الذهب يتجاوز 4,400 دولار لأول مرة مع تصاعد رهانات خفض الفائدة وتوترات فنزويلا التي تغذي الطلب على الملاذات الآمنة
قفز الذهب إلى مستوى قياسي جديد مع تزايد رهانات المتداولين على خفض أسعار الفائدة الأميركية، وتنامي المخاطر الجيوسياسية التي عززت تدفقات الملاذ الآمن، في امتداد لمسار سنوي يبدو أنه يتجه ليكون الأقوى منذ عقود في سوق المعادن الثمينة.
الذهب يرتفع بأكثر من 1.5٪ إلى مستوى قياسي جديد فوق القمة السابقة عند 4,381 دولارًا للأونصة المسجلة في أكتوبر
الأسواق تميل لتسعير خفضين للفائدة من الاحتياطي الفيدرالي في 2026، وهو عامل داعم للمعادن عديمة العائد السلبي
التوترات مع فنزويلا والهجوم على ناقلة من "الأسطول الظلّي" الروسي يعززان الطلب على الملاذات الآمنة
الفضة والبلاتين والبلاديوم تلتحق بموجة الصعود مع تشدد مراكز المتداولين وعوامل العرض
الذهب ينطلق مجددًا مع عودة سردية الفيدرالي إلى مقعد القيادة
صعد الذهب إلى مستوى تاريخي جديد، مرتفعًا بأكثر من 1.5٪ ومخترقًا القمة السابقة قرب 4,381 دولارًا للأونصة المسجلة في أكتوبر.

المصدر: Bloomberg
الموجة الأخيرة من الصعود يقودها تجدد القناعة بأن أسعار الفائدة الأميركية ستعود إلى الهبوط، وهو سيناريو يصبّ عادةً في صالح الذهب بوصفه أصلًا لا يدرّ عائدًا. المتعاملون باتوا يسعّرون بشكل متزايد احتمال تنفيذ خفضين للفائدة من الاحتياطي الفيدرالي في 2026، مدعومين ببيانات أميركية أضعف في الآونة الأخيرة، وضغوط سياسية أعلى لصالح تيسير السياسة النقدية.
في الخلفية، تراجع التضخم إلى 2.7٪ في نوفمبر، بينما ارتفع معدل البطالة إلى 4.6٪، ما يعمّق سردية "التضخم تحت السيطرة، وسوق العمل أكثر هشاشة".

المصدر: TradingEconomics
الجيوسياسة تضيف رياحًا خلفية ثانية للرالي
الطلب على الملاذات الآمنة تلقى دعمًا إضافيًّا من تصاعد التوترات الجيوسياسية. الولايات المتحدة كثّفت ضغوطها على فنزويلا عبر تشديد الحصار على صادرات النفط، في حين نفّذت أوكرانيا أول هجوم لها على ناقلة نفط مرتبطة بـ "أسطول الظل" الروسي في البحر المتوسّط.
هذا المزيج من المخاطر عزز جاذبية الذهب والفضة في آن واحد، مع بحث المستثمرين عن أدوات تحوّط في مواجهة مخاطر تعطّل الإمدادات، وضبابية السياسات، واحتمالات اتساع نطاق الصراع.
عودة "تجارة تدهور العملات" إلى الواجهة – وتدفقات الصناديق تؤكدها
بعيدًا عن أسعار الفائدة والعناوين السياسية، لعب سلوك المستثمرين دورًا محوريًّا في الصعود الأخير. الطلب يتغذّى على ما يُعرف بتجارة "تدهور العملات الورقية"؛ أي التحوّل بعيدًا عن السندات الحكومية والعملات المرتبطة بها، مدفوعًا بمخاوف من أن تراكم الديون يلتهم القيمة الحقيقية للأصول النقدية بمرور الوقت.
صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب سجّلت تدفقات داخلة لخمسة أسابيع متتالية، وتشير بيانات القطاع إلى أن حيازات الصناديق ارتفعت في كل أشهر العام باستثناء شهر واحد فقط، في إشارة إلى أن الطلب لا يقتصر على متداولين قصيري الأجل، بل يمتد إلى قاعدة أوسع من المستثمرين.
الفضة والبلاتين والبلاديوم تلتحق بالصعود مع تشدّد المراكز
موجة الصعود لم تقتصر على الذهب. الفضة قفزت بما يصل إلى 3.4٪ مقتربة من 70 دولارًا للأونصة، بينما قفز البلاديوم بنحو 5٪، وواصل البلاتين مكاسبه للجلسة الثامنة على التوالي، متجاوزًا مستوى 2,000 دولار للمرة الأولى منذ 2008.

المصدر: Bloomberg
ارتفاع الفضة مدعوم بتدفقات مضاربية وباختلالات مستمرة في جانب المعروض عبر مراكز التداول الكبرى، بعد موجة "شورت سكويز" سابقة. أحجام التداول في شنغهاي أظهرت قفزات تذكّر ببعض فترات التوتر السابقة.
تحركات البلاتين ارتبطت أيضًا بتشدد الأوضاع في لندن، مع قيام بعض المشاركين بنقل المعدن إلى الولايات المتحدة للتحوّط من مخاطر الرسوم الجمركية، في حين بقيت التدفقات إلى الصين متماسكة مع اتساع نشاط العقود هناك.
إشارة تحذير تحت السطح: سلوك "شبه-مكافئ" للفضة
رغم قوة الزخم، ثمة ملاحظة بأن حركة الفضة تحمل سمات موجة اندفاعية مدفوعة بالتمركزات أكثر من كونها إعادة تسعير هادئة تستند إلى الأساسيات؛ نمط يشبه أحيانًا ديناميكيات "الشورت سكويز" أكثر من كونه مسارًا مستدامًا.
تاريخيًّا، الفترات التي تحقق فيها الفضة مكاسب سنوية استثنائية كثيرًا ما تتبعها عوائد أكثر تواضعًا في السنوات اللاحقة، في تذكير بأن الزخم المفرط يرفع سقف التوقّعات لما يجب أن يحدث لاحقًا.
مع ذلك، وعلى مستوى العرض والطلب، تبقى الفضة مرشحة لكتابة فصل جديد في قصة السيناريو الصعودي، مع اتساع الحديث عن استخدامها في التحوّل الطاقي والتقنيات الصناعية.

المصدر: TradingView
مستويات الأسعار الأخيرة
سعر الذهب الفوري ارتفع بنحو 1.5٪ ليتداول قرب 4,414 دولارات في جلسة آسيا. الفضة صعدت إلى حوالى 68.95 دولارًا، بينما أضاف البلاتين والبلاديوم نحو 4٪ لكل منهما.
تراجع طفيف في الدولار الأميركي منح المعادن مزيدًا من الهامش للتقدّم، مع انخفاض طفيف في مؤشر بلومبرغ للدولار خلال اليوم.