كيفية بناء أسلوب التداول للأسواق الإماراتية

اطلع على دليلنا حول كيفية بناء أسلوب تداول يدعم أهدافك وما الذي عليك مراعاته عند اختيار أسلوبك.

10 سبتمبر 2024

Copied
Guide to developing a trading style
  • أسلوب التداول هو النهج الذي يتبناه المتداولون لاتخاذ قرارات التداول، كما انه جزء مهم من عملية إنشاء خطة تداول ناجحة.

  • التداول اليومي وتداول التأرجح وتداول المراكز والمضاربة هي من أنماط التداول الشائعة.

  • عند اختيار أسلوب التداول، فإن على المتداولين مراعاة قدرتهم على تحمل المخاطر، والتزامهم الوقتي، ومعرفتهم بالسوق، ومدى مناسبة الأسلوب لسمات شخصياتهم.

  • من المهم أن يكون أسلوبك في التداول قادراً على التأقلم مع الظروف المتغيرة للأسواق، مثل الأسواق الاتجاهية أو المتراوحة.

ما هو أسلوب التداول في تداول عقود الفروقات؟


يشير أسلوب التداول إلى التوجه الفريد والمنهجية والتقنيات التي يعتمدها المتداول لتحليل الأسواق واتخاذ قرارات التداول وإدارة المخاطر. ويمثّل أيضاً تفضيلات المتداول ومزاجه وخبرته، مما يصوغ كيفية تعامله مع تعقيدات أسواق المال.

يُعد اختيار أسلوب التداول في تداول عقود الفروقات أمرًا بالغ الأهمية للمتداول وجزءًا لا يتجزأ من خطة التداول الناجحة، إذ يُشكل أسلوب التداول أساس قواعد التعامل مع السوق. إذ يتخذ المتداولون قرارات مهمة، مثل تحديد موعد دخول الأسواق والخروج منها، بناءً على أسلوبهم المختار وقواعده. كما يؤثر اختيار أسلوب التداول على أهداف الربح، وأساليب إدارة المخاطر والتعرض لها، وكذلك وتيرة التداول.

عادةً ما يستغرق إيجاد استراتيجية التداول المناسبة بعض الوقت، كما ويتطلب البحث والاختبار. ولا يوجد أسلوب واحد يناسب جميع المتداولين، إنما كل أسلوب قادر على تحقيق النتائج المرجوة إذا طُبّق بالشكل الصحيح. إن فهم خصائص مُختلف استراتيجيات التداول وأوجه الاختلاف بينها يُسهّل على المتداول تحديد الأسلوب الأنسب لأهدافه من التداول.

إحدى طرق تصنيف أساليب التداول هي دراسة مدة احتفاظ المتداول بمراكزه في السوق. باتباع هذا النهج، يمكننا تحديد ثلاثة أساليب تداول شائعة: التداول اليومي، وتداول التأرجح، وتداول المراكز. في هذا المقال، سنشرح استراتيجيات التداول هذه لمساعدتك على اتخاذ قرارات مدروسة عند اختيار الاستراتيجية الأنسب لك.


أساليب التداول الشائعة

  • المضاربة

يتضمن أسلوب المضاربة إجراء العديد من الصفقات قصيرة الأجل، بهدف الاستفادة من التحركات الطفيفة للأسعار. عادةً ما يحتفظ المتداولون الذين يستخدمون هذا الأسلوب بمراكزهم لفترة قصيرة جدًا، أحيانًا لثوانٍ أو دقائق فقط، وغالباً ما ينجحون في استغلال التحركات العابرة للأسعار.

  • التداول اليومي

يتضمن التداول اليومي شراء وبيع الأدوات المالية خلال يوم التداول نفسه. يُحلل المتداولون اليوميون اتجاهات السوق ومؤشراته بدقة، سعياً للاستفادة من تقلبات الأسعار اليومية، وعادةً ما يُغلقون جميع الصفقات قبل إغلاق السوق. من خلال تنفيذ صفقات سريعة مع الحفاظ على تطبيق إدارة المخاطر، كما يسعى هذا النوع من المتداولين إلى تحقيق الأرباح مع تجنب التعرض للمراكز الليلية، مكتَفين بالتركيز على الفرص التي يقدمها السوق خلال اليوم.

  • تداول التأرجح

تداول التأرجح يعني الاستفادة من تحركات الأسعار متوسطة الأجل. حيث يهدف المتداولون الذين يستخدمون هذا الأسلوب إلى استغلال تقلبات السوق، مستفيدين من الاتجاهات الصعودية والهبوطية. مع التركيز على استغلال هذه التقلبات ضمن اتجاهات السوق الأوسع، يحتفظ متداولو التأرجح بمراكزهم لأيام أو أسابيع، مما يوفّر وقتًا كافيًا لتتضح أمامهم ديناميكيات السوق. ومن خلال تحديد مستويات الدعم والمقاومة الرئيسية، يهدف متداولو التأرجح إلى الاستفادة من تقلبات السوق لتحقيق أرباح.

