ما وضع الدولار الأمريكي بعد بيانات الوظائف الأمريكية؟

تباطؤ نمو معدلات الأجور يضغط على الدولار الأمريكي

بواسطة Stuart Cole | @Stuart Cole | 6 أكتوبر 2023

NFP6Oct

تسبب تقرير الوظائف الأمريكية الصادر اليوم في تقلبات ملحوظة، حيث نجح الاقتصاد الأمريكي في إضافة 336 ألف وظيفة، ليأتي أقل من التوقعات التي أشارت إلى 170 ألف. أي أن أرقام الوظائف الصادرة اليوم جاءت ضعف ما تتوقعه الأسواق تقريبًا فيما تم مراجعة القراءة السابقة على نحوٍ مرتفع إلى 119 ألف.

ساهمت القراءات الأخيرة لبيانات الوظائف في زيادة توقعات أن يستمر الفيدرالي الأمريكي في سياسة التشديد النقدي ورفع الفائدة الفترة المقبلة. بل ازدادت توقعات أن يقوم الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة مرة أخرى قبل نهاية العام الحالي. والأسواق الآن تترقب رفع جديد للفائدة في اجتماع نوفمبر.

ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 14 نقطة أساس تقريبًا عند نقطة واحدة قبل أن يتراجع قليلاً ليتداول حول منطقة 4.82 وقت كتابة هذا التقرير. لكن الأمر لا يسير في اتجاه واحد، حيث يشير الارتفاع الطفيف في معدل البطالة وأرقام الأرباح الضعيفة قليلاً إلى بعض العلامات على تباطؤ نمو قطاع سوق العمل.

فأظهرت البيانات تباطؤ نمو الأجور وهو مؤشر مبكر على احتمالات تباطؤ نمو التضخم الفترة المقبلة. الأمر الذي قد يرفع الضغط على الفيدرالي الأمريكي تجاه الاستمرار في وتيرة التشديد النقدي.

ومع ذلك، بالنظر إلى البيانات عن كثب نجد أن معدل ارتفاع الوظائف ارتفع بشكل أساسي من قطاع الخدمات الذي ارتفع بواقع 234 ألف وظيفة، وهي أكبر من معدل ارتفاعها خلال الربع السابق البالغ 107 ألف. الأمر الذي يدعم احتمالات أن ارتفاع معدلات التوظيف قد تكون مجرد عوامل مؤقتة، وأن تلك البيانات ليست دليل كافِ على نمو القطاع بأكمله.

ويجب الوضع بعين الاعتبار، حجم القوى العاملة في الولايات المتحدة الأمريكية قد زاد بما يقل عن 300 ألف شخص خلال العام الماضي، وهو ما يرجع في الأساس إلى النمو السكاني الأسرع. وبالتالي من المتوقع أن يستمر معدل البطالة في الارتفاع الفترة المقبلة، الأمر الذي قد يضغط على نمو الأجور في نهاية المطاف.

لطالما كانت مشكلة التضخم أحد أهم المشكلات التي دفعت الفيدرالي الأمريكي في تسريع وتيرة التشديد النقدي ورفع الفائدة بقوة على الرغم من التداعيات السلبية الناجمة عن هذا الأمر. وحتى الآن يراقب الفيدرالي الأمريكي معدلات التضخم عن كثب، وبالتالي أي علامات على احتمالات تباطؤ نمو التضخم الفترة المقبلة، قد يدفع الفيدرالي الأمريكي إلى وقف وتيرة التشديد النقدي حتى لو أداء بيانات الوظائف مستمر في التحسن.

ومع ذلك، تكمن المشكلة أن الفيدرالي الأمريكي يعتبر في منتصف إعادة ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي. وإذا اعتقدت الأسواق أن استمرار تحسن قطاع سوق العمل يدعم المزيد من رفع الفائدة، فقد يشكل هذا ضغوطًأ على الاحتياطي الفيدرالي الفترة المقبلة.

ولكن في الوافع، نجد أن الأسواق الأمريكية تعاني بالفعل من وتيرة التشديد النقدي القوية. فاستمرار الفائدة عند مستويات مرتفعة قد يدفع إلى زيادة تكاليف الاقتراض بالنسبة للشركات الأمريكية، مما سيؤثر على الانفاق وعلى الاستثمارات بوجه عام.

وفي النهاية، هناك العديد من الآراء التي ترى أن تباطؤ نمو الأجور من 4.3% إلى 4.2% ليس كافيًأ لإقناع الفيدرالي الأمريكي بتعويض الزيادة في أعداد الوظائف. وقد يفضل البنك رؤية المزيد من البيانات الاقتصادية لتحديد توجهاته الفترة المقبلة.