الربح المستهدف
تعرف على كيفية تحديد مستويات الربح المستهدف، واكتشف كيف يمكن أن يساعدك تحديد هدف الربح في إدارة المخاطر والالتزام باستراتيجية التداول بعيداً عن العاطفة.
يشير الربح المستهدف إلى المستوى المحدد مسبقًا، والذي يخطط المتداول عنده لإغلاق المركز من أجل جني الأرباح.
يساعد هذا على الالتزام بالاستراتيجية، وتحديد هدف واضح لتوقعات المتداول لما يعتبره ربحاً مجدياً قبل الخروج من التداول.
تساهم العديد من العوامل - مثل رغبتك بالمخاطرة وتحليلك للسوق وأهدافك الشخصية - مستوى الربح المستهدف الأمثل بالنسبة إليك.
يمكن حساب الأرباح المستهدفة من خلال تحركات النقاط (البيب)، أو التغير النسبي، أو مبلغ الربح الإجمالي.
تتم إدارة مستويات الربح المستهدفة داخل منصات التداول عادةً باستخدام وظائف مؤتمتة (آلية) مثل أوامر وقف الخسارة أو أوامر جني الأرباح.
ما المقصود بالربح المستهدف؟
الربح المستهدف هو مستوى الربح المحدد مسبقًا والذي يقرر المتداولون عنده إما الخروج من مركز التداول، أو توجيه منصة التداول الخاصة بهم لإغلاق الصفقة تلقائيًا. ويعتبر هذا القرار جزءاً أساسياً من الخطة الشاملة للمتداول، حيث يتم وضع أهداف مالية واضحة للصفقات الفردية أو فترات التداول المحددة، مثل الأهداف اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية.
إن قيام المتداولين بتحديد ربح مستهدف لكل صفقة، يجعل هذه الصفقات تسير إلى وجهات واضحة، كما انه وسيلة لضبط الاندفاع العاطفي عند المتداول، الذي قد ينجم أحياناً عن التقلبات المفاجئة أو الحالة غير المتوقعة لميول السوق، كما أن استخدام المتداول لاستراتيجية قوية لإدارة للمخاطر إلى جانب ذلك، يساهم بشكل كبير في الحفاظ على ديمومة التداول وزيادة نسب نجاحه.
يجب على المتداولين - عند تحديد أهداف الربح الخاصة بهم – وضع حبهم للمخاطرة وأهدافهم الشخصية بعين الاعتبار، كما عليهم دائماً توظيف تحليلات السوق للحصول على توقعات واقعية بشأن التحركات المحتملة لأسعار الأصول.
يمكنك تحديد عدة أرباح مستهدفة لمختلف المنتجات المالية في محفظتك. وحتى إذا قمت بتحديد هدف ربح عند فتح الصفقة في البداية، يمكنك مراجعته وتعديله لاحقًا دون إغلاق الصفقة في حالة تغير ظروف السوق أو تغير أهدافك.
كيفية تحديد الربح المستهدف
إذا نظرنا بإمعان إلى الطريقة التي عادة ما يحدد بها المتداولون المتمرسون أهداف الربح لتداولاتهم، سنجد أنها عملية مكونة من ثلاث مراحل.
المرحلة الأولى: تحليلات السوق
إن تحليلك للأسواق - سواء بالطريقة التقنية أو التقليدية أو كلتيهما - هي الخطوة الأولى، وهي كذلك خطوة ضرورية لتحديد السلوك السعري السابق. حيث يمكنك من خلال هذه المعلومات، وضع الحدود المنطقية التي من المرجح أن تتحرك ضمنها أداة التحليل التي اخترتها.