  • تداول المراكز

يتضمن تداول المراكز الاحتفاظ بالمراكز لفترات طويلة، تتراوح بين أسابيع وأشهر، بل وحتى سنوات. يركز المتداولون الذين يتبعون هذا الأسلوب على رصد اتجاهات السوق الرئيسية، وهم على استعداد لتحمل التقلبات المؤقتة لتحقيق أرباح أكبر.

عوامل مهمة تجب مراعاتها عند اختيار أسلوب التداول

بعد أن قدمنا بعض أساليب التداول الشائعة، لنلقي نظرة الآن على العوامل التي يجب على المتداولين مراعاتها عند اختيار أسلوب التداول المناسب لهم.


القدرة على تحمل المخاطر

يُعد تقييم قدرتك على تحمل المخاطر أمرًا بالغ الأهمية قبل اختيارك لأسلوب التداول. يتضمن ذلك فهم مدى ارتياحك مع تقلبات السوق وقدرتك على التعامل معها.

لكل أسلوب تداول مستوى مخاطرة خاص به، ومن الضروري أن توائم بين قدرتك على تحمّل المخاطر والأسلوب الذي تختاره. على سبيل المثال، غالبًا ما يتضمن أسلوب المضاربة صفقات سريعة وتردد تداول عالٍ، مما قد يُعرّض المتداولين لتقلبات سوقية متزايدة مما يتطلب منهم اتخاذ قرارات سريعة تحت الضغط. من ناحية أخرى، قد يوفر تداول المراكز استقرارًا أكبر ومخاطر أقل، ولكنه يتطلب ترقّباً طويل الأجل وتحملًا للتقلبات الكبيرة للسوق.


الالتزام الوقتي

عليك مراعاة أوقات تواجدك والوقت الذي يمكنك تخصيصه للتداول.

يتطلب التداول اليومي مراقبةً نشطةً للأسواق طوال يوم التداول، حيث تُفتح وتُغلق الصفقات عادةً في نفس اليوم. يجب على المتداولين الاستعداد لتخصيص عدة ساعات يوميًا لتحليل نماذج الرسم البياني وتنفيذ الصفقات وإدارتها. من ناحية أخرى، يتيح تداول التأرجح مرونةً أكبر، حيث تُحفظ الصفقات لعدة أيام أو أسابيع. قد يكون هذا الأسلوب أكثر ملاءمةً لمن لديهم جداول أعمال مزدحمة أو التزامات أخرى خارج نطاق التداول.

إن فهم الالتزام الوقتي المطلوب لكل أسلوب تداول أمر بالغ الأهمية لضمان الاستمرارية والنجاح في التداول.


المعرفة بالسوق

قيّم فهمك لديناميكيات السوق والتحليل الفني والعوامل الأساسية التي تؤثر على الأسواق. تعتمد أساليب التداول المختلفة على طرق واستراتيجيات تحليلية متنوعة، ومن الضروري امتلاك أساس متين من المعرفة بالسوق لتنفيذ الصفقات بفعالية.

على سبيل المثال، غالبًا ما يتطلب أسلوب المضاربة اتخاذ قرارات سريعة استنادًا إلى المؤشرات الفنية وتحليل تدفق الأوامر. كما يجب أن يتمتع المتداولون بفهم عميق لنماذج الرسم البياني وحركة الأسعار والبنية الدقيقة للسوق لتحقيق النجاح في هذا الأسلوب. على صعيد آخر قد يتطلب تداول التأرجح فهمًا أوسع للعوامل الأساسية التي تُحرك اتجاهات السوق والقدرة على تحديد مستويات الدعم والمقاومة الرئيسية.

سيساعدك تقييم مستوى معرفتك بالسوق في تحديد أسلوب التداول الذي يتماشى بشكل أفضل مع خبرتك ونقاط قوتك.


السمات الشخصية

فكّر في سمات شخصيتك، بما في ذلك الصبر والانضباط والمرونة العاطفية، قبل اختيار أسلوب التداول. حيث يتطلب كل أسلوب مجموعة مختلفة من السمات النفسية لتحقيق النجاح.

يتطلب أسلوب المضاربة سرعة البديهة والقدرة على الحفاظ على الهدوء تحت الضغط، حيث يتخذ المتداولون قرارات سريعة في أسواق سريعة الحركة. ويتطلب التداول اليومي الانضباط والتركيز للالتزام بخطط تداول محددة مسبقًا وتجنب الانفعالات العاطفية إثر تقلبات السوق. وقد يجذب تداول التأرجح الأشخاص الذين يتحلون بنهج أكثر صبرًا وانضباطًا، حيث يتم الاحتفاظ بالمراكز لفترات أطول، مما يتطلب القدرة على تحمل التراجعات المؤقتة وتقلبات معنويات السوق.

