تعرض سهم ميتا لضغوط بسبب عوامل تقنية وعدم اليقين حول الإنفاق

قضت ميتا الأشهر الماضية تحت ضغط واضح، عالقة بين دورة استثمارات ضخمة وموجة من عدم اليقين التي تحيط بتقييمات شركات التكنولوجيا. ورغم كل الضوضاء المحيطة بالشركة، فإن ميتا تعمل بهدوء على بناء الأسس لما قد يصبح واحدة من أقوى مراحل النمو في تاريخها. ويبدو أن التراجع الأخير أقرب إلى كونه عملية تصحيح وليس انعكاساً كاملاً، بينما بدأ المتداولون يعيدون النظر فيما إذا كان السوق قد قام فعلاً بتسعير الإمكانات الحقيقية لـ ميتا AI. شهدت ميتا تباطؤاً ملحوظاً بعد التشوّه الذي سببه عامل الضرائب في الأرباح، لكنها ل

بواسطة يزيد أبو سماقة | @Yazeed Abu Summaqa | 3h ago

CL_News Section_META-1-20240206-135518
  • شهدت ميتا تباطؤًا حادًا بعد التشوه الضريبي في الأرباح.

  • ميتا لا تحتاج إلى منتج جديد لخلق قيمة إضافية.

  • النظرة الفنية لا تزال صاعدة على السهم.

البنية التحتية الجديدة للذكاء الاصطناعي

لم يتغير جوهر أعمال ميتا، ولكن حجم الاستثمار هو ما شهد تحولاً كبيراً. تتوسع الشركة بقوة في بناء بنية تحتية متكاملة للذكاء الاصطناعي، تشمل مراكز بيانات جديدة، وقدرات حوسبة أكبر، وسلسلة طويلة من أدوات الذكاء الاصطناعي المحسّنة بهدف رفع أداء الإعلانات وفتح مسارات جديدة للأعمال.

على المدى القصير، تخلق هذه الاستثمارات ضغطاً على الهوامش، لكن تاريخ ميتا يوضح أن دورات الإنفاق الضخمة عادةً ما تسبق توسعات كبيرة في الإيرادات. بالنسبة للمتداولين الذين ينظرون إلى الصورة الأكبر، تشبه المرحلة الحالية بدايات ترقية هيكلية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

النظرة الفنية

تدعم الصورة الفنية التغيير الذي تقوم به ميتا. فعلى الرغم من الهبوط الحاد الذي حدث بعد تشوّه أرباح الضرائب، بدأ السعر في الاستقرار داخل منطقة الدعم الرئيسية بين 577.21 و531.10. كما أن مؤشرات الزخم، التي كانت ممتدة بقوة نحو الأسفل، بدأت تتوازن، مما يشير إلى أن ضغط البيع ربما بدأ يفقد قوته بعد أكثر من ثلاثة أشهر من السيطرة على حركة السهم.

وفي حال حافظ السهم على التداول فوق منطقة الدعم المذكورة، قد يبدأ المتداولون بالتحضير لموجة صعود جديدة باتجاه منطقة المقاومة التالية عند 691.88. وعلى الرغم من عمليات التراجع، فإن ظهور حجم تداول قوي في الأيام الإيجابية يوحي بأن المستثمرين طويلَي الأجل بدأوا بالفعل في التراكم. المشهد العام حول ميتا لا يعكس الخوف، بل يشير إلى حالة من الترقب. فالجميع يدرك أن إنفاق ميتا على الذكاء الاصطناعي اليوم يهدف إلى تأمين ميزة تنافسية مستقبلية، إذ تتسابق المنصات الكبرى لبناء أفضل خوارزمية توصيات وأقوى نظام إعلانات وأكثر بنية تحتية كفاءة. وتدخل ميتا هذه المنافسة مع قاعدة مستخدمين أوسع وبيانات أكثر وطرق متعددة لتحقيق الدخل مقارنة بغيرها.

Meta stock pressured by technical and spending uncertainty

المصدر: Trading View

محاولة اختراق منطقة المقاومة

ما لم يدركه السوق بالكامل بعد هو مدى سرعة قدرة هذه الأنظمة على التحول إلى نتائج فعلية تتمثل في ارتفاع عوائد الإعلانات، وزيادة مستويات التفاعل، وخلق مصادر جديدة للنمو. لا تحتاج ميتا إلى إطلاق خط منتجات جديد لخلق قيمة إضافية؛ بل يكفي أن تجعل النظام البيئي الحالي أكثر ذكاءً وسرعة وشخصنة. لقد قامت بذلك سابقاً، وفي كل مرة حدث ذلك تبعتها زيادة واضحة في الإيرادات.

وفي حال استقر قطاع التكنولوجيا بشكل عام، وقدّم توجيه الأرباح خلال هذا الربع والربع القادم أي تلميح إيجابي حول عائدات مشاريع الذكاء الاصطناعي، فقد يكون السهم مستعداً لمحاولة اختراق منطقة المقاومة. وحتى الآن، يظل الانحياز العام للسهم صاعداً؛ فالهيكل طويل الأجل ما يزال سليماً، وربما يستمر السوق في هضم حجم دورة الاستثمارات، لكن القصة بدأت تعود تدريجياً نحو النمو.