبكرًا خوفًا من تكبد خسائر أكبر. في المقابل، قد يدفع الجشع المتداولين إلى زيادة استثماراتهم سعياً وراء امتلاك حصة أكبر من الأصول. وغالبًا ما يؤدي الخوف المفرط إلى تراجع الأسعار في الأسواق المالية، بينما يساهم الجشع المفرط في ارتفاعها.

المتداولون المدفوعون بالخوف من ضياع الفرصة قد يتصرفون بشكل غير عقلاني أيضاً، خاصة عندما يقوم الآخرون بإجراء صفقات ناجحة وتحقيق أرباح كبيرة. يمكن أن يؤدي الخوف من ضياع الفرصة (Fear Of Missing Out “FOMO”) إلى تفاعل المتداولين مع تحركات السوق دون النظر في النتيجة المحتملة، حيث يحاولون نسخ سلوك المتداولين الآخرين. مع انه من الصعب ضمان نجاح الصفقات المنسوخة عن صفقات أخرى ناجحة بسبب حركة الأسواق المتقلبة.

يمكن أن تسيطر العواطف على السوق بأكمله في بعض الأحيان مما قد يؤدي إلى انهياره أو ارتفاع أسعاره بشكل كبير، وغالباً ما يحدث ذلك بعد الأخبار التي تسبب الذعر أو الإثارة عند المتداولين.

يهدف تحليل المشاعر إلى فهم وتحليل معنويات السوق في الوقت الفعلي وعلى مدى فترات طويلة. مؤشر النسبة المئوية الصاعد (BPI) ومؤشر التقلب (VXI) ومؤشر الارتفاع-الأدنى هي مؤشرات تستخدم في تحليل المشاعر. كما يمكن أن توفر وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار معلومات إضافية تساعد على فهم معنويات السوق.

نصائح للتحلّي بعقلية تداول ناجحة وضبط النفس في التداول

تُعد الثقة بالنفس، والصبر، والانضباط من أهم الصفات التي تساعدك على التحكم في طريقة تفاعلك العاطفي مع ظروف السوق ومحفزاته المختلفة، وهي أيضًا من أبرز السمات التي تميز المتداول الناجح.

التزم باستراتيجيتك

وجود خطة تداول سيساعدك على تقليل تأثير العواطف في قراراتك المالية. مع وجود خطة وأهداف واضحة، سيكون هناك إغراء أقل لاتخاذ قرارات سريعة دون تقييم جميع النتائج المحتملة لهذه الإجراءات.

توجد العديد من استراتيجيات التداول التي تناسب مختلف أنواع المتداولين، ومستويات الرغبة في المخاطرة، وأساليب التداول المتبعة. يحظى كل من التداول اليومي والتداول المتأرجح بشعبية كبيرة بين المتداولين الذين يسعون لتحقيق أرباح على المدى القصير، بينما يركز تداول الاتجاه وتداول الاختراق على تحديد تغيرات الأسعار ورصد حركتها العامة. من جهة أخرى، يُعد التداول الآلي خيارًا شائعًا للمبتدئين أو للمتداولين الذين يملكون وقتًا محدودًا لممارسة التداول بشكل يومي.

حلّل الأسواق باستمرار

لاتخاذ قرارات تداول أكثر استنارة، من المهم تحليل الأسواق والأخبار والبحث عنها باستمرار. إذا كنت قد أجريت تحليلك وعرفت منتجك والسوق، فمن الأسهل أن تشعر بالثقة بشأن قراراتك لأنها مدعومة بالبيانات.

التحليل الفني والأساسي والمعنويات هي أكثر الطرق شيوعا لتحليل السوق. عادة، يجمع المتداولون بين طرق مختلفة لبناء نظرة عامة شاملة على السوق.  

ركز على تداولاتك الخاصة

عندما يهز الخوف والجشع السوق، من الشائع أن تشعر بالرغبة في فتح أو إغلاق المراكز بناء على تحركات الأسعار ومعنويات السوق. يمكننا أيضا أن نتأثر بسهولة بآراء الآخرين وتحيزاتهم التي تظهر، على سبيل المثال، على منصات التواصل الاجتماعي. على الرغم من أن المتداولين الآخرين يمكنهم تقديم رؤى مثيرة للاهتمام ومعلومات مفيدة، تذكر أن تحافظ على التركيز على خطة التداول الخاصة بك وأهدافك المالية.

كن صبوراً

يمكن أن يتطلب التداول الكثير من الصبر. نادرا ما تأتي الأرباح الكبيرة من الصفقات الأولى، وفي بعض الأحيان سيتعين عليك انتظار فرص مثيرة. من المهم أن تظل هادئا لأن فتح أو إغلاق المراكز في وقت مبكر جدا يمكن أن يؤثر على أرباحك المحتملة.

نوّع محفظتك

التنويع هو وسيلة فعالة للحد من المخاطر والحد من العبء العاطفي لأن أرباحك وخسائرك لا تعتمد على أداء أصل واحد. يمكنك أن تقرر تنويع محفظتك ضمن فئة أصول واحدة، على سبيل المثال، شراء أسهم من شركات أو صناعات مختلفة، أو تداول منتجات مالية مختلفة مثل الفوركس والمؤشرات والسلع وصناديق الاستثمار المتداولة.

استخدم أدوات إدارة المخاطر

قد تؤدي المراقبة المستمرة للأسواق إلى خلل في المشاعر والاستجابة الخاطئة بناءً على أصغر تحركات سعرية. يمكن أن يمنحك استخدام أدوات إدارة المخاطر مثل أمر وقف الخسارة مزيدا من راحة البال. مع أمر وقف الخسارة، سيتم إغلاق مركزك المفتوح تلقائيا عندما يصل إلى مستوى سعر محدد، والذي يمكنك اختياره عند فتح الصفقة.

اختبر استراتيجيتك على حساب تجريبي

إذا كنت جديداً في التداول عبر الإنترنت، فيمكنك بسهولة اختبار مهاراتك والتعوّد على تجنب التداول العاطفي على حساب تجريبي مجاني. يقدم الوسطاء عبر الإنترنت عروض تداول مجانية للسماح لك بوضع صفقات في الأسواق الحقيقية بأموال افتراضية. 

إنها طريقة آمنة لتعزيز مهاراتك في التداول وتجربة استراتيجيات مختلفة، لأنك لا تقوم بصفقات بأموال حقيقية. سيتأكد الوسيط الرائع من أن جميع أدوات إدارة المخاطر الخاصة به متاحة للمستخدمين التجريبيين أيضا، حتى تتمكن من اختبار ما إذا كانت استراتيجيتك تتوافق مع رغبتك في المخاطرة.  

من المهم أن تتذكر أنه حتى أقوى العقليات لن تقضي على إمكانية الخسارة. ومع ذلك، فإن تجنب التداول العاطفي يزيد من فرصك في النجاح لأن قراراتك تتبع استراتيجيتك وتستند إلى البيانات وليس بناءً حالتك المزاجية.

Copied