إن اختيار أسلوب التداول الذي يتوافق مع سمات شخصيتك سيعزز فرص نجاحك واستمراريتك في الأسواق.


أنماط التداول في الأسواق الاتجاهية والعرضية

بالإضافة إلى الوعي بالتفضيلات والأهداف الشخصية، يجب على المتداولين أيضًا مراعاة ظروف السوق ومنتجات التداول المفضلة لديهم، عند اختيار أسلوب التداول الذي يناسبهم.


الأسواق الاتجاهية

في سوقٍ اتجاهية تتميز بحركات أسعارٍ ثابتة في اتجاهٍ واحد، يستغلّ المتداولون الذين يتبعون أساليب التداول المتتبعة للاتجاه زخم هذا الاتجاه لتحقيق الأرباح. تُعدّ بيئة السوق هذه مثاليةً لاستراتيجيات تتبع الاتجاه، مثل تداول التأرجح وتداول المراكز، حيث يهدف المتداولون إلى استغلال حركة السوق السائدة.

  • تداول التأرجح في سوق اتجاهي:

يحدد متداولو التأرجح الاتجاهات الرئيسية ويدخلون في صفقات لرصد تحركات الأسعار على المدى المتوسط ​​في وجهة هذا الاتجاه. ويستخدمون المؤشرات الفنية ونماذج الرسم البياني لتحديد نقاط الدخول والخروج، بهدف الاستفادة من زخم هذا الاتجاه لعدة أيام أو أسابيع.

  • تداول المراكز في سوق اتجاهي:
    يتبنى متداولو المراكز الترقّب طويل المدى، فيحتفظون بمراكزهم لفترات طويلة لاستيعاب كامل اتجاهات السوق الرئيسية. ويركزون على التحليل الأساسي واتجاهات الاقتصاد الكلي لتحديد الاتجاهات المهمة والتحولات الهيكلية للسوق، مما يسمح لهم بمواكبة هذا الاتجاه لأسابيع أو أشهر أو حتى سنوات.

في السوق الاتجاهي، يستفيد المتداولون من الوضوح والوجهة الذان يوفرهما الاتجاه السائد، مما يسمح لهم بدخول الصفقات بثقة بما يتماشى مع زخم السوق.


الأسواق العرضية

في سوق عرضي أو جانبي، حيث تتحرك الأسعار ضمن نطاق محدد دون اتجاه واضح، يجب على المتداولين التحلي بالصبر والانضباط للتعامل مع تقلبات الأسعار. حيث تُعدّ بيئة السوق هذه مواتية لأساليب التداول المعاكسة للاتجاه، حيث يسعى المتداولون إلى الاستفادة من الانعكاسات أو الارتدادات من مستويات الدعم والمقاومة.

  • المضاربة في السوق العرضي

يزدهر أداء المضاربين في الأسواق ذات النطاق السعري المتغير، حيث يمكنهم استغلال تحركات الأسعار قصيرة الأجل ضمن هذا النطاق. ويستخدمون التحليل الفني وتحليل تدفق الأوامر للدخول والخروج من الصفقات بسرعة، بالشراء عند مستويات الدعم والبيع عند مستويات المقاومة ضمن هذا النطاق.

  • التداول اليومي في السوق العرضي

يُعدّل المتداولون اليوميون نهجهم في السوق العرضي، مُركزين على تقلبات الأسعار اليومية وفرص التداول ضمن هذا النطاق. يستخدمون المؤشرات الفنية ونماذج الرسم البياني لتحديد الاتجاهات أو الانعكاسات قصيرة الأجل، مُنفذين صفقاتهم بدقة وانضباط.

يجب على المتداولين في السوق المتراوح ضمان التأقلم الفعّال لاستراتيجياتهم، وذلك لاستغلال تقلبات الأسعار قصيرة الأجل ضمن هذا النطاق. حيث يمكنهم من خلال هذا التأقلم، الاستفادة من فرص التداول حتى في غياب اتجاه واضح.


نهاية، يتطلب تطوير أسلوبك في التداول فهم منهجك وتفضيلاتك وخبرتك في تداول عقود الفروقات. وضع في اعتبارك قبل اختيار أسلوب التداول بعض العوامل مثل قدرتك على تحمل المخاطرة، والالتزام بالوقت، ومعرفتك بالسوق، وسمات شخصيتك. عدّل أسلوبك ليناسب الأسواق الاتجاهية أو العرضية. وتذكر أنه ومن خلال صقل مهاراتك والالتزام بالانضباط، يمكنك الانطلاق في رحلة النجاح في التداول.

Copied