المرحلة الثانية: الأهداف المالية
إن اتباع نهج واضح لاستخدام العناصر المختلفة للوصول إلى تحقيق عائد مجدٍ، يمكن أن يكون دليلك في عملية اتخاذ القرار بشأن مستوى الربح. وانطلاقاً من معرفة أن الوضع المالي والأهداف المالية تختلف بين متداول وآخر، فإن عليك دائمًا تضمين أهدافك الخاصة في خطتك للتداول، والتي يجب أن تتوافق فيها الأرباح المستهدفة مع الأهداف المالية الشخصية على المدى القصير والمتوسط والطويل.
المرحلة الثالثة: القدرة على تحمل المخاطرة
يتمتع كل متداول بدرجة مختلفة من شهية المخاطرة، ويؤثر في هذا عدة عوامل منها رأس ماله وتحيزاته المعتادة، لذا لابد لك من أن تكون واعياً بمدى قدرتك على تحمل المخاطرة، وأن تعكس إعدادات الربح المستهدف التي وضعتها، مقدار المخاطرة التي تستطيع تحملها.
مثال عملي: تحديد الربح المستهدف لمؤشر ناسداك
دعونا نلقي نظرة على كيفية الجمع بين تحليل السوق لأداة رائجة مثل مؤشر ناسداك 100، وهدفك الشخصي للربح.
سيكون الأصل المالي في هذه الحالة مؤشر ناسداك المركب، وسيكون سعر الافتتاح المفترض هو 11,500 نقطة.
عليك بداية القيام بتحليلات للسوق باستخدام نهُج مختلفة؛ وذلك للخروج بنظرة شاملة لسلوك مؤشر ناسداك 100 في سوق الأسهم مؤخراً.
- مراجعة سجل البيانات
قم بدراسة أداء مؤشر ناسداك خلال الأسابيع أو الأشهر الماضية؛ لفهم الاتجاه وتحليل مستويات الدعم والمقاومة الرئيسية. - المؤشرات الاقتصادية
خذ في الاعتبار تأثير التقارير الاقتصادية الأخيرة (مثل الناتج المحلي الإجمالي، وبيانات الوظائف، ومعدلات التضخم) على أسهم التكنولوجيا، التي تؤثر بشكل كبير على مؤشر ناسداك. - ميول السوق العالمي
قيّم كيف تؤثر الأحداث العالمية أو اتجاهات السوق على مَيل المستثمرين تجاه أسهم التكنولوجيا. فمثلاً، يمكن لعوامل مثل الظروف الاقتصادية، أو التقدم التكنولوجي، أو التغييرات التنظيمية، أو التوترات الجيوسياسية، أن تؤثر على وجهة نظر المستثمرين من هذا القطاع. - التحليلات الفنية
استخدم المؤشرات الفنية مثل المتوسطات المتحركة، أو مؤشر القوة النسبية (RSI)، أو مؤشرMACD؛ للحصول على قراءات حول التحركات المحتملة للأسعار.
إذا اعتبرنا أن هدف المتداول في هذا المثال، هو تحقيق زيادة بنسبة 5% على سعر الافتتاح البالغ 11,500 نقطة. بالتالي، ستكون نقطة الربح المستهدف 12,075 نقطة، وهي ناتج المعادلة (11,500 نقطة (سعر الافتتاح) + 5% = 12,075). للحد من المخاطر، سيحدد المتداول أيضًا وقف خسارة بنسبة 3% أسفل سعر الافتتاح عند 11,155 نقطة.
إذا وصل مؤشر ناسداك إلى قيمة 12,075 نقطة، فسوف يخرج المتداول من الصفقة ويحقق ربحًا بنسبة 5%، أما إذا انخفض المؤشر إلى 11,155 نقطة، فسوف يغلق المتداول الصفقة لتقليل الخسائر إلى مبلغ مقبول، ومن المرجح أن يحاول تنفيذ صفقة جديدة، بعد إجراء مزيد من التحليلات.
الربح المستهدف والتنويع
إن تحديد أهداف الربح يرتبط ارتباطًا وثيقًا بنسبة المخاطرة إلى الربح، لذا عليك تحديد مقدار المخاطرة التي أنت على استعداد لتحملها في سبيل تحقيق ربح معين، حيث تساعد هذه النسبة في الحفاظ على الانضباط في التداول وتتوافق واستراتيجية إدارة المخاطر الشاملة لمحفظتك.
