بيتكوين يترقب دفعة سيولة مع اقتراب انتهاء الإغلاق الحكومي وتصاعد الحديث عن "عائد التعرفة"

آلية الإغلاق: لماذا السيولة هي كلمة السر

صوّت مجلس الشيوخ بنسبة 60 إلى 40 لصالح تحريك ملف إنهاء الإغلاق الحكومي، في خطوة تفتح الباب أمام إعادة فتح الحكومة خلال أيام. أسواق التنبؤ ترى احتمالات مرتفعة جدًا لإتمام الاتفاق قريبًا.
وقبل حتى صدور القرار رسميًا، تبدأ الأسواق عادة بتسعير أثر السيولة مسبقًا: رواتب العاملين الفدراليين تُستأنف، العقود المؤجلة تُفعّل، التحويلات الحكومية تُستكمل، و"الضباب الإحصائي" الناتج عن توقف البيانات الرسمية يبدأ بالانقشاع. هذه التحركات تساهم في تخفيف الأوضاع المالية تدريجيًا — وهي بيئة مثالية لأصول عالية الحساسية للسيولة مثل بيتكوين.

التاريخ لا يُكرر نفسه... لكنه يتراكم

في الحالتين السابقتين – فبراير 2018 ويناير 2019 – صعد بيتكوين بنحو 96% و157% في الأسابيع التي تلت إعادة فتح الحكومة. ورغم أن العلاقة السببية ليست مباشرة تمامًا، إلا أن النمط واضح: عودة الإنفاق الفدرالي عادة ما تواكب انتقال السوق من "نقص السيولة" إلى "وفرتها".
السيناريو الحالي يبدو مشابهاً: إعادة الفتح مصحوبة بخطاب مالي توسعي جديد، ما يزيد احتمالية دفعة "ما بعد الإغلاق"، حتى لو تأخر انعكاسها على السعر.

ماذا يعني "عائد التعرفة" للاقتصاد والسوق؟

المقترح الذي أطلق عليه البيت الأبيض اسم “عائد التعرفة” يقوم على توزيع 2000 دولار على كل مواطن أمريكي — سواء كتحويل نقدي مباشر أو كإعفاء ضريبي مستهدف. في الحالتين، النتيجة واحدة: ضخ سيولة جديدة في الاقتصاد ورفع الإنفاق الاستهلاكي.
ومع تراجع مخاوف التضخم مقارنة بأسوأ سيناريوهات الرسوم الجمركية، يميل المستثمرون لإعادة توازن محافظهم نحو الأصول عالية المخاطرة. وبيتكوين — باعتبارها المؤشر الأوضح على "بيتا السيولة" — غالبًا ما تكون المستفيد الأول.

تموضع السوق والمستويات الفنية

حتى مع تصاعد العناوين، ما زال بيتكوين يتحرك في نطاق ضيق قرب 104 آلاف دولار، رغم زيادة المعروض من حاملي المدى القصير في البورصات. اختراق واضح فوق قمم الشائعات الأخيرة بعد الإغلاق قد يفتح الطريق نحو مستويات 114 إلى 117 ألف دولار، ثم منطقة 119–120 ألف دولار. أما الفشل في ذلك فيُبقي التركيز على دعم 109.5 ألف دولار، مع الحاجز النفسي الكبير عند 100 ألف دولار.
في الأجل القصير، يُتوقع أن يبقى السعر متقلبًا إلى حين تصويت مجلس النواب وتوقيع الاتفاق رسميًا.

المخاطر: عندما تنقلب السيولة على السوق

هناك عاملان يمكن أن يحوّلا هذا السيناريو الصاعد إلى "فخ ثيران":
- مخاطر التنفيذ: أي تأجيل أو تقليص في الحوافز — مثل استبدال التحويلات النقدية بإعفاءات محدودة — قد يُضعف أثر الدعم المالي.
- إرهاق الدورة المالية: نموذج الدورة المالية الممتدة على 65 شهرًا يشير إلى بلوغ الذروة بين الربع الأول والثاني من 2026، مع احتمال تصحيح بنسبة 15–20% إذا سبقت التقييمات تدفق السيولة الفعلية.

خروج واشنطن من الإغلاق الحكومي واقتراب تطبيق "عائد التعرفة" يضعان بيتكوين أمام واحدة من أكثر لحظاته حساسية هذا العام. السيولة في طريقها للعودة، لكن السوق متخمة جزئيًا، ما يجعل المرحلة المقبلة مزيجًا من الأمل والحذر. فبين محفزات مالية قوية ومخاطر دورة ناضجة، قد تكون وجهة بيتكوين التالية اختبارًا فعليًا لمدى عمق هذا السوق في امتصاص السيولة القادمة.