ما مدى سيولة الذهب الملموس؟
يُعرف الذهب باستقراره وسيولته العالية، لكن كيف تقارن سيولة الذهب الملموس بأشكال الذهب الأخرى مثل المشتقات وصناديق المؤشرات؟ في هذا المقال، نستعرض سيولة الذهب الملموس وكيفية تداوله عالميًا.

يتمتع الذهب الملموس بسيولة قوية بفضل الطلب العالمي المتواصل عليه، مما يجعله من الأصول الموثوقة والجذابة للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار
مع وصول حجم التداول اليومي للذهب إلى نحو 163 مليار دولار، يبقى سوق الذهب من بين الأكثر سيولة على مستوى العالم، حتى في فترات الاضطرابات الاقتصادية
يُعد الذهب وسيلة موثوقة لسداد الديون، خصوصًا في أوقات تتراجع فيها سيولة الأصول الأخرى بفعل تقلبات السوق، مما يعزّز مكانته كأصل نقدي يُعتمد عليه عند الحاجة
توفر صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب مستوى إضافيًا من السيولة، إذ تتيح للمستثمرين شراء وبيع الذهب بسرعة دون الحاجة إلى امتلاك المعدن فعليًا
سيولة الذهب الملموس
يُعد سوق الذهب من أكبر وأكثر الأسواق نشاطًا في العالم، إذ يُقدّر حجم الذهب الملموس المملوك من قِبل المستثمرين والبنوك المركزية بحوالي 5.1 تريليون دولار. كما يُضاف إلى ذلك نحو تريليون دولار من مشتقات الذهب المتداولة إلكترونيًا وفي البورصات(المصدر).
وفي عام 2023 وحده، بلغ متوسط التداول اليومي للذهب حوالي 163 مليار دولار، توزّعت بين عقود خاصة بالتداول الإلكتروني بنحو 99 مليار دولار، والعقود الآجلة بحوالي 62 مليار دولار، بينما ساهمت صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب بتداولات يومية إضافية بلغت 2 مليار دولار (المصدر).
ورغم أن الذهب الملموس قد لا يتمتع بسرعة التسييل ذاتها التي توفّرها الأدوات المالية الأخرى، إلا أنه لا يزال يُصنّف كأصل عالي السيولة، خصوصًا مع توفّر تطبيقات رقمية متخصصة تُسهّل على الأفراد شراءه وبيعه وإدارة استثماراتهم فيه بكل يسر وسرعة.
تبقى سيولة الذهب قوية بفضل قدرته على إمكانية التحوّل السريع إلى نقد، خاصة عندما تواجه الأصول الأخرى مثل الأسهم أو السندات صعوبات في التصفية أو تتعرض لانخفاض في القيمة.
وتُعد هذه السيولة من أبرز الأسباب التي تجعل الذهب يحافظ على جاذبيته، لا سيما لدى المستثمرين المؤسسيين. وعلى عكس كثير من الأسواق التي تتعطل في أوقات الأزمات، يبقى الذهب أصلًا يسهل تداوله، وهذا ما يمنحه ميزة استثنائية كوسيلة فعالة لسداد الديون، في وقت قد يصعب فيه تصفية أصول أخرى بنفس السهولة أو الكفاءة.
الذهب كأداة لسداد الديون
من أبرز مزايا الذهب الملموس أنه يمكن استخدامه مباشرة لسداد الديون، خاصة في أوقات عدم الاستقرار في أسواق المال، عندما تصبح الأصول الأخرى أقل سيولة.
يمكن لحاملي الذهب الملموس تصفيته سريعًا أو استخدامه لتسوية التزامات مالية عند الحاجة، مما يجعله أحد أكثر الأصول الموثوقة في فترات عدم اليقين الاقتصادي.
ولا يقتصر استخدام الذهب على الأفراد، بل تعتمد عليه أيضًا البنوك المركزية والمؤسسات الكبرى كاحتياطي استراتيجي لدعم استقرار الاقتصاد خلال الأزمات.
دور صناديق المؤشرات المتداولة بالذهب في تعزيز السيولة
بالإضافة إلى الذهب الملموس، ساهمت صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب في تعزيز سيولة هذا الأصل. حيث تتيح هذه الصناديق للمستثمرين الدخول إلى سوق الذهب دون الحاجة إلى امتلاكه فعليًا.
تُتداول هذه الصناديق في البورصات وتوفر سيولة عالية، إذ يمكن شراء وبيع حصص الذهب بسرعة وسهولة، مما يجعلها خيارًا مرنًا وسريعًا لمن يبحث عن استثمار قابل للتسييل في أي وقت.
حجم سوق الذهب وأثره على السيولة
يساهم الحجم الهائل لسوق الذهب في ضمان سيولته العالية. فبفضل تداولات يومية تتجاوز 163 مليار دولار، يمكن تداول الذهب، سواء الملموس أو المشتقات، بكميات كبيرة دون أن يؤدي ذلك إلى تغييرات حادة في الأسعار.
وتُسهم الأهمية المتنامية للذهب في الصناعات الناشئة، لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة، في دفع هذا الزخم للارتفاع. ومع تزايد الطلب العالمي، يُتوقع أن يواصل الذهب توسيع دوره كمصدر موثوق للسيولة في اقتصاد عالمي يشهد تحولات متسارعة.