إدارة مستويات التراجع في استراتيجية التداول في الإمارات
تعرف على كيفية حساب مستويات التراجع وبناء رحلة تداول متناسقة.
يشير مستوى التراجع إلى أكبر خسارة في القيمة قد يتعرض لها الاستثمار أو الحساب خلال فترة زمنية محددة
تشمل الأنواع المختلفة من التراجع، التراجع المطلق والتراجع الأقصى والتراجع النسبي
قدرة المتداول على حساب التراجعات تساعده في التخطيط للإدارة الفعّالة لمخاطر محفظته الاستثمارية وتسهل استخدام التدابير المحددة للتحكم بالمخاطر.
إن حساب التراجع هو الوصفة الخاصة التي يمكن من خلالها للمتداول تحقيق تداول مستقر، ويخلق فرصة أفضل للربحية على المدى الطويل.
مقدمة حول التراجعات
مستوى التراجع هو أكبر انخفاض محتمل في قيمة الاستثمار أو الحساب خلال فترة زمنية محددة. ويمكن أن يشير أيضًا إلى انخفاض في القيمة الإجمالية لمحفظة التداول أو حساب التداول. هذا الانخفاض في رأس مال التداول يحمل مخاطر للمتداولين، مما قد يؤدي إلى توقفات في التداول. غالبًا ما يتطلب النجاح في التداول عبر الإنترنت إدراك مخاطر التراجع وإدارتها في ذات الوقت الذي يسعى به المتداول إلى تحقيق العوائد المحتملة.
إدارة الخسائر في كل صفقة أو خلال فترة تداول أمرٌ بالغ الأهمية لتحقيق النمو ووضع خطة تداول ناجحة. تُسبب تقلبات الأسواق تقلبات في رأس المال، لكنها تُتيح أيضًا فرصًا للربح - وتحقق الربحية في التداول عندما تتجاوز الأرباح الخسائر، مما يؤدي إلى نمو الحساب.
يساعد فهم التراجع السعري المتداولين على تقييم مرونة السوق خلال فترات الركود. ومع أن تقلبات رأس المال أمر طبيعي، إلا أنه يتعين على المتداولين توقع التحولات من الارتفاعات إلى الانخفاضات والتعامل معها بفعالية. يمكن توقع هذه الانخفاضات والتأكد من جاهزية استراتيجيتك للتعامل معها من خلال فهم التراجعات السعرية بشكل مفصّل.
بعض أنواع التراجعات
التراجع هو انخفاض قيمة رأس المال من قمة إلى قاع. تعتمد قيم القمة والقاع المستخدمة على نوع التراجع الذي يُحلله المتداول، مثل التراجع المطلق، أو التراجع الأقصى، أو التراجع النسبي.
التراجع المطلق: يُستخدم عادةً لحساب مستويات وقف الخسارة أو تعديل حجم المركز، وتشير قيم التراجع المطلق إلى أقصى مبلغ من رأس المال يُمكن خسارته في أسوأ السيناريوهات. يُعرَض هذا التراجع كمبلغ نقدي، ويُحسَب بطرح أدنى نقطة لرأس المال (القاع) من أعلى نقطة (القمة) خلال فترة زمنية محددة. كما يُساعد رصد هذا التراجع بمرور الوقت في تقييم الأداء العام واستقرار استراتيجيتك للتداول، مما يُساعد في تحسين قراراتك المستقبلية.
التراجع الأقصى: بخلاف التراجع المطلق الذي يُعرَض كقيمة نقدية، يُقاس التراجع الأقصى بنسبة الخسارة مقارنةً برأس المال الأقصى. تُحسَب هذه النسبة بقسمة التراجع المطلق على رأس المال الأقصى خلال فترة زمنية محددة. كما يُمكن استخدامها لتحديد معايير إدارة المخاطر وتخصيص رأس المال بناءً عليها للحد من الخسائر الإجمالية من خلال الاستعداد المُسبق لفترات التراجع.
التراجع النسبي: يُشبه التراجع النسبي قياس مقدار انكماش محفظتك خلال أسوأ جولة تداول. إنه النسبة المئوية لانخفاض أموالك من أعلى نقطة إلى أدنى نقطة، مقارنةً بذروة امتلاء محفظتك. على سبيل المثال، إذا كانت قيمة محفظتك 100 دولار عند امتلاءها وانخفضت إلى 80 دولارًا، فسيكون التراجع النسبي 20%، مما يُظهر مقدار خسارتك مقارنةً بأقصى قيمة لمحفظتك. في التداول، تُحسب هذه النسبة المئوية بقسمة الفرق بين رأس المال عند أدنى نقطة ورأس المال عند أقصى نقطة على رأس المال عند الذروة.
كيفية حساب التراجع
يُعدّ التراجع المطلق عاملاً هامًا عند تحديد معايير المخاطرة قبل فتح أي صفقة. تتطلب الخسائر الكبيرة في البداية جهدًا أكبر، مثل تحقيق أرباح كبيرة أو معدل ربح أعلى، للوصول إلى نقطة التعادل. خسارة 1000 دولار أمريكي من إيداع أولي قدره 10,000 دولار أمريكي تُمثّل تراجعاً مطلقًا بنسبة 10%، بينما خسارة 5,000 دولار أمريكي من إيداع أولي قدره 10,000 دولار أمريكي تُمثّل تراجعاً مطلقًا بنسبة 50%. يتطلب استرداد 5,000 دولار أمريكي معدل ربح ونسبة مخاطرة إلى عائد أعلى مقارنةً باسترداد خسارة 1,000 دولار أمريكي.
