أسهم إنفيديا تقفز مع تصاعد الآمال بإتاحة شرائح بلاكويل للسوق الصينية
واصل سهم إنفيديا صعوده القياسي بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي أشار فيها إلى نيته مناقشة معالجات الذكاء الاصطناعي الجديدة بلاكويل مع الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال قمتهما المرتقبة. ودفعت الإشارات بإمكانية تخفيف القيود على صادرات الشرائح إلى الصين المستثمرين إلى التسعير لاحتمال عودة الشركة إلى أكبر سوق لأشباه الموصلات في العالم. ورغم عدم وجود اتفاق رسمي بعد، فإن اختراقًا ولو محدودًا قد يعيد تشكيل خريطة سلاسل الإمداد العالمية للذكاء الاصطناعي.
 
                    - ارتفاع سهم إنفيديا بأكثر من 8% بعد تصريحات ترامب حول الصين. 
- احتمالات بحث تخفيف القيود على تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي. 
- الولايات المتحدة حظرت بيع الشرائح الأعلى أداءً للصين منذ 2022. 
- التفاؤل يعكس آمالًا بتجدد التعاون التقني بين أكبر اقتصادين عالميًّا. 
شريحة بلاكويل الورقة الأهم في سباق الذكاء الاصطناعي
الدفعة الأخيرة في صعود سهم إنفيديا جاءت بعد تعليقات لترامب قبل اجتماعه المتوقع مع شي في سيول هذا الأسبوع، حين وصف شريحة بلاكويل بأنها “خارقة للغاية”، وأشار إلى عرض قدمه المدير التنفيذي للشركة داخل البيت الأبيض. هذه الإشارات، التي تعكس رغبة واشنطن في إعادة فتح قنوات الحوار التقني مع بكين، أثارت موجة تفاؤل عالمي، فقفز سهم إنفيديا 8.5% في تداولات آسيا، مواصلًا سلسلة مكاسب عززتها نتائج فصلية قوية وشراكات جديدة في بنية الذكاء الاصطناعي حول العالم. وفي أعين المستثمرين، يبقى السؤال المحوري: هل تستعيد إنفيديا حق الوصول إلى أكبر سوق للمعالجات المتقدمة في العالم؟

الذكاء الاصطناعي داخل حسابات التنافس الجيوسياسي
منذ عام 2022، منعت القيود الأميركية على التصدير إنفيديا من بيع أقوى معالجاتها إلى الصين بسبب مخاوف من استخدامها في التطبيقات العسكرية وتقنيات المراقبة. وردًّا على ذلك، طوّرت الشركة إصدارات منخفضة المواصفات مثل H20 لتتوافق مع القواعد الأميركية، لكن حتى تلك التعديلات واجهت إجراءات تضييق إضافية هذا العام، ما أجبر الشركة على شطب مليارات الدولارات من الإيرادات المحتملة. ترامب لمح سابقًا إلى أن نسخة “مخفضة الفعالية” من بلاكويل قد تحصل على موافقة للتصدير، وهو ما يراه المستثمرون بادرة انفتاح محتملة، خصوصًا إذا أرادت واشنطن تهدئة الحرب التجارية الأوسع مع بكين. نجاح هذه الخطوة سيغير معادلات القوة داخل سوق الرقائق العالمي، حيث تتداخل التكنولوجيا مع الأمن القومي بشكل غير مسبوق.
صفقة محتملة أوسع من مجرد رقاقة
ما يقف خلف التقلبات السوقية هو حسابات إستراتيجية عميقة. فالسماح للصين بشراء شرائح إنفيديا المتقدمة – حتى بشكل محدود – قد يخفف من حدة التوتر، ويضمن استمرار هيمنة الولايات المتحدة على بنية الذكاء الاصطناعي العالمية، ويساهم في تقليل الاختناقات في مراكز البيانات التي تعيق توسع التكنولوجيا. لكن هذه الخطوة تطرح أيضًا تساؤلات حول جدية واشنطن في حماية سيادتها التقنية ومنع بكين من اللحاق بها في سباق الذكاء الاصطناعي. وفي المقابل، تُصر بكين على هدف الاكتفاء الذاتي في الشرائح، وهو ما جرى تأكيده مؤخرًا في اجتماعات اللجنة المركزية التي شددت على “المرونة الوطنية” في إنتاج الرقاقات والذكاء الاصطناعي. لذلك، بات الطرفان يدركان أن انفصالًا كاملاً في التكنولوجيا المتقدمة غير عملي وغير مرغوب.
مستقبل إنفيديا… وسياسة الذكاء الاصطناعي العالمية
تعافي إنفيديا يسلّط الضوء على موقعها المحوري في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي عالميًا. فهي لاعب مركزي تعتمد عليه شركات مثل OpenAI وMeta، ما يجعلها عنصرًا استراتيجيًا يتجاوز حدود السوق إلى ملفات الأمن القومي. وحتى في حال عدم إحراز تقدم كبير في القمة المقبلة، فإن وضع بلاكويل على طاولة الحوار الأميركي–الصيني يكشف أن حدود الذكاء الاصطناعي لم تعد تُرسم في المختبرات فقط، بل في غرف الدبلوماسية أيضًا. بالنسبة للمستثمرين، قد تكون قمة ترامب–شي بداية تحول بطيء ولكن ملموس في إعادة تشكيل الروابط التكنولوجية العالمية – تحول تُكتب تفاصيله في السيليكون كما تُكتب في السياسة.
 
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                     
                                    