الأسواق تتراجع بعد أوامر ترامب الجمركية وترقب لتقرير الوظائف الأمريكية

التصعيد التجاري يهز أسواق الأسهم العالمية

أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الخميس، أمرًا تنفيذيًا طال انتظاره بشأن السياسة التجارية، يقضي بفرض تعرفة جمركية لا تقل عن 10% على واردات الدول التي لم تبرم اتفاقيات تجارية نهائية مع واشنطن، إلى جانب رسوم متبادلة مرتفعة وصلت إلى 41% لبعض الشركاء.

الهند كانت من بين الدول الأشد تضررًا بفرض رسم 25%، وكندا بـ35%، وسويسرا بـ39%. أما الصين، فاستُثنيت من القرار حاليًا في ظل اقتراب مهلة 12 أغسطس للتوصل إلى اتفاق.

ورغم التصعيد، بقيت خسائر الأسهم العالمية محدودة؛ إذ تجنبت دول آسيوية رئيسية مثل تايلاند وماليزيا وتايوان الرسوم الأعلى. وانخفضت مؤشرات آسيا بشكل طفيف، بينما بقيت العقود الآجلة للأسهم الأميركية شبه مستقرة. وعلى الرغم من اضطراب التجارة العالمية، أغلق مؤشر S&P 500 شهر يوليو على مكاسب للعام الحادي عشر على التوالي، وهي أطول سلسلة ارتفاع منذ عام 2014.

رد الفعل الهادئ من الأسواق يشير إلى أن جزءًا كبيرًا من التصعيد التجاري كان متوقعًا وسُعّر بالفعل. لكن لا تزال مستويات القلق الجيوسياسي مرتفعة، فيما تتجه أنظار المستثمرين الآن إلى الحدث الاقتصادي الأبرز: تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة.

قوة الدولار تضغط على الذهب والفضة

يواصل مؤشر الدولار الأميركي تماسكه بالقرب من مستوى 100، وهو أعلى مستوى في شهرين، ما يفرض ضغوطًا على السلع الأساسية. ويعزز هذا الارتفاع سلسلة من البيانات الاقتصادية القوية، إضافة إلى تلاشي التوقعات بخفض أسعار الفائدة في المدى القريب، خاصة بعد صدور نمو قوي للناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني، ونبرة متحفظة من رئيس الفيدرالي جيروم باول خلال المؤتمر الصحفي الأخير.

وتواصل أسعار الذهب والفضة تراجعها، بينما انخفض النحاس إلى أدنى مستوى له منذ أسابيع. ويعود هذا الأداء الضعيف للمعادن إلى التحول الواضح نحو التشدد في سياسة الفيدرالي، ما يقلل من جاذبية الأصول التي لا تقدم عائدًا مثل الذهب.

وفي حال أظهرت بيانات الوظائف القادمة قوة في سوق العمل الأميركي، فإن الدولار مرشح لتحقيق مزيد من المكاسب، ما يزيد من الضغوط على الذهب والفضة وبقية المعادن الثمينة.

تقرير الوظائف لشهر يوليو: هل يضعف احتمالات خفض الفائدة؟

تشير التوقعات إلى أن تقرير الوظائف غير الزراعية سيكشف عن إضافة 102,000 وظيفة جديدة، مع ارتفاع طفيف في معدل البطالة إلى 4.2%. كما يُتوقع أن تسجل الأجور ارتفاعًا شهريًا بنسبة 0.3%.

إن البيانات المتوفرة حتى الآن تلمّح إلى احتمال مفاجأة صعودية. فقد أظهر تقرير وظائف القطاع الخاص الصادر عن ADP إضافة 104,000 وظيفة، ما يمثّل تعافيًا مقارنة بالشهر السابق، كما شهدت طلبات إعانة البطالة الأولية انخفاضًا، مع وصول المتوسط المتحرك لأربعة أسابيع إلى 221 ألف طلب.

وتشير هذه الأرقام إلى متانة في سوق العمل الأميركي، ما قد يقلل من رهانات الأسواق على خفض وشيك في أسعار الفائدة. فاحتمالات خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر تراجعت إلى 0.2% فقط، فيما تقلصت توقعات حدوث خفضين هذا العام إلى 40.1% وفقًا لبيانات عقود الفائدة الآجلة.

وفي حال جاء تقرير الوظائف قويًا، فمن المرجح أن يرسّخ التوجه الصعودي للدولار ويواصل الضغط على الذهب والمعادن، في ظل تصاعد العلاقة العكسية بين قوة العمل الأميركية والتوترات الجيوسياسية العالمية.