مايكرون تخرج من ذاكرة المستهلك وتركّز على رقائق الذكاء الاصطناعي لمراكز البيانات
قامت شركة مايكرون مؤخرًا بخطوة استراتيجية، حيث أعلنت خروجها من أعمال ذاكرة المستهلك، بما في ذلك المنتجات التي تحمل علامة Crucial، مع تحويل تركيزها نحو رقائق الذاكرة المتقدمة الموجهة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
الطلب المتزايد على ذاكرة الأداء العالي وذاكرة النطاق العريض (HBM) المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.
التوقعات تشير إلى زيادة محتملة بأكثر من 30% في الأسعار خلال الفصول القادمة.
مخاطر جيوسياسية وقيود على تصدير أشباه الموصلات المتقدمة.
التحول نحو رقائق الذاكرة المتقدمة
يعتمد منطق تحوّل مايكرون على التغيّرات الواسعة في الطلب عبر القطاع. فذاكرة الأداء العالي المستخدمة في أنظمة الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات تختلف جذريًا عن ذاكرة المستهلك التقليدية من حيث استقرار التسعير، وهيكل العقود، والرؤية طويلة الأجل للطلب. وبالمقارنة مع قطاع المستهلك شديد التنافسية والدوري، تتمتع ذاكرة الشركات عادةً بهامش ربح أعلى واستقرار أكبر في التدفقات الطلبية. وقد رفعت مايكرون مؤخرًا توقعاتها للإيرادات والأرباح، وربطت ذلك بزيادة الطلبيات على الذاكرة المستخدمة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، تظل صناعة أشباه الموصلات والذاكرة دورية بطبيعتها، حيث يتأثر الطلب بالظروف الاقتصادية العالمية، ودورات الإنفاق الرأسمالي، واختناقات سلاسل التوريد، والتوسعات التنافسية في الطاقات الإنتاجية.
تصورات السوق والمعنويات
لا يزال سوق الذاكرة العالمي شديد التركّز، مع وجود عدد محدود من الشركات القادرة على العمل عند العقد التصنيعية المتقدمة. وتتمحور المنافسة حول التنفيذ التكنولوجي، وكفاءة التصنيع، وتحسين نسب الإنتاج، والعلاقات التعاقدية طويلة الأجل مع كبار العملاء. كما أن الطبيعة عالية الكلفة الرأسمالية لتصنيع الرقائق تفرض حواجز دخول مرتفعة، ما يقيّد دخول لاعبين جدد ويحدّ من نمو المعروض العالمي بشكل هيكلي. وعقب إعلان التحوّل الاستراتيجي، سجّل سهم مايكرون تراجعًا بنسبة 3.21% خلال الأسبوع الماضي، فيما تشير مؤشرات ما قبل الافتتاح اليوم إلى ارتداد صعودي بنحو 2.5% من القاع السابق. كما تعكس توقعات السوق استمرار الزخم الإيجابي في تسعير الذاكرة المتقدمة خلال الفصول المقبلة، مدعومًا بالطلب القوي من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مع ترجيحات بارتفاع يتجاوز 30% في بعض الفئات.

المصدر: Trading View
حالة عدم اليقين المستمرة
على الرغم من تحسّن ظروف الطلب على الذاكرة المتقدمة، تواصل مايكرون العمل ضمن قطاع يتميّز بتقلبات حادة ودورات اقتصادية واضحة. أي تباطؤ في استثمارات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، أو تأخير في مشاريع مراكز البيانات الكبرى، أو ضعف في إنفاق الشركات على تقنيات المعلومات قد يضغط على الطلب القريب الأجل. كما أن تسعير الذاكرة يظل حساسًا جدًا للتغيرات في ديناميكيات العرض العالمي، حيث يمكن لتعديلات الإنتاج من كبار المصنّعين أن تغيّر توازن السوق سريعًا. وتضيف المخاطر الجيوسياسية وقيود التصدير على أشباه الموصلات المتقدمة طبقة إضافية من عدم اليقين إلى بيئة التشغيل، ما يبرز الطبيعة الدورية والمخاطر الكامنة في قطاع رقائق الذاكرة عالميًا، رغم وجود محركات نمو هيكلية قوية.