لا خفض للفائدة في الوقت الحالي، المركزي الأوروبي يتمسك بالتحفّظ
أكد البنك المركزي الأوروبي في اجتماعه بتاريخ 27 نوفمبر 2025 تمسكه بعدم التسرع في إجراء خفض جديد لأسعار الفائدة، رغم ظهور بعض مؤشرات التباطؤ الاقتصادي. ويبدو أن دورة التيسير النقدي قد دخلت مرحلة التوقف المؤقت، حيث انخفضت توقعات المستثمرين لخفض إضافي للفائدة بشكل حاد، مع تسعير احتمالية لا تتجاوز 20% لخفض الفائدة خلال عام 2026.
لا يزال مجلس الإدارة منقسماً حول سرعة خفض أسعار الفائدة.
صُنّاع القرار يريدون التأكد من أن التضخم يسير بثبات نحو هدف 2% قبل الالتزام الكامل بالتيسير.
زوج اليورو/الدولار ما زال يتحرك في نطاق تماسك حذر.
محضر المركزي الأوروبي: خفض الفائدة قادم… لكن التوقيت غير واضح
على الرغم من أن التضخم تراجع عن ذروته، ولا تزال معدلات النمو في منطقة اليورو هشة، إلا أن صناع القرار ليسوا متفقين بعد على توقيت بدء خفض الفائدة فعلياً.
بالنسبة للأسواق التي كانت تترقب إشارة واضحة نحو خفض قريب، جاءت الرسالة أكثر حذراً: خفض الفائدة لا يزال مطروحاً على الطاولة، لكن التوقيت شديد الغموض.
خلف الأبواب المغلقة، لم يعد الجدل يدور حول ما إذا كان سيتم خفض الفائدة، بل حول السرعة التي يمكن أن يتحرك بها المركزي الأوروبي دون إعادة إشعال ضغوط التضخم من جديد.
انقسام داخل أروقة المركزي الأوروبي
فريق من صُنّاع القرار لا يزال قلقاً من أن ضغوط التضخم الأساسية لم تختفِ بالكامل، حيث لا يزال تضخم قطاع الخدمات مرتفعاً، ويظل نمو الأجور قوياً في بعض دول المنطقة، كما أن أسعار الطاقة تبقى عرضة للصدمات الجيوسياسية القادمة من روسيا. هذا المعسكر يرى أن خفض الفائدة في وقت مبكر قد يُبدّد كثيراً من الجهود التي بُذلت خلال العامين الماضيين للسيطرة على التضخم.
في المقابل، هناك فريق آخر يخشى الكلفة الاقتصادية للإبقاء على السياسة النقدية مشددة لفترة طويلة. ضعف بيانات التصنيع وتباطؤ الطلب الاستهلاكي يدفع هؤلاء للاعتقاد بأن المركزي الأوروبي قد يبالغ في التشديد إذا انتظر طويلاً.
وقد أوضحت المحاضر أن صُنّاع القرار بحاجة إلى مزيد من الأدلة التي تؤكد أن التضخم يسير بوضوح نحو مستوى 2% قبل الالتزام الكامل بالتيسير. وحتى ذلك الحين، ستظل كل قراءة تضخم وكل تقرير أجور ذات تأثير كبير على توقعات الأسواق.
النظرة الفنية
من الناحية الفنية، لا يزال زوج اليورو/الدولار يتحرك داخل نطاق تماسك حذر، مع موازنة الأسواق بين تأجيل خفض الفائدة من جهة وتباطؤ النمو من جهة أخرى.
الزوج لا يزال تحت ضغوط بيعيه، حيث شكّل مستوى 1.18331 منطقة مقاومة رئيسية خلال الأسابيع الماضية، ومع بقاء التداول دون هذا المستوى تبقى البنية قصيرة الأجل سلبية. في المقابل، يُعد مستوى الدعم الأول المهم هو 1.1398 يليه المستوى النفسي 1.10582. كسر واضح أسفل 1.10582 قد يفتح الطريق نحو منطقة 1.0600 – 1.0400 حيث يُرجّح عودة البائعين بقوة. في الوقت الحالي، يبقى الزوج في حالة تذبذب عرضي، على أن تتحدد الوجهة القادمة مع صدور بيانات التضخم الرئيسية المقبلة أو مع إشارة أوضح من المركزي الأوروبي بشأن توقيت خفض الفائدة.

المصدر: Trading View