لا يوجد حل واحد يناسب الجميع عند النظر في أهداف الربح لمحفظتك، بل يجب أن تكون أهداف الربح متوافقة مع أهداف التنويع لمحفظتك على النطاق الأوسع. فمثلاً، إذا كانت لديك محفظة متنوعة الأصول، فقد يكون لكل أصل أو صفقة مستوى ربح مستهدف خاص بها. لذا يجب أن تستند هذه الأهداف إلى سجل التقلب لكل أصل، وكذلك إلى دوره داخل المحفظة.
كما هو الحال مع أي استراتيجية، يجب عليك الاستمرار في مراجعة مستويات الربح التي حددتها مسبقًا، وكذلك مراجعة شكل الأسواق وتغير ظروفها، وكذلك مدى رغبتك بالمخاطرة؛ لتعكس المعلومات والتوقعات الجديدة. حيث تعد هذه القدرة على التكيف أمراً أساسياً للتداول الناجح ضمن محفظة متنوعة.
الربح المستهدف وأوامر جني الأرباح
الربح المستهدف وجني الأرباح مصطلحان أساسيان في التداول، كما أنهما ضروريان للمتداولين الذين يتطلعون إلى بناء خطة تداول متوازنة، وبعكس ما توحي أسماؤهما، إلا أنهما ليسا متقاطعين تماماً.
مصطلح الربح المستهدف هو المصطلح الأوسع، ويشير إلى عملية تحديد المتداولين لأهداف الربح في صفقاتهم، ويشير كذلك إلى الاستراتيجية التي يسترشد بها المتداولون لاتخاذ قرارات منضبطة لا تترك مجالاً للعواطف للسيطرة على الصفقات.
أما مصطلح جني الأرباح، فهو من أنواع الأوامر المحددة، وأداة من أدوات إدارة المخاطر التي يستخدمها المتداولون لتوجيه المنصة للإغلاق تلقائيًا عند مستوى معين في محاولة لتثبيت المكاسب، باستخدام قدر أقل من المدخلات اليدوية، ويمكن أن يساعد أمر جني الأرباح أيضاً في التخفيف من تأثير انعكاسات الاتجاه المحتملة في السوق.
بعبارة أخرى، يمكن اعتبار أوامر جني الأرباح بمثابة التنفيذ التكتيكي لاستراتيجية الربح المستهدف لدى المتداول. حيث يمكنك تحديد أمر جني الأرباح عند فتح مركز على منصة تداول إلكترونية ما، بناءً على مستوى الربح المستهدف الذي تريده.
لو افترضنا أن هناك سعر عرض وسعر طلب لزوج يورو/ دولار يبلغ 1.12000 و1.1205 على التوالي والفرق هنا هو الفارق السعري "السبريد"، في هذه الحالة، يكون مقدار الفارق 5 نقاط (0.0005). ربما تكون متفائلاً بأداء اليورو وتتوقع ارتفاع سعره أو ازدياد قوته مقارنة بالدولار الأمريكي، وبناءً على تحليلك للسوق، تتوقع ارتفاع السعر إلى 1.1250، وهي حركة بمقدار 50 نقطة "بيب". إن ضبط مستوى سعر جني الأرباح عند 1.1245 يعني أنه يمكنك تأمين ربح بمقدار 45 نقطة، وهنا سيعتمد ربحك على هذه الحركة وكذلك على رافعتك المالية وحجم العقد.
تذكر دائماً، أن أوامر جني الأرباح لا تقدم أي ضمانات بشأن الأرباح، وعلى المتداولين مراقبة مراكزهم المفتوحة دائماً. وإذا كانت هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها أوامر جني الأرباح، فمن الجيد دائمًا اختبارها على حساب تجريبي للتداول قبل استثمار رأس مالك.