لو فرضنا أن الإيداع الأولي البالغ 10,000 دولار أمريكي قد ارتفع إلى 13,000 دولار أمريكي، ثم تكبد خسائر بلغت 8,000 دولار أمريكي، فإن التراجع الأقصى سيكون 13,000 دولار أمريكي - 8,000 دولار أمريكي = 5,000 دولار أمريكي. قد يُبالغ رقم الخسارة في تقدير الوضع، مما يؤدي إلى بذل جهود أكبر لاسترداد مبلغ أكبر قدره 5,000 دولار أمريكي بدلاً من استرداد المبلغ الإجمالي البالغ 10,000 دولار أمريكي (رأس المال الأولي) - 8,000 دولار أمريكي = 2,000 دولار أمريكي.
يمكن تطبيق التراجع النسبي لتقييم مدى شدة الخسارة، ولكن يمكن الاستعاضة عنه بالتراجع المطلق لتجنب الضغوط غير الضرورية. عندما يُنظر إلى الخسارة على أنها أكبر من حجمها الحقيقي، فقد يعطي ذلك شعوراً بالإحباط أثناء التداول.
تدابير التحكم بالمخاطر بناء على مستويات التراجع المحددة.
يُسهّل تحديد أرقام التراجع تحديد التدابير المُحددة التي سيتم استخدمها للتحكم بالمخاطر. في حال حدوث تراجع كبير، يجب تقييم توزيع المخاطر على كل مركز.
بناءً على عدد الصفقات المُنفذة خلال فترة تداول مُحددة، يجب تعديل سقوف التراجع وفقًا لهذا العدد. على سبيل المثال، إذا فتح مُتداول مركزين يوميًا بحد أقصى للتراجع يبلغ 2% يوميًا، فيجب تحديد حد أقصى للمخاطرة لكل مركز بنسبة 1%.
لنلقي نظرة على مثال للحالة التالية:
- سقف التراجع اليومي المسموح به هو 2%
- توزيع المخاطر لكل مركز:
- بما أن المتداول لديه سقف للتراجع اليومي قدره 2%، وقد اتخذ مركزين، فيجب حساب المخاطر لكل مركز.
- المخاطر لكل مركز = سقف التراجع اليومي / عدد المراكز.
- المخاطر لكل مركز = 2% / 2 = 1%
- التطبيق:
- إذا كان إجمالي رأس مال التداول الخاص بالمتداول لهذا اليوم هو 10,000 دولار، فإن المخاطر لكل مركز ستكون 1% من هذا المبلغ، أي 100 دولار.
- هذا يعني أنه بالنسبة لكل من المركزين اللذين تم اتخاذهما، فإن أقصى خسارة مقبولة ستكون 100 دولار.
المخاطرة الأقل تتطلب جهدًا أقل لتعويض الخسائر المحتملة دون التعرض لمخاطر غير ضرورية. فترة حساب مستويات التراجع مرنة حسب أسلوب تداول المتداول. يمكن لمتداولي التأرجح تحديد مستويات تراجعهم على شكل فترات أسبوعية. وينطبق الأمر نفسه على المستثمرين الذين يمكنهم استخدام حسابات التراجع الشهرية.
إذا كان لدى المتداول محفظة تحتوي على أصول متعددة، فإن تعيين مبلغ التراجع لأصل محدد يمكن أن يعطي فكرة عن ملف المخاطر لأدوات التداول المختلفة ويساعد في إعادة توزيع التعرض للمخاطر في المراكز وفقًا لذلك.
حساب التراجعات يساعد في تحقيق استقرار التداول
إن مراقبة مدى انخفاض قيمة استثماراتك تساعدك على اتخاذ قرارات تداول أكثر ذكاءً. يزيد الالتزام بهذا من فرصك في الربح مع مرور الوقت.
لكن مع ذلك، وحتى لو كانت استراتيجيتك تحقق عوائد جيدة ونسبة نجاح عالية، لا يمكنك التنبؤ بترتيب الأرباح والخسائر بدقة. أحيانًا، قد تواجه سلسلة من الخسائر قبل تحقيق أرباح، مما قد يضر بأموالك. ولكن إذا كانت الخسائر صغيرة، فسيكون لديك ما يكفي من المال لتحقيق ربح في النهاية.
القدرة على التعامل مع هذه الخسائر تضمن تداولًا مستقرًا لمن لديه هدف واضح. تقدير مدى التراجع المحتمل في استثمارك باتباع استراتيجية محددة يساعدك على فهم علاقة أموالك بالوقت اللازم لتحقيق الربح. وجود خطة تداول واضحة سيساعدك على التحكم بعاطفتك واتخاذ قرارات مدروسة خلال فترات الركود، ولكن من المفيد دائمًا اختبار استراتيجيات جديدة على حساب تجريبي قبل استثمار أي رأس مال عبر الإنترنت.