ترامب يُصعّد منفردًا: التعريفات الجمركية تعود في غياب الاتفاقات

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستعد لإرسال رسائل بفرض تعريفات جديدة خلال أسبوعين، مما ينعش المخاوف من تصعيد تجاري عالمي مع اقتراب موعد 9 يوليو الحاسم.

بواسطة Ahmed Azzam | @3zzamous | 12 يونيو 2025

Markets today AR
  • ترامب يخطط لإرسال إشعارات رسمية للشركاء التجاريين خلال أسبوعين، محددًا شروط تعريفات جديدة بشكل أحادي.

  • التجميد المؤقت للتعريفات ينتهي في 9 يوليو؛ فقط المملكة المتحدة والصين توصلتا لاتفاقات مبدئية.

  • استراتيجية ترامب تتحول من التفاوض الثنائي إلى الفرض الأحادي

  • الأسواق قلقة وسط ضعف الدولار وتزايد المخاطر الجيوسياسية.

تصعيد أحادي قبل الموعد النهائي

في تحول دراماتيكي في السياسة التجارية الأمريكية، أعلن الرئيس دونالد ترامب أن إدارته ستبدأ بإرسال رسائل رسمية إلى شركاء تجاريين خلال الأسبوعين المقبلين، لتحديد شروط تعريفات جمركية جديدة بشكل أحادي، قبل انتهاء فترة التجميد التي تنتهي في 9 يوليو.

وقال ترامب من مركز كينيدي: "سنرسل رسائل خلال أسبوع ونصف إلى أسبوعين، وسنقول هذا هو الاتفاق، إما أن تقبلوا به أو ترفضوه". تصريحاته هذه تأتي في ظل حالة من الجمود في المحادثات الثنائية مع معظم الشركاء، مما يُشعل المخاوف من عودة التوترات التجارية التي هزّت الأسواق سابقًا.

المفاوضات تتباطأ وسط ضغوط متصاعدة

ورغم التحركات الدبلوماسية المكثفة، لم تنجح الولايات المتحدة سوى في التوصل إلى إطار مبدئي مع المملكة المتحدة وهدنة هشة مع الصين، تشمل التزامات صينية بتوفير المعادن الأرضية النادرة وبرامج لتبادل الطلاب، دون أي جدول زمني واضح أو تفاصيل تنفيذية، ما زاد من تشكك الأسواق.

المفاوضات مع شركاء آخرين مثل الهند واليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي لم تُحرز تقدمًا يُذكر، مما يجعل خيار الفرض الأحادي أكثر واقعية بالنسبة لترامب مع اقتراب الموعد الحاسم.

من التفاوض إلى الفرض

ما بدأ كاستراتيجية تفاوضية ثنائية يبدو الآن أنه يتحوّل إلى فرض مباشر. تصريحات ترامب تعكس إحباطه من بطء المحادثات، وتمثل انزياحًا واضحًا نحو السياسات الأحادية. وبينما تعترف الإدارة بصعوبة التوصل إلى اتفاقات متزامنة مع عدة دول، فإن خيار إرسال "خطابات تعريفات" أصبح الأداة الأقرب للتنفيذ.

هذا التحوّل يُعيد إلى الواجهة خطر التصعيد التجاري، إذ من المحتمل أن ترد بعض الدول بالمثل، ما ينذر بمزيد من التشظي الاقتصادي العالمي.

الأسواق تتفاعل والدولار يتراجع

في ظل هذه التطورات، تزداد حدة الترقب في الأسواق المالية. مؤشر الدولار الأمريكي يواصل الهبوط نتيجة توقعات التيسير النقدي من جانب الفيدرالي، وسط تزايد القلق من عدم اليقين الجيوسياسي.

المستثمرون يعيدون حساباتهم استعدادًا لأي مفاجأة يوم 9 يوليو، حيث لم تعد العوامل الاقتصادية وحدها هي ما يحدد اتجاه الأسواق، بل أيضًا قرارات سياسية قد تقلب التوازنات في لحظة.

يبدو أن الولايات المتحدة تتجه نحو إعادة تشكيل قواعد اللعبة التجارية، ولكن عبر مسار منفرد. وفيما تترقب الأسواق يوم 9 يوليو بحذر شديد، يبقى السؤال: هل سيفرض ترامب التعريفات فعلاً؟ أم أن الرسائل ستكون ورقة ضغط أخيرة في لعبة تفاوض طويلة؟