مشكلة في نظام CME أدت إلى توقف مؤقت لبعض الأسواق، مما أثر على المؤشرات الأمريكية والمعادن مع وصول محدود واتّساع فروقات XAUUSD. سنوافيكم بالتحديث عند استئناف الخدمة.

ليس سايلور ولا صناديق الاستثمار المتداولة: المحفّز النظامي وراء الانهيار الخاطف للبيتكوين

في 10 أكتوبر، تم محو 20 مليار دولار خلال دقائق، انهارت العملات البديلة وهبط البيتكوين بشكل حاد. أصدرت MSCI وهي واحدة من أكبر مزودي المؤشرات العالمية تحديثًا رسميًا بتمديد المشاورات العامة حول كيفية تصنيف شركات الخزانة الرقمية (Digital Asset Treasury). الاقتراح المطروح يستبعد من مؤشرات MSCI Equity أي شركة تشكل حيازاتها من العملات الرقمية نسبة كبيرة من إجمالي أصولها.

بواسطة يزيد أبو سماقة | @Yazeed Abu Summaqa | 25 نوفمبر 2025

Jan 29 Crypto_Bitcoin_2-20250129-143042
  • المراكز أُغلقت قسريًا عن طريق الخوارزميات وليس عبر التداول البشري.

  • منصات العملات الرقمية لا تمتلك أنظمة حماية لإبطاء سلاسل التصفية المتتابع.

  • التدفقات المؤسسية قد تجف أو تنعكس، مما يعيد شبح بداية سوق هابط.

الانهيار لم يكن مجرد خلل تقني

وفقاً للتقارير، حدثت عملية فك ارتباط (de-pegging) لعملة مستقرة (USDe) على إحدى المنصات الكبرى باينانس، حيث انخفض سعرها إلى 0.65 دولار بينما بقي عند 1 دولار على منصات أخرى.
استخدمت المنصة الأسعار الداخلية لتقييم الضمانات، ما جعل هذا الانهيار المفاجئ يضرب قيمة الضمان للمستخدمين، وبدأت موجة من تخفيض المراكز.
تم إغلاق المراكز تلقائيًا عبر الخوارزميات، وليس بسبب تدخل بشري.
تسلسل التصفية التلقائي تضخم بشكل كبير، وتسبّب في عمليات تصفية مُموّلة هي الأكبر على الإطلاق، مساهمًا في أكبر انكماش سيولة مسجل على المنصات.

USDe

المصدر: Trading View

الرابط بين MSCI والانهيار

يرى العديد من المتابعين أن توقيت الانهيار مرتبط مباشرة بإعلان MSCI، إذ جاء الإشعار والانهيار في فاصل زمني متقارب جدًا.
تصنيف شركات الخزانة كصناديق يعني أن مديري المؤشرات السلبيين قد يُجبرون على البيع، ما قد يسبب ضغوطًا مستقبلية إضافية.
وبحسب بعض الحامليـن الكبار، فقد كانوا على علم بتداعيات مراجعة MSCI واتخذوا مواقع استباقية قبل الإعلان.

أشار توم لي (BitMine) إلى أن جزءًا من الانهيار نتج عن التصفية التلقائية بسبب خلل تقني، مما يشير إلى دور كبير للعوامل الميكانيكية.
الاعتماد على التسعير الفوري الداخلي بدلًا من الـ Oracles الموثوقة يجعل الضمانات عرضة للتسعير الخاطئ المحلي، ومع تخفيض صناع السوق لمراكزهم في حالة الذعر تصبح دفاتر الأوامر ضحلة، وتتحرك الأسعار بشكل حاد بفعل البيع القسري.

شركات الخزانة الرقمية مثل MicroStrategy قد تُعامل كصناديق استثمار وليست شركات تشغيلية تقليدية. الخروج من المؤشرات قد يطلق موجة ضخمة من عمليات البيع القسري. وقد قالت MSCI إن القرار النهائي سيُعلن في 15 يناير 2026.

النقطة الأهم هنا هي أن منصات العملات الرقمية على عكس الأسواق التقليدية لا تمتلك آليات توقف منسقة أو حماية لإبطاء موجات التصفية المتتابعة.

Image

المصدر: X

لماذا قرار MSCI مهم؟

شركات مثل MicroStrategy وBitMine وغيرها تواجه خطرًا مباشرًا.
إذا تم تصنيفها كصناديق، قد تُستبعد من مؤشرات MSCI الرئيسية، ما قد يجبر صناديق المؤشرات السلبية على بيع مليارات الدولارات من أسهمها. وبالنسبة لسوق العملات الرقمية، فالأمر يتجاوز مجرد شركات قليلة إنه يتعلق بالثقة.
إذا تم إخراج أهم الخزائن الرقمية من المؤشرات، فقد تجف التدفقات المؤسسية أو تنقلب إلى خروج جماعي، مما يعيد شبح بدء سوق هابطة جديدة. ويجادل الكثيرون بأن فك ارتباط USDe وخلل Oracle كان لهما دور كبير في إطلاق سلسلة الانهيارات. السوق كان مثقلًا بالرافعة المالية، وأي صدمة صغيرة كانت كافية لتحويلها إلى تصفيات ضخمة.

أكثر من مجرد انهيار

انهيار 10 أكتوبر لم يكن مجرد حدث تصفية عادي.
لقد كشف عن ثغرات في هيكل السوق خصوصًا في طريقة تفاعل المنصات وأنظمة الضمان ومزودي المؤشرات. كان إعلان MSCI بمثابة المحفّز، لكن الهشاشة النظامية العميقة هي التي حولت الصدمة إلى كارثة تاريخية. الأمر لا يتعلق فقط بالمؤسسات أو البائعين على المكشوف بل يتعلق بمستقبل دمج اللاعبين الرئيسيين في عالم العملات الرقمية في النظام المالي العالمي، أو تركهم على الهامش في بيئة أكثر خطورة وتقلباً.