توقعات العملات الرقمية للربع الرابع 2025

بواسطة Rufas Kamau | @RufasKe | 20h ago

Crypto Q4 2025 Outlook

توقعات متفائلة للبيتكوين في "أكتوبر الصاعد" والربع الرابع

يواصل البيتكوين تحقيق زخمٍ قوي مع بداية شهر "أكتوبر الصاعد" أو (Uptober) والربع الرابع من عام 2025، إذ يبلغ سعره حاليًا نحو 113,000 دولار، مُسجّلاً عائدات قدرها 21.21% منذ بداية العام. وتشير الاتجاهات الموسمية إلى أن أكتوبر وحده يحقق تاريخيًا مكاسب تصل لنحو 22.5%، في حين أن العوائد في الربع الرابع غالبًا ما تصل إلى ما يقارب 60%.

وتشهد صناديق البيتكوين الفورية المتداولة (Spot BTC ETFs) تدفقات صافية يومية تقارب 518 مليون دولار، مما يعكس استمرار ثقة المستثمرين واتساع مستويات السيولة. كما أن إقبال الشركات يُشكِّل عاملاً رئيسيًا في توجيه حركة السوق، إذ تعتمد شركات مثل MicroStrategy وMetaplanet على احتياطيات البيتكوين ضمن ميزانياتها لفتح أسواق تمويل جديدة أمام الجهات التي لا تستطيع الاحتفاظ بالبيتكوين بشكل مباشر. ويسهم ذلك في تعزيز دور البيتكوين كأداة تحوّط ضد تراجع قيمة العملات، لا سيما في ظل الهيمنة المالية الأميركية وحالات العجز الهيكلي المستمرة.

في 30 سبتمبر، بلغ عدد الشركات التي تبنَّت استراتيجية الاحتفاظ بالبيتكوين في ميزانياتها 176 شركة، بإجمالي 1,033,866 بيتكوين تُقدَّر قيمتها بنحو 117 مليار دولار.

ومع توقع استمرار العوامل الموسمية ودورات تصنيف البيتكوين، إذ يشهد عادةً ارتفاعًا لثلاث سنوات متتالية يعقبه تراجعٌ في السنة الرابعة، يشير مؤشر معنويات السوق إلى أن حاملي البيتكوين يتوقعون ارتفاعًا يتراوح بين 40% و60% خلال الربع الرابع، وهذا يعني أن سعر البيتكوين قد يصل إلى ما بين 158 ألفًا و180 ألف دولار بنهاية العام.

وفي اليوم الأخير من الربع الثالث، اشترت شركة "تيثر" (Tether) نحو 8,888.889 بيتكوين بقيمة مليار دولار، لترتفع حيازاتها من البيتكوين إلى ما يقدَّر بـ10 مليارات دولار. ويسهم ذلك في تعزيز معنويات السوق الإيجابية تجاه البيتكوين على المستوى المؤسسي.

موسم العملات البديلة يتقاطع مع الموافقات التنظيمية على صناديق المؤشرات المتداولة الفورية

بات من المرجَّح أن يبدأ ما يُعرَف بـ "موسم العملات البديلة" (Alt-Season)، وهي الفترة التي تحقق فيها العملات الرقمية البديلة أداءً يفوق البيتكوين، خلال الربع الرابع وربما يتسارع في النصف الأول من عام 2026. ووفقًا لبيانات مؤشر CoinMarketCap، يبدأ موسم العملات البديلة إذا تجاوز أداء 75% من أكبر 100 عملة أداء البيتكوين خلال آخر 90 يومًا. يُذكَر أن العملات المستقرة مثل USDT وUSDC، إلى جانب العملات الرقمية المدعومة بأصول الحقيقة مثل WBTC وstETH وcLINK، لا تُحتَسب ضمن هذا التصنيف.

وبلغ مؤشر موسم العملات البديلة من (CoinMarketCap) مستوى 61 اعتبارًا من 30 سبتمبر، علمًا أن هذا الموسم لا يبدأ عادةً إلا عند تجاوز المؤشر 75. وهذا يعني أن البيتكوين لا زال الأصل الأقوى مهيمنًا على 58.2% من سوق العملات الرقمية. ومن المحتمل أن يواصل البيتكوين صعوده في الربع الرابع، على أن تنتقل لاحقًا بعض الأرباح إلى العملات البديلة.

وعلى الرغم من تراجع هيمنة البيتكوين تراجعًا ملحوظًا عن مستوياتها المرتفعة منتصف العام مع سعي رؤوس الأموال وراء فرص ذات مخاطرة أعلى في الشبكات الأساسية (Layer-1) والرموز الرقمية الخاصة بالتطبيقات، فإن ارتفاع أحجام تداول العملات البديلة واقتراب القيمة السوقية لها من مستوى قياسي، متجاوزةً 1.5 تريليون دولار باستثناء البيتكوين والعملات المستقرة، يؤكد أن الاستثمار يتجه نحو الأصول عالية المخاطر خارج نطاق البيتكوين.

وتعمل التحسينات في الأطر التنظيمية داخل الولايات المتحدة على تقليل العوائق أمام المنتجات المؤسسية التي تُمكِّن بدورها المستثمرين من الاستثمار المباشر في العملات البديلة، وليس فقط في البيتكوين والإيثر، وهو ما يُغيِّر معادلة الطلب على صناديق المؤشرات المتداولة (ETF) في المنظومة بأكملها.

يوجد حاليًا 16 صندوق مؤشرات متداولة فورية (Spot Altcoin ETFs) تنتظر موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، على أن تُحسَم هذه القرارات في مواعيد نهائية متفرقة خلال شهر أكتوبر 2025. وتشمل هذه الصناديق عملات بديلة رئيسية مثل سولانا (SOL)، XRP، لايتكوين (LTC)، دوجكوين (DOGE)، كاردانو (ADA)، وهديرا هاشغراف (HBAR) وغيرها. وتصدر القرارات بشكل متدرج على مدار الشهر، إذ من المقرر أن يُتخَذ أول قرار في الثاني من أكتوبر 2025 بشأن صندوق لايتكوين لشركة Canary، يليه قرارات أخرى مثل 10 أكتوبر لصناديق Grayscale الخاصة بتحويلات سولانا ولايتكوين، و24 أكتوبر لصندوق WisdomTree الخاص بـXRP.

وصرَّح بول أتكينز، رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية الجديد، مؤخرًا بأن تنظيم العملات المشفّرة يُعدُّ أولوية قصوى للهيئة. وأكد على هدف وضع "قواعد واضحة وبسيطة" لتنظيم إصدار الأصول الرقمية وحفظها وتداولها. كما أعلن أتكينز عن إطلاق مبادرة "Project Crypto"، التي تهدف إلى تحديث قواعد الأوراق المالية بما يتناسب مع الأصول الرقمية وتكنولوجيا البلوكشين، في مسعى لتحويل الولايات المتحدة إلى "عاصمة الكريبتو العالمية". وأشار كذلك إلى تحوّل نهج الهيئة من الأساليب التنظيمية السابقة إلى مقاربة تُشجِّع على الابتكار من خلال قواعد مصممة بعناية، بدلًا من الاعتماد المفرط على التدابير التقييدية الصارمة.

وقد يشير بدء موسم العملات البديلة إلى بداية موجة ارتفاع قوية في السوق، وذلك بالتزامن مع الموافقات على صناديق المؤشرات المتداولة الفورية للعملات البديلة وارتفاع وتيرة رقمنة الأصول (أي تحويل أصل ملموس إلى رمز رقمي قابل للتداول). غير أن البيتكوين لا يزال الأصل المهيمن، كما أن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية لم تمنح بعد موافقتها على هذه الصناديق، فيما قد يتجه الاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول إذا ما أدى الجمود في الكونغرس إلى إغلاق الحكومة الأميركية، مما قد يتسبب في توقف مكتب إحصاءات العمل وهيئات إحصائية أخرى عن العمل، تاركًا الفيدرالي دون بيانات اقتصادية يعتمد عليها.

تسارع وتيرة رقمنة الأصول الملموسة

يشير ترميز الأصول الملموسة (RWA) إلى تحويل أصول مثل الأسهم والعقارات والسندات والسلع إلى رموز رقمية قائمة على تقنية البلوكشين يمكن تداولها على شبكات البلوكشين. وقد بدأ هذا النموذج يكتسب زخمًا بين البورصات والمستثمرين والمؤسسات المالية الكبرى.

ووفقًا لبحث أصدرته منصة CoinLaw في أغسطس 2025، من المتوقع أن ينمو ترميز الأصول بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 43.36% ليصل إلى 5.25 تريليون دولار بحلول عام 2029. ومع دعم هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، بدأت شركات مثل BlackRock وFidelity وApollo وBlockchain Capital في إطلاق صناديق تحمل ترميزًا رقميًا. كما يضيف قانون Genius Act مزيدًا من الوضوح بشأن العملات المستقرة، مما يهيئ بيئة مواتية لمشاركة المؤسسات. إلى جانب ذلك، تعمل بنوك كبرى مثل JPMorgan وGoldman Sachs وBNY Mellon على تعزيز مسار الترميز من خلال دمج تقنية البلوكشين في بنيتها التحتية القائمة.

ويبرز في مقدمة هذا التحوّل منتج BUIDL من شركة BlackRock، الذي يقود ترميز الأصول الملموسة بإجمالي قيمة مُؤمَّنة يبلغ 2.88 مليار دولار. ويُوفِّر المنتج وصولًا مباشرًا عبر البلوكشين إلى سندات الخزانة الأميركية من خلال شبكة الإيثريوم، في إشارة إلى انتقال الأصول التقليدية إلى أنظمة البلوكشين على نطاق واسع.